الرئيسة/  مقالات وتحليلات

في حوار فلسطين والعودة بين التشكّك والإيمان!

نشر بتاريخ: 2019-09-23 الساعة: 09:40

بكر أبوبكر استكمالا للجزء الاول في الرد منّا على احد المخالفين في تاريخ فلسطين ومستقبلها القادم منتصرا بإذن الله كان ردنا المستكمل كالتالي:

انقراض قبيلة إسرءيل القديمة مثل عاد وثمود وقوم لوط وقوم نوح...الخ

الأخ (س) مرة أخرى لك منهج تحليلي في سياق مختلف وهذا شأنك بالطبع، ولكن دعني اوضح 3 نقاط فقط مما ذكرته بكل مودة فأنا لم أقل أن اليهود انقرضوا، وانما قلت قبيلة بني اسرءيل العربية القديمة انقرضت بزوالها عن مسرح التاريخ كقبيلة وكسواها، ولك العودة للكتب والمراجع التي ذكرت او أن تحاور بعض من  الكتاب الكبار على "ماسنجر" (فاضل الربيعي مثلا واحمد الدبش بتزكيتي)

اسم فلسطين عَلَم

 أما ثانيا فاسم فلسطين وأرض فلسطين موجود أصلا في ذات التوراة ، أضف لذلك في كل المرويات العربية، والأجنبية بل وما قبلها أي في كتاب أبوالتاريخ هيرودت حيث ذكرأرض أو اقليم فلسطين، ولم يستطع العثور في بلادنا فلسطين -عندما وطأ تراب أرضها قبل الميلاد في القرن الخامس- على ما يدعى ممالك/امارات سليمان او داوود او هيكل الخ او اسرءيل من خرافات، في فلسطين الخ. ولك العودة له ولمن كتب عنه.

  وأقدم ذكر للفلسطينيين، ورد في النصوص المصرية الآشورية، فقد سميت بلادهم "بالاستو" فلسطين Palastu، أو بيلسيتو Pilistu، وهو نفس الاصطلاح اليوناني فلستيا Philidtia، الذي أصبح باليستينا (فلسطين) وقد كثر ذكرهم في التوراة فقد سمتهم التوراة كفتورين، وذكرت أن وطنهم في جزيرة كفتور المناظرة لكفيتو في المصادر المصرية، والتي يقولون إنها جزيرة كريت.

ويضيف احمد الدبش في دراسته الى ما سبق: وفي التعريف بـ "فلسطين" و "الفلسطينيون في المصادر اليهودية نجد تعتيما شديدًا، وإيهامًا بأن الفلسطينيين شعب غريب، ليست له أصول في المنطقة، ففي دوائر المعارف اليهودية، يرد الحديث عن فلسطين والفلسطينيين، في شكل مقتضب، وغامض يوحي للقارئ، بعدم أهمية المكان وسكانه، ويؤكد على عدم أصالته وعلى كونه شعبًا غريبًا.

ولك العودة للمصادر بالتفصيل المملّ «كنعان وملوك بني إسرائيل في جزيرة العرب» (2005)، و«عورة نوح ولعنة كنعان وتلفيق الأصول» (2007)، و«سلسلة التاريخ اليمني المجهول، الجزء الأول، اليمن الحضارة والإنسان: بحثاً عن الجذور» (2011)

هيرودوت أبوالتاريخ يجد فلسطين، ولا يجد "يهودا" او "السامرة" أو ممالك اليهود

واليك المقتطف التالي عن فلسطين أيضا لذات الباحث: دعونا نعود بذاكرتنا إلى ذلك المؤرخ الإغريقي الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، والذي يُعرف باسم: أبو التاريخ، وألَّف كتاب »التاريخ«، حوالي سنة 440 ق.م.[ترجمة إلى العربية، حبيب أفندي بسترس عن طبعة لارشي الفرنسي، تحت عنوان »تاريخ هيرودوتس الشهير«، (1886ــ 1887). وأيضاً عبد الإله الملاح، تحت عنوان »تاريخ هيرودوت«، (2001)

ما يهمنا من مؤلَّفه هو ما كتبه عن »فلسطين«، فقد ذكر هيرودوت، أنّ السكيثيين، اجتاحوا آسيا، »ولم يتم لهم هذا زحفوا إلى مصر للاستيلاء عليها. فلما بلغوا فلسطين وجدوا أمامهم ملك مصر بسميتاك، ومعه الهدايا وهو يلهج بالدعاء لهم، راجياً التوقف عن زحفهم. فعادوا أدراجهم حتى توقفوا في عسقلان، دون أنْ يلحقوا ضرراً بالبلاد في أثناء مسيرتهم، لولا أنّ قلّة منهم تأخرت عن الركب، وأخذت تعمل نهباً في معبد أفروديت. وقد تقصيتُ الأمر وتبيّن لي أنه أقدم المعابد الخاصة بهذه الآلهة، وما المعبد المكرّس لها في قبرص، كما يُسلّم أهلها بذلك إلاّ تقليدٌ لهذا المعبد في عسقلان؛ والمعبد الذي في شتيرا أقامه الفينيقيون، وهم أهل هذه المنطقة من سورية«.

