أيام بيروت السينمائية" .. الانطلاق مع فيلم حول أحد مؤسسي جبهة النصرة
نشر بتاريخ: 2019-04-02 الساعة: 01:32يروت - أ ف ب- انطلقت، مساء أول من أمس، الدورة العاشرة من مهرجان "أيام بيروت السينمائية" للأفلام المستقلة عن العالم العربي، مع عرض وثائقي "عن الآباء والأبناء" للمخرج السوري طلال ديركي، الذي كان من بين الأعمال المرشحة لنيل جائزة أوسكار هذا العام.
ووصف ديركي الفيلم في كلمة عبر الشاشة من منزله في برلين؛ بعدما تعذر عليه المجيء إلى لبنان بسبب "العمل والظروف الأمنية"، بأنه "رحلة في داخل الذهنية التشددية بالمنطقة".
ويصور المخرج السوري في 99 دقيقة حياة "أبو أسامة"، وهو أحد مؤسسي "جبهة النصرة" في سورية، وأبنائه الثمانية في إحدى قرى إدلب بشمال سورية الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة المعارضة. ويبدو أبو أسامة بلحيته الطويلة وعباءته القصيرة شخصاً محباً لأولاده، لكنه في الوقت عينه عنيف في طريقة تربيته وينقل أفكاره المتشددة لأبنائه.
وأشارت المخرجة اللبنانية إليان راهب، وهي إحدى مؤسسي هذا الحدث السينمائي اللبناني، إلى أن "التحدي أمام المهرجان يكمن بالوصول إلى جمهور أكبر في وقت تغزو الأفلام التجارية والبرامج الاستهلاكية الشاشات الكبيرة والصغيرة ومواقع التواصل الاجتماعي".
وانطلاقاً من هذا الهدف، "يتوسع المهرجان هذه السنة في بيروت، وبعض الأفلام المدرجة في برنامجه تُعرض في مناطق مختلفة بهدف استقطاب جمهور أكبر وتعريفه بالأفلام المستقلة التي تشبه العالم العربي ولا محل لها عادة في دور السينما"، على ما قالت رئيسة المهرجان جيسيكا خوري لوكالة فرانس برس.
وتعرض خلال هذا المهرجان مجموعة كبيرة من الأفلام المستقلة من بلدان مختلفة، من بينها: مصر والمغرب وتونس والجزائر والإمارات وفرنسا وبلجيكا وسويسرا.
ومن الأفلام اللافتة في الدورة العاشرة التي تعبر عن واقع الشباب العربي، الفيلم الوثائقي "الحلم البعيد" للمصري مروان عمارة والألمانية يوهانا دومكي، ويتناول قصص شبان مصريين يعملون في أحد الفنادق الكبرى بشرم الشيخ، ويعيشون تجاذباً بين ما توفره لهم المدينة من حرية وحياة على الطريقة الغربية من جهة، والتقاليد الشرقية التي نشؤوا في ظلها، من جهة أخرى.
وقال عمارة لوكالة فرانس برس: "الظروف السياسية في مصر منذ عشرة أعوام غير مستقرة، وتدفع الناس إلى البحث عن لقمة عيشهم، ويتمسكون بأي فرصة عمل ويفعلون المستحيل للحصول على المال".
ومعاناة الشباب المصري أيضاً يتناولها فيلم "أمل" الوثائقي لمحمد صيام الذي مُنع عرضه في مصر، لكنه قُدم في افتتاح مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية (إيدفا) في 2017، وشارك في أيام قرطاج السينمائية ومهرجان كارلوفيفاري التشيكي.
ويتناول العمل الثورة المصرية من خلال فتاة كانت مراهقة عند حصول "ثورة 25 يناير" في 2011، رافقتها كاميرا المخرج حتى بلغت العشرين.
وقال صيام لوكالة فرانس برس عن قصة فيلمه: "ترمز أمل إلى كل الأجيال في مصر والدول العربية وثمة شعور عام بأننا جميعاً أقليات" و"كأننا غرباء في بلدنا".
ومن الأفلام اللبنانية التي تعرض للمرة الأولى في بيروت فيلم "بمشي وبعدّ" الوثائقي للمخرجة اللبنانية سينتيا شقير، الذي عرض للمرة الأولى في مهرجان روتردام، ويتناول قصة المخرجة لدى وصولها إلى جزيرة لسبوس اليونانية لتصوير شقيقتها التي تقوم مع مجموعة مهرجين بعروض ترفيهية لأطفال اللاجئين. لكن الفيلم يتحول إلى رحلة ذاتية وشخصية، يمكن انطلاقاً منها معرفة ما يحدث في العالم"، على ما أوضحت المخرجة لوكالة فرانس برس.
وتستعرض الدورة العاشرة لمهرجان "أيام بيروت السينمائية" التي تنظمها جمعية "بيروت دي سي" وتستمر حتى 6 نيسان، أهم القضايا الراهنة في العالم العربي، من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إلى ثورات مصر وتونس وليبيا وظاهرتي التطرف والعنف ومعاناة اللجوء، مروراً بالفقر والفساد والقضايا الإنسانية والاجتماعية وسعي المرأة العربية إلى التحرر والانطلاق.
amm