الرئيسة/  مقالات وتحليلات

نظرة في فساد التأويل المتطرف

نشر بتاريخ: 2019-03-24 الساعة: 09:46

بكر أبو بكر (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين) بالآية الكريمة (واغلظ عليهم) تعني الغِلظة كما 
يفهمها الاسلامويون المتطرفون العنف ضد المسلمين الآخرين! أتباع المعسكر الآخر معسكر الشيطان! 
أي (أغلظ عليهم) كما يفهمون بالعنف بالتكسير للأرجل والايدي والرؤوس والشبح والتعذيب، والقتل.
فيما أنه بالآية الكريمة، وحسب أفضل التفاسير تعني (الغِلظة) بالقول حين يقولون ما لا يليق، والجهاد لهم بالآية تعني فقط بالقول (أنظر التفاسير)
وهذا يتفق مع طبيعة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال الله تعالى به (لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك....).
فالرسول على رحمته ورقته وبشارته وحبه (احب لأخيك ما تحب لنفسك) واكتمال خلقه (وانك لعلى خلق عظيم-الآية) اختار التوافق مع شخصيته المعصومة بعدم الغلظة بالقول أصلا ما لم يفعله. 
فأنى للمتطرفين الخبثاء الطغاة البغاة أن يفترضوا بذاتهم ورثة الرسول-وهو منهم براء- ويفترضوا أن الآخرين (منافقين=يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر)؟ شاهت الوجوه وفسدت المقارنة.
ما لهم وهذا السقوط الفكري الا تعملق التيار الاقصائي من جهة وتحشيد الكميات الهائلة من الغضب في قلوبهم بمنطق أننا الأعظم! وأننا المبرؤون من الخطأ وأننا الحق المطلق؟ والآخرون على الباطل فكيف لهم أن يرفعوا رؤوسهم؟ّ
وكيف للآخرين (المنافقين ام المرتدين ام العلمانيين..الخ) أن يتآمروا علينا؟ كيف لاولئك الخونة الكفرة المنافقين حاشا وكلا! (أنظر بيان حماس والمؤامرة والتخوين) لذا سنطوّع أعناق الآيات الكريمة، ونمررها على السوقة، ونقاتلهم!
فنحن-أي المتطرفين- الحق المبين هكذا يتم تركيب الغضب في مجالسهم المظلمة يشكون (المظلومية) ويدعون (الولاء والبراء والاستعلاء) أي الاستكبار على غيرهم من المسلمين! بـ"عظمة" يفترضونها بذاتهم مستمدة من السلف بفهم جاهل غبي قاصر.
وحين تعملق هذا الغضب بتكرار الدرس والتحريض المقيت وغسيل الادمغة يصبح الشخص عميقا في غضبه الذي يتحول لبغض شديد ولحقد (أنظر كتاب القيادي في حماس د.عدنان مسودي رحمه الله حين يدين طريقة التعبئة القطبية الاقصائية حين ذهب للدراسة في سوريا، في كتابه: الى المواجهة)
وهو-الشخص او الجماعة أو التنظيم- عند مرحلة (التمكين) يتم التعبير عن هذا الحقد بالانتقام ممن هم خارج الملة!
ببساطة وبلغة عصرية هم يفتقدون مفهوم المواطنة بمواجهة الآخرين ويستعيضون عنه بمفهوم فاسد هو: المسلمين-هم، مقابل الكفار-غيرهم(تجهيل وتكفير المسلمين الآخرين)؟! 
او بمفهوم المسلمين والمنافقين؟! على ما يحمله هذا المفهوم الذي يقف على حد السيف من تراكم حقد نقيضه تماما مادعى له الرسول عيسى عليه السلام (احبوا مبغضيكم) وما دعى له الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أي: الحب.
وبالتالي يُستباح التكسير والشتم والتكفير والتخوين كما هو الحال مع استباحة القتل. ان تعملق التيار الاقصائي الاستعلائي في "الاخوان المسلمين" حتى التقليديين-من تيار المرشد القطبي، هو ولوج لمكان قصي من الامة الاسلامية الرحبة الوسطية الجامعة، وهو اقتراب شديد من الخروج (الخوارج) أدى بهم لضيق الفهم أو تضييقه من رحابة الدين العظيم الذي نفتتح فيه بكل صلواتنا بالقول عن الله تعالى (الرحمن الرحيم).
وأدى بهؤلاء المتطرفين من التيارات الاسلاموية أن ينشروا منهجا فكريا وثقافة ظلامية اقصائية داخلية خطرة جدا سارت بهم الى دروب الهلاك.
فهم اليوم فكريا وعمليا يمشون على حبل مشدود لن ترى به الامة الا بوابة السقوط النهائي لهم، الا من رجع منهم الى الحق.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024