الرئيسة/  تقارير

سوق أضحى خجول

نشر بتاريخ: 2019-08-08 الساعة: 16:22

 

الأغوار -  وفا- بالنسبة لخيري أبو محسن أحد سكان الأغوار الشمالية، فإن طقوس عيد الأضحى المبارك، تبدأ على أرض الواقع قبل حلول العيد بستة أشهر.

فسنويا، يبدأ أبو محسن، وهو من عائلة امتهنت تربية الماشية منذ عشرات السنوات، بعزل ما يقارب 20 خروفا حديث الولادة، قبل العيد بأشهر، في مكان مخصص لها بغية بيعها كأضاح في العيد.

وتماشيا مع تلك التقاليد المتبعة لدى كثير من مربي الماشية، والذين ينوون بيع بعض الخراف للمشترين كأضاح، فقد وضع أبو محسن هذا العام، 18 خروفا تمهيدا لبيعها.

وهذا واحد من المواسم التي ينتظرها مربو الماشية في مناطق الأغوار الشمالية، بهدف الربح، وتوفير تكاليف الأعلاف.

ووصف أبو محسن الحركة السوقية لبيع الأضاحي "بالخجولة".

فأبو محسن الذي يسكن منطقة الفارسية بالأغوار الشمالية منذ سنوات طويلة، لم يبع حتى يوم أمس سوى 7 خراف من أصل الـ18 خروفا. وبالنسبة له فإن عددا كهذا يصنف بأنه ضعيف إذا ما قورن بالأعوام الماضية التي قال إنه كان يبيع كل الخراف قبل العيد بأيام.

ويقول: "كل تاجر يأتي للشراء يبدأ بالتذمر من الوضع الاقتصادي العام بين الناس، إنه وضع كارثي.

ويبدو الأمر أكثر سوءا بالنسبة لمحمود عواد، وهو أحد مربي الماشية في منطقة "الحمة" بالأغوار الشمالية، عندما قال إنه "لم يأت أحد من المواطنين على السؤال عن نيته إذا ما أراد بيع الأضاحي هذا العام".

وعواد، بالرغم من أنه اعتزل بيع الأضاحي في السنوات الأخيرة، بعد أن هدم له الاحتلال بركساته في المنطقة، إلا أنه ما زال يتلقى تساؤلات من المواطنين إذا ما كان يريد بيع أي من الأضاحي.

ويضيف الرجل الذي يهتم بتربية الماشية منذ أكثر من 40 عاما، "الأضاحي بحاجة للمال، الكل يعلم أن الوضع الاقتصادي سيء هذا العام".

ويقول رئيس قسم المجترات في مديرية زراعة طوباس مجدي بشارات: "أسعار الأضاحي مقبولة، لكن هناك عزوفا واضحا عن شرائها".

وبحسب الأرقام المتوفرة لدى بشارات فإنه في طوباس وقراها (عقابا، والفارعة، وطمون، وعاطوف والرأس الأحمر) ما يقارب 23 ألف رأس من الضأن والماعز، و250 رأس بقر من السلالة الهولندية.

 

وتبين الأرقام ذاتها أنه في الأغوار والمضارب البدوية وتشمل (بردلة، وعين البيضاء، والفارسية، والحمة، والحديدية، وسمرة، ومكحول، وحمصة، والمالح) ما يقارب 35 ألف رأس من الضأن والماعز، و1700 رأس بقر من السلالة البلدية.

وبالرغم من هذه الأرقام التي جعلت طوباس تأخذ المرتبة الرابعة من مدن الضفة من حيث الثروة الحيوانية، فإن حركة البيع والشراء في سوق الأضاحي ضعيفة.

ذاته بشارات قال إنه قبل يومين كان على تواصل مع عدد من التجار الذين أخبروه عن ضعف السوق.

ويؤكد بني محسن، وهو شاب متوسط البنية، عندما قال إنه بالمقارنة مع الأعوام الماضية فإن الإقبال على شراء الأضاحي هذا العام "ميتا"، ويقصد بذلك الضعف الشديد.

وخلال الأعوام الماضية، كان أبو محسن، والذي له سيرة طويلة في تربية الماشية، يبدأ باستقبال الحجوزات على الأضاحي قبل حلول العيد بشهر تقريبا، لكن هذا العام، بدأ فقط منذ أيام باستقبال المواطنين لحجز أضاحيهم.

وأبو محسن واحد من 400 مربٍ للماشية في الأغوار الشمالية، وهي منطقة تمتاز بتضاريسها المفتوحة، والتي تناسب لحد كبير نظام حياة يقوم على تربية الماشية بأنواعها المتنوعة.

ففي منطقة كالأغوار الشمالية، التي تتلاقى جبالها ومراعيها المفتوحة بعضها ببعض، فإن أيام عيد الأضحى هي واحدة من المواسم السنوية التي تدر أرباحا على مربي الماشية، لكن في موسم استثنائي بشكل سلبي (كما وصفه عدد من ملاك الماشية)، كهذا فإنهم يتكبدون خسائر متفاوتة.

وقال أبو محسن: "إن لم أبع كل الخراف فهذا يعني أنني خسرت".

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024