الرئيسة/  ثقافة

الطبيبة ريم عوض.. الرسم يحقق لي ذاتي

نشر بتاريخ: 2019-06-19 الساعة: 02:15

القدس المحتلة-  وفا-  دفعها حب الألوان في الصغر إلى تعلم الرسم ومحاولة فهمه كفن وتتبع حيوات الرسامين الكلاسيكيين والكبار إلى جانب مهنتها الحالية، كطبيبة أسنان.

تشغل الشابة ريم عوض (33 عاما)، وقتها في تشكيل لوحات تعبر عن داخلها، وعن أشياء لا تقولها إلا "اللوحة" كما تقول.

عوض المولودة في القدس، قالت لـ"وفا":  طب الاسنان فيه جمالية، وجميل أن ترى  التغيير على وجوه مرضاك وتخفف أوجاعهم، وحين تنتقل إلى الرسم، فأنت تخلق حياة وجمالية في اللوحة. الفارق بينهما أنك في اللوحة لا تُصلح أو ترمم، إنما تخلق شيء جديد.

"أشعر بنميمة في أصابعي تدفعني تجاه الألوان والريشة والورق، أو فكرة تدور في رأسي لا يتوقف دورانها إلا حين أرسم. وانا منجذب للألوان منذ طفولتي، حيث كانت تزودني والدتي بالألوان وكراسات الرسم، كما أهداني زوجي في أحد أعياد ميلادي قبل عدة سنوات ستاند الخشبي (Easel ) وكانفاس  الرسم وهو قماش مشدود على اطار خشب جاهز للرسم)، يومها قفزت مثل طفلة صغيرة من الفرح بالهدية التي لامستني من الداخل.. هدفي الأول من الرسم، هو إفراغ طاقتي وتدفقي للحياة، أشعر بالشبع حين أرسم" تضيف عوض.

وتبين: "أرسم لأكون حرة، حريتي تأتي عن طريق الرسم، إضافة إلى أن الرسم يخلق لي حياة موازية ويملئ وقت فراغي. المتعة لدي هي بالألوان، أخرج من العالم الواقعي الذي اعمل فيه مثل الروبوت، اشياء تعودت القيام بها، الرسم فيه نوعا من التحليق، لا شيء يعطيني حريتي مثل الرسم".

لا تخفي عوض أن موهبتها لم تزل في بداياتها، وأنها ليست مصقولة تماما، لذا انشأت صفحة على الفيسبوك، باسم "هذا أنا"، تقوم فيها بالمزج بين الأفكار والمشاعر تجاه الاشياء.

" ترددت قبل ان انشئ الصفحة، لكنني زودت نفسي من الفن بالقراءة، أنمي موهبتي بالقراءة، اذهب لغوغل ابحث عن اشياء قرأتها في الكتب، وأرسم بمخيلتي أو على الورق المشاهد والمواقف وتأثري، اقرأ عن الفن اللوحات والرسامين، قرأت عن سلفادور دالي كثيرا، أحب قصص اللوحات، وفان كوخ، وهو من الشخصيات الشاحبة والكئيبة."

تقول عوض: غايتي من الرسم ليست مادية، أنا حسي، أحب العشوائية. على المستوى الروحاني أحقق ذاتي. لدي متعة شخصية في الرسم. هناك لوحات لا أستطيع العودة إليها، ولا أستوعب اني رسمتهما وأتذكر الحالة التي اعترتني حين رسمتها، والفكرة والاحاسيس التي رافقتها.

وتختم: أتبع الحاجة الداخلية واللحظية بداخلي عن طريق استمتاعي بالكتاب الذي اقرأه، أو اللوحة التي أرسمها، أشعر نفسي كالأطفال فأجرب كثيرا وهذه هي الحياة لدي. مستمتعة في عالمي الموازي وربما أعيشه اكثر من العالم الواقعي، أقوم بالتزاماتي تجاه الاشخاص المحيطين. أرسم وأكتب نصوص.. آخر لوحة رسمتها اسمها الحمام المطوق. وهي رسم سريالي. مستوحاة من قصيدة لقيس بن الملوح، ومن أبرز لوحاتي: رسمة لحجارة على هيئة بشر يطلعون من البحر، وهي تعبر عن أزمة النزوح السوري، أسميتها "التغريبة السورية". ومن أبرز اللوحات التي رسمتها: لوحة "أنا بتنفس حرية" و "يا واردات العين"، و "غرق" و "ريف".

إلى جانب طب الأسنان، والرسم، اتجهت عوض  في الآونة الأخيرة إلى التصوير، منحازة إلى التفاصيل في التقاط ما يجذب نظرها، من حبال غسيل وورود، حشرات دقيقة، سماء وغيوم وأشجار، أمطار وآثار، نباتات تنمو... إلى ذلك تعمل براهمة على إمتاع وتغذية عقلها وإيجاد نظرة خاصة للحياة والأشياء عبر قراءة الكتب الأدبية وبالأخص كتب الفلسفة والروايات.

_

amm
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024