الرئيسة/  فلسطينية

النتشة : التصدي للحرب الإسرائيلية الشاملة على القدس بحاجة لدعم عربي وإسلامي ملموس وليس شعارات

نشر بتاريخ: 2019-08-07 الساعة: 12:48


صوت منظمة التحرير أعلى من قرارات اردان وحكومته اليمينية التي تجر المنطقة لمربع العنف والدم

القدس المحتلة- وفا- قال الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة، إن قرار ما يسمى وزير الامن الداخلي الإسرائيلي جلعاد اردان بمنع أي نشاطات سياسية أو ثقافية للسلطة الوطنية الفلسطينية والقوى والفعاليات الوطنية والإسلامية في مدينة القدس ومحيطها إنما يأتي في سياق الحرب الإسرائيلية الشاملة على الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة وضمن سياسة تهويدها الممنهجة .

وأضاف اللواء النتشة في بيان صحفي لـ"وفا" اليوم الأربعاء، إن هذا القرار لن يتم الالتزام به وهو لا يساوي الحبر الذي كتب به، فالقدس عربية فلسطينية كانت وستبقى رغم الاحتلال وقرار ترمب اعتبار المدينة عاصمة لإسرائيل متابعا: "القدس عاصمة ابدية لدولتنا الفلسطينية المستقلة ولن يقرر مصيرها قرار عنصري أرعن ."

وشدد الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس على أن الإرهاب الحقيقي هو الاحتلال بعينه وليس النضال الفلسطيني المشروع ضده، " فهو آخر احتلال في التاريخ الحديث"، معتبرا الصمت الدولي على جرائم إسرائيل بمثابة تواطؤ وشراكة في تنفيذ هذه الجرائم. وقال: ان الصوت الفلسطيني في القدس وصوت منظمة التحرير الحاضنة الشرعية للكل الفلسطيني، أعلى من قرارات اردان وحكومته اليمينة التي تعمل على جر منطقة الشرق الأوسط بأسرها الى مربع العنف والدم من جديد .

على الصعيد ذاته قال النتشة في تصريحات  لـ"وفا": "إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحارب المقدسيين على عدة جبهات الأولى: الحرب الديمغرافية حيث تدفع باليهود المتدينين أو ما يعرف بالعائلات كثيرة الأولاد للسكن في القدس العربية وخاصة في البلدة القديمة التي يدور الصراع عليها بضراوة كون المسجد الأقصى المبارك الذي تسميه إسرائيل " الهيكل" يقبع في هذه المنطقة ذات البعد التاريخي العظيم.

أما الجبهة الثانية فهي الحصار الاقتصادي حيث تمنع كل مواطني القرى المحيطة بالمدينة وخاصة منطقة شمال غرب القدس من الوصول اليها وكذلك مواطني المحافظات الفلسطينية في الضفة الغربية اذ لا يسمح  الا لحملة تصاريح العمل للدخول الى إسرائيل كأيدٍ عاملة رخيصة تستفيد منها دولة الاحتلال عوضا عن الايدي العاملة المحلية والأجنبية التي لا تقبل بالأجور التي يتقاضاها الفلسطيني من جانب ولا تقبل بظروف العمل البائسة التي يعيشها من جانب آخر .

وأضاف: اما الجبهة الثالثة فهي الحرب الدينية حيث ان إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تمنع المسلمين والمسيحيين من خارج القدس من الوصول اليها لتأدية شعائرهم الدينية بحرية ، الأمر الذي يعتبر مسا خطيرا بحرية العبادات يحاسب عليه القانون الدولي .

والجبهة الرابعة حسب اللواء النتشة، هي الحرب على المناهج التعليمية إذ سخرت  دولة الاحتلال امكانيات مالية كبيرة لتهويد المنهاج الفلسطيني وفرض المنهاج الإسرائيلي على الطبة الفلسطينيين ومن اجل ذلك فإنها تمنع تطوير المدارس العربية في القدس أو زيادة الوحدات الصفية الدراسية وللدفع بالأهالي لتسجيل ابنائهم في المدارس التابعة لبلدية الاحتلال في القدس وفي الوقت ذاته فإنها تفرض قيودا مشددة على المدارس الفلسطينية التي رفضت وما زالت وستبقى ترفض تدريس هذا المنهاج الذي يرمي الى غسل أدمغة أبنائنا وقتل انتمائهم لقضيتهم العادلة  .

