الرئيسة/  مقالات وتحليلات

يوم أسقط أبو مازن وعد ترامب الاستعماري

نشر بتاريخ: 2019-06-27 الساعة: 01:48

 موفق مطر من ذا الذي اقنع  هذا المبتدىء في السياسة ( كوشنير ) وأوهمه بإمكانية انتزاع  موافقة ما من قائد حركة التحرر الوطنية  الفلسطينية ورئيس الشعب الفلسطيني محمود عباس تحت ضغط الحصار المالي ، والتشهير  السياسي ، والتلويح بالبدائل العميلة ، واغراء المليارات ؟!.

لم تصل الورشة  ألأميركية في المنامة الى اكثر من مستوى تقرير ، قدمه طالب جامعي في السنة الأولى ، تقرير خلا من مقومات البحث  والموضوعية والدراسة  وحتى  المنطق السياسي والاقتصادي رغم التضخيم  المقصود والدعاية الممنهجة  التي سبقت اطلاق اعمالها ، حتى ان أي بحث سريع على كيفية تغطية  وسائل الاعلام  الدولية  والعربية  لأعمال كذبة العصر الاقتصادية ألكوشنرية ألأميركية  سنستخلص منه نتيجة واحدة بجملة هي العنوان فقط  ( أبو مازن اسقط ترامب في البحرين )  .

لايملك رئيس الشعب الفلسطيني حاملات طائرات ولا جيوش في جهات الأرض ولا يملك خزائن ذهب وثروات ولا يسيطر على رصيد العالم من الدولار،  لكنه يحمل في قلبه وعقله ارادة شعب عظيم ، جاب بقاع الأرض وجهاتها من أجل تثبيت الحق التاريخي والطبيعي للشعب الذي حمله الأمانة في أرض وطنه فلسطين ، وتمكينه من تحقيق وتطبيق قرارات الشرعية الدولية التي اجازت له حق انجاز استقلاله وقيام دولة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران  من العام 1967 وعاصمتها القدس  الشرقية  كحل يوقف الصراع ويفتح آفاق السلام الذي سيؤدي الى الازدهار  والاستقرار بالتوالي .

اسقط الشعب الفلسطيني بصرخته الوطنية  الوحدوية المدوية صفقة القرن بالضربة القاضية ، وأودعها غرفة الموت السريري ، فلهذا  الشعب رئيس حكيم شجاع ، يمتلك تجربة كفاحية ونضالية عملية ونظرية ، وصاحب رؤية انسانية في السياسية لا تقدر خزائن ادارة ترامب وخزائن نظام تل أبيب العنصري على استيعابها ، فخزائنهم وعقولهم  وأنماط تفكيرهم لا تستوعب إلا عناوين والحروب والغزوات  والاحتلال والاستيطان والقتل والمجازر والإبادة.

هنا في فلسطين تجلى الايمان المتبادل بين الرئيس والشعب ، بتفاعل الوعي الشعبي مع العقل السياسي المدبر، فالتجارب العملية  اثبتت للقاصي والداني أن تحقيق الانجازات والانتصارات  في المعارك السياسية القانونية  ارضية لابد منها لخلق الشروط اللازمة لتجسيد أصلب موقف وطني ، خاصة عندما يتعرض الوطن ( الأرض والشعب والقضية ) لأعنف وأشرس  حملة  استعمارية  جديدة وغير مسبوقة ، باتت اهدافها واضحة بدقة عالية ،  ادناها - كما يظنون - اخضاعنا وسحق كرامتنا الفردية والوطنية ، وأعلاها سحق وجودنا كشعب واقتلاعنا من جذورنا ، كما فعلوا مع الهنود الحمر .!

سيعود كوشنير الى سيده في واشنطن دونالد ترامب بخفي حنين ، حتى لو كان سعيدا بألبوم صور لقاءات الأحضان الدافئة والمصافحات الحارة التي حظي بها اسرائيليون من أفراد عرب ، بدا أن بعضهم قد دخل بمنافسة حامية للفوز بميدالية التطبيع الذهبية !. ..فهؤلاء الذين خالفوا مبادئ وقوانين  وقواعد اخلاقية  وسياسية في بلادهم تعتبر التطبيع خيانة وجريمة ماكانوا إلا مجرد حالات فردية نبذتها الشعوب ، ومثالهم شخصين او ثلاثة تبرأت منهم عائلاتهم في فلسطين قبل ان يتبرأ منهم الشعب الفلسطيني واعتبرهم حالة شاذة تعيبهم وحدهم ، بعد أن أدرجهم على  لائحة العملاء السوداء .

 اليوم انتصار جديد لإرادة الشعب الفلسطيني، وهزيمة للقوى الاستعمارية  ومشاريعها وأولها المشروع الصهيوني الذي بدأ فعلا مرحلة التراجع ، حتى لو اعتبروا ما تحقق في ورشة ترامب في البحرين  غطسة الى عمق مفهوم التطبيع ، ذلك أننا نعتمد على شعوب عربية من المحيط الى الخليج رافضة للتطبيع ، ومثالنا الحي أن دولة الاحتلال اسرائيل لم تستطع تحقيق تطبيع مع شعوب دول عربية اقامت علاقات دبلوماسية معها بعد اتفاقيات ومعاهدات ... فالموقف العربي  الشعبي والرسمي المعلن أن لا علاقة طبيعية إلا بعد انجاز الاستقلال الفلسطيني بدولة مستقلة ذات سيادة ، وانجاز حل يرضى عنه الفلسطينييون. فنحن اسياد انفسنا ، وأصحاب قرار وطني مستقل ، ولا نقبل املاءات من ترامب ولا من كوشنير  فشعرة بيضاء في رأس رئيسنا أبو مازن أثمن من مليارات البيت الأبيض ، فهذه ماكانت كذلك إلا لأن في بصلتها روح الوفاء  والحب لفلسطين ولكل فرد من شعبها ولكل انسان احبها واحب الحرية  وأراد السلام من اجلها .

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024