الرئيسة/  مقالات وتحليلات

حنا أم الولد: برنامج المقاومة وتعزيز صمود المواطن أم برنامج الجباية؟!

نشر بتاريخ: 2019-03-18 الساعة: 02:22

عبد الاله الاتيرة أريد ان اخرج من لغة البيانات والمقالات الى خطاب اكثر ديناميكية وفعل، فانا كرجل يكمل اليوم عامه الحادي والسبعين قضى منها 54 عاما مندمجا في الصراع مع عدونا الذي يرفض وجودنا ويحاول انهاء كينونتنا أرى بأن هذه المرحلة هي الاخطر على قضيتنا بفعل عوامل داخلية وخارجية لم تتوافر الا لماما وفي مراحل انشقاقات سابقة كان نهايتها الفشل.

أؤمن بالشباب الفلسطيني وأثق بان عليهم العبء الاكبر، وبأننا شعب الجبارين، نقلنا تجربتنا اليهم وسنستمر بتوريثها بايمان مطلق وحتمي بأن حلم الشعب الفلسطيني سيحقق من خلال صموده في وجه التزييف والمؤامرات الداخلية والخارجية وبالوعي الذي يكتسبه ابناء هذه الارض يوما بعد يوم وتجربة بعد تجربة ولأن التاريخ لا يرحم الضعفاء والمدعين واصحاب الاقنعة.

ومن منطلق هذا الايمان الحتمي، اطالب حماس بالذهاب نحو الاعتراف بالحكومة الثامنة عشر وببرنامج المقاومة والتحدي والصمود بديلا عن برنامج الجباية وتعزيز الانقسام، والاحتكام الى صندوق الانتخابات.

ثورة الجوع ليست بحاجة الى من يوجهها وقد حاول السيد الرئيس على مدى سنوات ان يحافظ على حقوق ابناء شعبنا في رواتبه وحقه في العلاج والتعليم والحياة من خلال دفع ما يزيد عن 57% من موازنة الحكومة الفلسطينية رغم استيلاء حماس على عائدات الجباية الطبيعية وعدم توريدها حتى الى الحكومة التي وافقت عليها وشاركت بها تحت اسم الوفاق الوطني، والان نقف جميعا عاجزين: نحن عن كف يد حماس المدعومة بأيد عربية واجنبية تحاول رسم خارطة جديدة للشرق الاوسط من خلال مشاريع التصفية والابدال، وحماس ايضا أمام سوء الادارة للقطاع ومقدراته وأهله وهي الثورة التي يقودها البسطاء في وجه الجشع والفقر.

ليس من سبيل لسيطرة قوى الانقلاب على غزة سوى بالدم والمزيد منه، هذه الخلاصة التي وصل اليها الشارع الغزي، كنا نراها ونحذر منها، فلم يعد يمكن لامارة غزة ان تدير مليوني شخص يعيشون بفقر وحرمان وحصار ودون افق سياسي او معيشي الا بالضرائب، بعد ان حاولت ذلك بفرض الامر الواقع وبخطاب سلطوي ديني وباجهزة امنية وبالسجن وبالاشاعات وبتوزيع الاتهامات على القيادة الفلسطينية، كل هذه الاساليب الديكتاتورية تسقط امام التحدي الرئيسي: المواطن.

فتح تدير الازمة الحالية بحكمة وتطرح حكومة المواطن، بل وتذهب باتجاه خلق برنامج معلن يقوم على تطلعاته، وتقدم رئيس وزراء يدير حكومة وطنية ببرنامج من القاعدة يعتمد على تنفيذ سياسة رسمتها القيادة باتجاه تأكيد ان الحكومة في خدمة المواطن وانها حكومة ادارة تحت الاحتلال وتسعى ان تكون معبرة عن تطلعات الشعب وباتجاه المزيد من الجهد في الزراعة والتعليم والصحة ودعم القدس ومناطق c وتعزيز المنتوج الوطني وصمود المواطنين في ارضنا، والاهم انها تخضع لمساءلة الحركة والقيادة. فأي برنامج تطرحه حماس غير البرنامج الجبائي والسيطرة مع القمع وحشر المشروع الوطني في 27 كيلومترا مربعا او نحو ذلك.

الذي لا يمكن لحماس الاعتراف به هو التالي: ان من يتصدون للاحتلال في القدس هم الفلسطينيون وان من ينزعون من خيامهم ومضاربهم في الاغوار هم الفلسطينيون الذين رضعوا هذه الارض قبل ان يوجد الاحتلال وان الشهداء الابطال للشعب المقاوم تقتسمهم ارض الاردن ولبنان والعراق واليمن وتونس وروما وباريس والمانيا وكل بلاد الدنيا، وما زالوا وقبل وأثناء وبعد ان انطلق من داخلنا ومن عمقنا في غزة مشروع الهزيمة ولغة المحتل الذي عمره الان 12 عاما تقريبا.

لاسباب كثيرة نتمسك بمشروع فلسطين الدولة والمقاومة، ولاسباب لا يعرفها الخارجون نتمسك بصمودنا على هذه الارض ونقف امام الجند واعوانهم لنقول اننا فلسطينيون واننا باقون على هذه الارض ونؤكد بان كل الانشقاقات التي مرت بها هذه الحركة درس في التاريخ لكل من يحاول ويريد الخروج وأن المواطن الفلسطيني سقفنا وبوصلتنا.

"احنا بنرسم بكرة"، هكذا يلخص د.محمد اشتية ادارتنا للمرحلة القادمة، هذه ليست لغة فلسفية او لغة للنخبة بل للجميع، تفهمها المزارعة الماجدة في ارضها والعامل في ورشة الحدادة وسائق الحافلة والطالب والأم والقائدة والقائد الذي سيحاسب. تبنينا منذ اطلاقتنا عدة استراتيجيات منها الكفاح المسلح والمفاوضات وتدويل الصراع والان نتمسك باستراتيجية دعم الصمود والمقاومة عنوانا للمرحلة المقبلة، ولم يكن بين ظهراني فتح مطلقا اي مشروع تصفوي او خياني ولم تتآمر على شعبها ولم يكن لديها لغة غير فلسطين. احنا بنرسم بكرة، فماذا يفعل من يرددون لغة الاحتلال واي "بكرة" مغموسا بالدم وتكسير العظام سيقدمونه لنا ولفلسطيننا ولمشروعنا التحرري؟

احنا أم الولد، شعار فتح الذي يؤسس ويرسم وينطق لغة الحرية والكرامة في زمن اسود لن تطول حلكته الدامية.

 

عضو المجلس الثوري لحركة فتح

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024