كتب هيرودوت عن هوية سكان »فلسطين«، عند حديثه عن عادة الختان ما يلي: «الختان معروف عند المصريين والأثيوبيين منذ أقدم العصور. وهذا أمر يقر به الفينيقيون والسوريون سكان فلسطين فيقولون بأنهم إنما أخذوا هذا التقليد عن المصريين».

كما يشير هيرودوت، إلى «فلسطين« الإقليم بالقول: «إن النصب التي أقامها سيسوستوريس في البلاد التي قهرها قد زال معظمها؛ ولكني رأيت بأم العين تلك النصب ما تزال قائمة في ذلك الجزء من سورية المسمي فلسطين».

ويضيف أبو التاريخ  هيرودوت، في نصوصه متحدثا مرة أخرى عن »فلسطين« الإقليم والسكان بالقول: «ويسكن البلاد الممتدة من أرض الفينيقيين حتى حدود مدينة كاديتس [غزة] السوريون الذين يسمون «الفلسطينيون». ومن هذه المدينة ــ التي تضارع مدينة سارديس في حجمها ــ فإن جميع الموانئ حتى جينيسيوس تتبع ملك العرب. والمنطقة التي تمتد من هناك حتى بحيرة سربونيس (سبخة البردويل) والتي بالقرب منها ينحدر جبل كاسيوس ليصل إلى البحر، فإنها تعود لسورية أيضاً.

  أما مصر فتبدأ من منطقة بحيرة سربونيس (حيث تذهب الرواية إلى أن تيفون (الإله سيث) يختفي هناك)».

واليك هذه أيضا في ختام دراسة من هم الفلسطينيون وفلسطين للباحث أحمد الدبش: ثمة عدة حقائق تكمن في نصوص هيرودوت، تستعصي على التلفيق، وهي ما يلي:

أولاً: أن هيرودوت أطلق على المنطقة الممتدة من جنوبي مدينة دمشق إلى حدود صحراء سيناء اسم "فلسطين".

ثانياً: نص هيرودوت على ان »فلسطين«، هو اسم الإقليم، كما ذُكر في تقسيم الفرس الإداري للمناطق التي احتلوها في الشرق العربي.

ثالثاً: أن هيرودوت، كتب مؤلَّفه اعتماداً على ما رآه هو، وما سمعه من أهل البلاد، أي أنه لم يختلق اسم "فلسطين"، وانما نقل اسماً كان مستخدماً في الإقليم نفسه خلال زيارته.

رابعاً: وصف هيرودوت هوية سكان المنطقة الجغرافية التي يطلق عليها »فلسطين«، بالقول السوريون الذين يسمون الفلسطينيون.

الكاتب الفرنسي بيير روسي وفلسطين

من المناسب أن نختم هذا المقال، بما يقول المفكر الفرنسي بير روسي، في كتابه «مدينة إيزيس ، التاريخ الحقيقي للعرب«:»إن إعادة اسم فلسطين الوحيد إلى هذه الأرض يصبح إذاً ليس فقط مطابقاً للقاعدة التاريخية الأدق والأصح، ولكن لرفض تدخل أو وساطة أحكام علمية تعسفية ومسبقة. إنه ليس هذا العرق أو ذاك، هذا الدين أو ذاك الذي استفاد من انتخاب الطبيعة، ولكنها، فلسطين، القطر ذاته، الذي أخلى الشكل الخارجي في البحر المتوسط لمركز ثقافي مختار. فإلى غالبية سكانه إنما يعود دور ناشري الفنون والعلوم«.

"الانساني" لا ينكر الحق والندية

اما ثالثا: فأنا احترم فيك السياق الانساني ما لا أخالفه في ظل الاعتراف بالحق والحقيقة من جهة، وفي ظل التمسك بالثقافة المتميزة (والحضارة الانسانية الواحدة كما يرى د.علي شريعتي)

ما يعني أن روايتنا وحقنا وتعبئتنا الأيديولوجية بتاريخنا وحقنا الطبيعي والذي تثبته يوميا علوم الآثار والانثربولوجيا الخ الذي لا مراء فيه متصل، وثابت

اما السياق الانساني بما فهمته منك يعني تقبل الآخرين ما هو كما أسلفت قابل للنقاش فهو لا ينكر حقا مطلقا. وانما عملية التقبل والتفهم والتجاور تقوم على قواعد النديّة  لا الانكار، والاعتراف المتبادل، وعدم الهيمنة من على اومن الآخر على غيره ما هو سمة العالم اليوم.  ودعني أكرر شكري لعقلك المتفتح دوما.