كما تطرق الى جبهة خامسة وهي حرب "الاشاعة" التي تنفذها المخابرات الإسرائيلية في القدس مستهدفة فيها الرموز الوطنية لتشويه صورتها من جانب ولضرب النسيج الاجتماعي من جانب آخر، مشيرا الى ان هذه الحرب تستثمر فيها إسرائيل لجهة السيطرة على العقارات عبر الاستعانة بعملاء لها جندتهم خصيصا لهذا الغرض، محذرا المقدسيين من التعاطي مع مثل هذه الاشاعات التي تضرب القيم الوطنية في الصميم .

وفي مواجهة ذلك أكد أن المؤتمر الوطني الشعبي للقدس يعمل على تعزيز روح الانتماء لدى الطبة والنشء الجديد للدارسين في المدارس الفلسطينية في القدس ويؤكدون على ان التعاطي مع المنهاج الإسرائيلي هو خيانة وطنية، مشيرا الى ان الكل الفلسطيني في القدس يتوحد في هذه الجبهة وهو الأمر الذي يؤرق المؤسسة الإسرائيلية .

وعلى صعيد مواجهة عمليات التهويد والتسريب في القدس، قال النتشة: ان السلطة الفلسطينية تعمل بكل ما لديها من امكانيات لمحاربة كل السماسرة والمسربين لعقاراتهم تحت تأثير الاغراءات المالية الكبيرة التي تقدمها الجمعيات الاستيطانية مثل "العاد" و"عطيرت كوهانيم" لضعفاء النفوس والذين باعوا ضمائرهم وفرطوا بشرفهم الوطني مقابل المال، مؤكدا أن إسرائيل تستغل عدم وصول يد السلطة الى القدس العاصمة بحكم خضوعها بالكامل للاحتلال العسكري وتمارس كل أنواع الاحتيال والتزوير بحق البيوت والعقارات الفلسطينية الاستيراتيجية كما حدث في سلوان وفي باب الخليل على سبيل المثال لا الحصر  .

واعتبر النتشة ان المعركة على القدس شرسة وطويلة وتحتاج الى تكاتف كل الجهود المخلصة والى وحدة الصف الفلسطيني كي يتسنى مواجهة المؤسسة الإسرائيلية التي تضخ مليارات الدولارات لتهويد القدس وتهجير أهلها الأصليين عبر سلسلة من المضايقات والإجراءات التي تحتاج الى إمكانيات دولة كبرى لمواجهتها فيما السلطة غير قادرة على دفع حتى رواتب موظفيها بسبب الحصار المالي الذي تتعرض له لإرغامها على القبول بالحلول السياسية التي تتضمنها صفقة القرن التي هدفها تصفية القضية الفلسطينية .

كما اعتبر أن التصدي لمعركة الدفاع عن عروبة وإسلامية القدس تحتاج الى دعم عربي واسلامي على جميع المستويات البشرية والمادية والسياسية، وأضاف "فلا يعقل ان يبقى الفلسطيني يقاتل وحيدا في خندق الدفاع عن المدينة المقدسة بينما يكتفي الاخرون بإصدار بيانات الشجب والتنديد والاستنكار فالقدس تحتاج الى العمل الدؤوب والفعل الملوس على ارض الواقع. أما الشعارات فهي مرفوضة ولم تعد تنطلي على عقول أبناء شعبنا".

وحيا النتشة فلسطينيي أراضي عام 1948 الذين يبذلون جهودا جبارة في سبيل إحياء الوجود العربي والإسلامي في القدس وخاصة في شهر رمضان المبارك، حيث تتلاشى الهوية اليهودية التي تحاول إسرائيل اضفاءها على المدينة فيما تتجلى الهوية الفلسطينية بأبهى صورها، مطالبا بأن تكون كل أيام السنة مثل الشهر الفضيل مما ينعش الاقتصاد والسياحة والحركة الإنسانية داخل أسوار القدس القديمة وفي قلب المدينة التي تعاني أسوأ ظروف اقتصادية منذ حرب الخليج الثانية وحتى يومنا هذا.

amm
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024