المخرج المغربي الجوهري: نعاني من تهميش الثقافة السينمائية
نشر بتاريخ: 2019-09-22 الساعة: 09:55رام الله-وكالات-دعا المخرج المغربي عبد الإله الجوهري في مهرجان فيلم المرأة في سلا في المغرب، إلى الاهتمام بالثقافة السينمائية وحضورها في المنظومة التّربويّة في المجتمع العربي، مقابل التّهميش الّذي تعانيه، معتبرًا أنّ "المشكل الكبير الذي نعاني منه في المغرب والدول العربية بصفة عامة هو غياب الاهتمام بالصورة والسينما على وجه الخصوص".
وقال الجوهري في مقابلة مع وكالة الأنباء على هامش المهرجان: "ما زلنا في المغرب نعتبر السينما مجرد تسلية ومثار لهو وفرجة وليس ركيزة أساسية للتنمية".
وأضاف أنّ "ليس لدينا وعي للأسف بأهمية الصورة السينمائية وليس هناك قرار سياسي حقيقي لدعم الثقافة السينمائية، والدليل أن كل المؤسسات التعليمية والتربوية لا تدرس الفنون بشكل عام والفن السينمائي بشكل خاص".
وتمنى وجود قرار سياسي يدعم الحضور والثقافة السينمائية في المؤسسات التعليمية والمناهج التربوية، مبيّنًا أنّ "تنامي الوعي السينمائي لدى المواطن سيدفعه إلى الذهاب إلى القاعات السينمائية، وهذا سيشجع منتجين على إنتاج أفلام ويقود إلى التنافس بين المخرجين المغاربة وسيخدم في نهاية المطاف الإبداع السينمائي المغربي".
وانتقل الجوهري في مساره الإبداعي بين الأفلام القصيرة والوثائقية إلى الأفلام الطويلة، وترشح فيلمه الطويل "ولولة الروح" للعديد من الجوائز وفاز بجائزتين في مهرجان الفيلم المغاربي في تموز/ يوليو الماضي في وجدة، كما فاز بجائزة الفيلم الطويل في مهرجان الإسكندرية عام 2018، كما حصل على جوائز أخرى منها جائزة المهر الذهبي لأحسن فيلم قصير في واجادوجو في 2015.
والجوهري كاتب وناقد، ومن المخرجين القلائل الذين ولجوا عالم السينما من بوابة الأدب، ودعا في المقابلة إلى المصالحة بين السينمائيين والأدباء من أجل تطوير الكتابة السينمائية وتجاوز إشكالية ضعف السيناريو في الفيلم المغربي.
وأوضح الجوهري أن "هناك قطيعة حقيقية للأسف بين الأدباء والسينمائيين المغاربة، فهؤلاء الأخيرون لا يحضرون الملتقيات الأدبية والشعرية وكل ما له علاقة بالثقافة، والمثقفون والأدباء لا يحضرون المهرجانات والملتقيات السينمائية. وهذا ينعكس سلبا على النصوص والكتابة السينمائية".
ورأى الجوهري أن السينما المغربية "تعيش اليوم أزهى فتراتها على الأقل على مستوى الإنتاج لأنها تنتج سنويا 30 فيلما روائيا طويلا و60 فيلما قصيرا ومن عشرة إلى عشرين فيلما وثائقيا". مضيفًا أنّ "الفيلم المغربي اليوم يشارك في مهرجانات عالمية ويحصل أحيانا على جوائز لكن تعترضه مشاكل كالتوزيع ونقص القاعات السينمائية".
وأبدى الجوهري تفاؤله عند المقارنة بأمثلة عالمية كالسينما الأمريكية والهندية، وقال "هذه الأخيرة تنتج سنويا ما يقارب 1000 فيلم لكن عدد الأفلام الجيدة لا يتجاوز الخمسين أو الأربعين فيلما"، مشيرًا إلى الظاهرة نفسها في السينما الأميركية "التي تنتج 500 فيلم روائي في السنة لكن عدد الأفلام الجيدة التي تسافر عبر العالم وتحصل على جوائز لا يتجاوز 50 فيلمًا، بمعنى أننا إذا كنا ننتج 30 فيلما روائيا في السنة ومن ضمنها أربعة أو خمسة أفلام جيّدة فهذا يبعث على التفاؤل. يجب أن نبتعد عن خطاب التشكيك والتشاؤم".
ويختتم مهرجان سينما المرأة في سلا دورته يوم السبت ومن المنتظر الإعلان عن الفيلم الفائز بجائزة هذه السنة من بين 12 فيلما روائيا طويلا، فيما حلّت تونس ضيفة شرف هذه الدورة بمشاركتها بخمسة أفلام روائية ووثائقية لمخرجات تونسيات.
anw