الرئيسة/  مقالات وتحليلات

حتى لا ينجح نتنياهو تلميذ جابوتنسكي

نشر بتاريخ: 2019-05-07 الساعة: 01:51

موفق مطر يمكن القول ان نظام تل ابيب العنصري يهبط من مستوى دولة مجهولة الحدود الى مستوى عصابة تمتلك أسلحة الجريمة بلا حدود ... ويمكن القول ايضا ان نظام تل ابيب عصابة برتبة دولة متمردة على الشرائع والقوانين الانسانية.
تذكرنا اسماء الأجنة والرضع الفلسطينيين الذين ارتقت ارواحهم في ليلتي عدوان همجي اجرامي على قطاع غزة بحكايات الفلسطينيين الذين اضطروا للهجرة هربا من همجية العصابات الصهيونية المسلحة منذ انشائها في بلادنا تحت سمع وبصر الانتداب البريطاني وحتى حرب العام 1948، فالرعب من عمليات بقر بطون النساء بالسكاكين او بالحراب او باطلاق النيران مباشرة وقتل الأجنة قد دفع الكثير من الفلسطينيات الحوامل للفرار من جحيم مصير كهذا !!. 
لخص زئيف جابوتنسكي, وهو واحد من منظري وقادة المشروع الصهيوني الاستعماري الاحلالي وأستاذ مناحيم بيغن, كذلك مكانة العنف في العقيدة القتالية والسياسية لاسرائيل فهو القائل: "هل رأيتم على مدى الزمن شعباً يعطي بلده بمحض ارادته؟ وعرب فلسطين كذلك لن يتخلوا عن سيادتهم من دون استخدامنا العنف ضدهم". أما بيغن فقد قال: "لقد قامت دولة إسرائيل بالدم والنار, بالإكراه والتضحيات, ولم تكن لتقوم بغير ذلك, ولكننا لم ننته بعد, يجب أن نحارب ونكمل قتالنا ذلك أن إقامة ما يسمى "إسرائيل الكبرى" أو "الإمبراطورية الإسرائيلية اليهودية" لا يمكن أن يتحققا إلاّ من خلال سحق الآخرين".. اما نتنياهو فيمكن اعتباره الأكثر حرصا بين تلامذة جابوتنسكي على تطبيق نظرياته في الجريمة ضد الانسانية. 
يختار الفلسطينيون اسماء لأبنائهم حتى لو مازالوا أجنة في ارحام امهاتهم وهذا تعبير عن الأمل في الحياة، فهنا الانسان يحمل اسمه قبل ان تلده امه حيا او قبل أن يطاله سلاح الغزاة المجرمين فيستشهد في رحمها، وكأن حكاية الوطن تروى للأجيال بوقائع مادية بين حين وآخر ولنا في الجنين الشهيد عبد الله ابن الشهيدة فلسطين وابنتها الشهيدة صبا الف معنى ومغزى ويكفي العاقل من امة الانسان التدقيق في الأسماء ليدرك ما قصدناه !.. ومعهم الجنين الشهيد ايمن والرضيعة الشهيدة ماريا التي لم تكمل مئة وعشرين يوما مذ رأت عيناها انوار الحياة!.
ويعرف الفلسطينييون حجم المجازر وفظاعتها التي نفذها المحتلون المستعمرون، لكنهم لم يستسلموا، وما فكروا يوما بالخضوع، لإدراكهم أن الباطل اذا ما فاز في جولة بسلاح القوة فان اصحاب الحق هم الفائزون أبدا بسلاح الصبر والصمود المعزز بالعقلانية والقوانين والشرائع الانسانية.
ويعرف العقلاء الفلسطينييون، الوطنيون المناضلون أن التضحيات يجب ان تكون بحجم الاهداف الوطنية الكبرى المحققة، وغير ذلك فانه تقدير خاطئ لقيمة الانسان ومعاني الفداء.
ما كنا بحاجة لكل هذه الدماء البريئة من اجل العودة الى نقطة الصفر المسماة في قاموس المتحاربين (تهدئة)، وحتى حقائب الملايين فان صنع نهر من دماء الفلسطينيين لتطفو عليها وتصل الى حماس فعل يتنافى وأعراف وقيم واخلاقيات العمل الوطني، ولنا ان نتخيل سخرية العالم عندما يعلم اننا قدمنا حوالي ثلاثين ضحية واكثر من مئتي جريح ودمار عظيم من اجل توسعة مساحة صيد في البحر بضعة اميال، أو من اجل أمور لا صلة لها بجوهر القضية ولا بأي ثابت وطني، فالشعب هنا يعلم ويعرف كل أمر، ويعرف المتكسبين من الجولات النارية، ويعرف أن الوحدة الوطنية، وحدها السبيل لتقوية مناعته في التصدي لسرطان الاحتلال، ووباء صفقة القرن القادم. 
نريد الحياة لفلسطين (الوطن) كما كنا نتمناها للمواطنة الشهيدة فلسطين صالح ابو عرار وجنينها وابنتها صبا محمود ابو عرار، وللرضع والأجنة والشباب والرجال والنساء، فالأصل ألا نترك اجنتنا عرضة للموت حتى وان كنا مؤمنين بالقدر، والأصل أن نمنع الغزاة المحتلين عن التمتع برؤية دماء وأشلاء امهاتنا وأطفالنا، فان كنا لانملك اسلحة رادعة او دفاعية حاسمة، فانا على الأقل نملك عقولا، نستطيع اذا اعملناها بمنطق المصلحة الوطنية العليا، أن نحقق أهدافنا نحن، ونمنع عن المحتلين الاستعماريين الاسرائيليين فرصة تحقيق اهدافهم، فنتنياهو تلميذ جابوتنسكي يجب ألا ينجح، فيسقط ويسقط معه مشروعه الاجرامي.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024