أضيف نقطة: فلسطين تاريخيا كانت ومنذ ما قبل الحضارة لنا وظلت لعشرات آلاف السنين وما زالت، ولم تقم بها إمارات/ممالك الخ لقبيلة بني إسرءيل العربية المنقرضة رغم ذلك ورغم عروبتها، (ولو افترضنا جدلا قيام هذه الإمارات في فلسطين للعرب الاسرائيليين القدماء، فلا يؤهل ذلك أحدا اليوم الإدعاء بالوراثة لما انقضى، والا لاختلفت كل خرائط العالم)

الديانة (أي ديانة) لا تعطي حقا بأرض

أما الديانة فهي لاتعطي حقا لأحد لامتلاك المكان الذي نبعت منه! فليس للماليزي أو الأندونيسي أوالنيجيري المسلم مثلا الادعاء بمكة أو المدينة المنورة كوطن الخ مثلا لأنه مسلم، كما لا يحق نفس الشيء لأتباع الديانة اليهودية أوالمسيحية أو البوذية...الخ.

الأوربيون ذبحوا يهودهم

أما حديثا فالبناء الاستعماري الغربي والذي سبقه المذابح الاوربية المسيحية ضد اليهود الأوربيين =اليهود من القوميات الاوربية-ما لا شأن لنا به- ولّد عقدة الطرد والتخلص منهم (أنظر ماركس في المسالة اليهودية، بل وقد كتب لينين أيضا).

روايتنا ويهودنا ويهودهم

وعودة لنقطتك الانسانية الجميلة الحديثة أي الكلام في الوضع القائم حاليا له 3 نقاط عندي

 أولا: روايتنا لا يمكن أن نتخلى عنها مطلقا، فلها كل الحقيقة كما نرى هذا أولا.

 اما ثانيا فلنا من الحلول ما هو مطروح سياسيا ونتعامل معه على قاعدة الندية والاعتراف بوجود الآخر الخ (انظر هاني الحسن في ثقافة السلام).

 وثالثا اليهود الديانة الموجودين في أرضنا أرض فلسطين (الذين لم يكونوا عبر التاريخ لا شعبا ولا أرضا وأصبحوا اليوم فعلا إسرائيليين المجتمع القائم بالقوة منذ النكبة أي منذ العام 1948) من قوميات وأعراق واثنيات عدة غالبها من قوميات أوربية او من روسيا او من قوميات دول اخرى الخ لم يستطيعوا إثبات أي صِلة بأولئك القدماء من بني إسرءيل القدماء المندثرين المذكورين بالكتب المقدسة، فلا صلة بينهم بتاتا، (أنظر أرثر كوستلر أيضا وهو يهودي هنغاري في كتابه القبيلة 13 وانظر الاسرائيلي التقدمي "شلومو ساند" في خرافة أرض وخرافة "الشعب" اليهودي كما قد ذكرت).

 

 

 

 

 

التوراة لا يعتد بها كرواية تاريخية أو جغرافية علميا

 والى ما سبق يعترف عديد علماء الآثار منهم الاسرائيلي زئيف هرتزوغ والاسرائيلي "اسرائيل فنكلستاين" وفي كتابه: التوراة مكشوفة على حقيقتها بخرافية روايات الادعاء بفلسطين ولك العودة لذلك، ومثلهم الكثير من الأوربيين والاجانب والعرب..

 

البداية السياسية

  وتجاوزا لكل هذا نقول أصبحوا موجودين، فإن وضعنا التاريخ جانبا تكون البداية السياسية المعتمد عليها فقط هي منذ قرار التقسسيم ومن هنا فقط نتكلم نعم اتفق معك بهذه لذلك كان هذا القرار على سوئه مرتكز اعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988 (انظر نص الاعلان)

          وبارك الله بك دوما وعقلك الملحاح والمستنير.

الشعب الفلسطيني 

نقطة اخيرة انتبهت لها متأخرا: أنت تقول (الشعب الفلسطيني هو ليس العربي، وإنما كل الشعوب التي كانت تعيش في تلك المنطقة يهود وعرب ودروز وبهاييين الخ..)!

ونقول لك أن: الشعب العربي الفلسطيني يضم كافة الأديان، نعم صدقت فهو ضم الدروز الموحدين العرب الأقحاح، وضم البهائيين الديانة، وضم اليهود العرب بغالبهم حتى العام 1948 حين تغيرت المعادلة السكانية لصالح الاوربيين والروس، بعد أن كان العرب الفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين ودروز وكلهم عرب بعد أن كانوا الأغلبية .

الوطن أسبق على الدولة

مرة أخرى مادامت قصة الدولة تهمك- فكما كررت أن الأرض أو الوطن أو الاقليم هو السياق الذي يعرف الوجود كما الحال مع مختلف الأقاليم الجغرافية التي تغيرت حدودهاعبر التاريخ.

 أنظر تغير خريطة أوربا عبر التاريخ ما قبل ظهور مفهوم القوميات والدولة الحديثة منذ القرن 18 فقط كل الدنيا تغيرت خرائطها، لكن كانت هناك أقاليم واوطان وأراض ظلت كما هي.

 مثل أرض فلسطين كما قال أبوالتاريخ هيرودوت منذ ما قبل التاريخ الميلادي، ولم يرى في منطقتنا لا يهود ولا داود ولا سليمان ولا هيكل ولا اسرءيل.

  أما حديثا فاننا يمكن أن نقول أن بذور دولة فلسطين الأولى في القرن18 قامت على يد ظاهر العمر الزيداني الذي يحتفل به الفلسطينيون بالداخل سنويا وهي ما قبل دولة ياسر عرفات، دولتنا الحالية المقترحة على جزء من الوطن فلسطين، وتضم كل فلسطين ولك الرجوع لكتاب قناديل ملك الجليل لابراهيم نصر الله وغيره ودمت بود.

وطريقة نشوء الدول القديمة (المصطلح تجاوزا فهي ممالك وسلطنات وإمارات وامبراطوريات...) كانت بالقوة والحرب والتوسع والضم الخ من الأساليب وما تشكلت الدول بمظهرها الجديد الا منذ القرن 18 او القرن 19 فقط.

الوطن والجغرافيا والأرض والسكان هم منذ الازل فلسطين وفلسطينيون بلا ادنى شك لدينا كفلسطينيين وأمة. وما الطارئون علينا الا غزاة كمن سبقهم، استخدموا القوة والظلم والقتل والحروب والأكاذيب والخرافات والتحالف مع قوى الاستعمار الغربي ذو عقلية التفوق العنصري الأبيض لاحتلال واستعمار واستغلال أرض العرب والمسلمين والمسيحيين الشرقيين لقتل وحدتهم الى الأبد.

والله ناصرنا، فهذا جهاد نصر أو استشهاد.

 

حاشية عن اللغة العربية:   

التراث اللغوي العربي – "اللغات السامية" هذا المصطلح حديث الإستعمال، وجد نتيجة الأهتمام بالعائلات اللغوية في مقابل العائلة الهندو أوربية في أوربا، وأول من استخدم هذا المصطلح عالم اللغة النمساوي "شلوتسر" في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، وقد إستعارة من قائمة الشعوب المذكورة في الإصحاح العشر من سفر التكوين في التوراه (وحديثا التوراة ليست مصدر موثوق للتاريخ أبدا-نقطة) ويراد به اللغات (الأكادية، الآرامية، الكنعانية، الفينقية، العربية الجنوبية، العربية الشمالية،العبرية، الأوجاريتية). وقد ثبت أن مصطلح (سامي) قد دل على التقارب اللغوي بين مجموعة اللغات التي أطلق عليها (اللغات السامية)، بالإضافة إلى الجوار الجغرافي والإشتراك الثقافي بين شعوب المنطقة. ومع ذلك فقد ثبت أن المواطن الأصلي لهذه المجموعة "السامية" هو شبه الجزيرة العربية، والتي انطلقت منها الهجرات بحثاً عن الرعي والماء. فإذا أضفنا إلى ذلك أصالة العربية وبقاءها حية في المكان والزمان دلّ ذلك على أن المصطلح (سامية) غير سديد مطلقا، وأريد به تزييف الحقائق التاريخية، وسلب حق العروبة والعربية من نسبة المصطلح إليهم حقا.  ولذلك وجدنا طائفة من الباحثين في العراق والشام تجنبوا هذا المصطلح (اللغات السامية) واختارو بدلا منه (اللغات الجزرية) نسبة الى الجزيرة العربية، وأكد ذلك الأستاذ العقاد، والأستاذ الدكتور محمد سالم الجرح الذي ذكر أن "العرب والعربية أصل الشعوب واللغات السامية، بل إننا لنستطيع أن نسمي الشعوب السامية كلها بالشعوب العربية، واللغات السامية كذلك باللغات العربية، فنحن نمثل الجذع الذي تفرعو منه جميعا. أ.د / محمد صالح توفيق  تلخيصات من كتـاب/ التـراث اللغـوي، رابط المادة: http://iswy.co/e29gfj

 

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024