الرئيسة/  مقالات وتحليلات

يوم المرأة العالمي

نشر بتاريخ: 2019-03-07 الساعة: 03:02

عمر حلمي الغول  تحل غدا الجمعة الموافق الثامن من آذار/ مارس الذكرى السنوية لليوم العالمي للمرأة، وهو يوم تحتفل فيه البشرية بالمرأة، وتوليها أهمية استثنائية لتكريمها، وتسليط الضوء على همومها وقضاياها وحقوقها المسلوبة اجتماعيا ووطنيا وقوميا وديمقراطيا. وإذا جاز التحديد أكثر لطبيعة العلاقة الجدلية بين المرأة وشهر مارس، يمكننا الجزم، أن هذا الشهر يمكن اعتباره إجمالا شهر المرأة بامتياز. فإضافة ليوم المرأة العالمي، فيه يوم وعيد الأم، وفيه عيد الربيع، وهو لصيق الصلة بعيد الأم الموافق 21 من الشهر، وفيه فلسطينيا يوم الأرض الموافق الـ 30 من ذات الشهر، والأرض والأم توأمان لا يمكن ان ينفصلا عن بعضهما البعض. 
ولهذا نجد ان شهر آذار/ مارس مختلف، ومتميز عن باقي شهور السنة في العلاقة مع المرأة الفلسطينية، حتى أن باعة الورد في بلادنا، تعتبر الشهر الحالي، هو موسم المواسم بالنسبة لهم، بحكم العلاقة المتبادلة بين الورود والمرأة، وحتى العلاقة بين الأسر، والرجل والمرأة، وبين الأبناء والأمهات، وبين الأخوة والأخوات تزداد العلاقات حميمية وقوة، ليس نتيجة تبادل الهدايا، والتهاني من قبل الجنس الخشن للجنس اللطيف، وتعاظم أهمية صلة الرحم، وانما لما تبعثه هذة اللفتات من تعميق أواصر المحبة، والألفة والتقدير، وانعكاس ذلك على الروابط الإجتماعية داخل نطاق العائلات، وعلى المستوى الإجتماعي العام، وارتباطا بذلك على مستوى بني الإنسان عموما. 
في آذار/ مارس تتجلى عظمة وأهمية المرأة على مستوى العالم عموما، وفي فلسطين خصوصا، وتبرز ملفاتها وحقوقها بأجلى صورها، فبدءا من المطالبة بضرورة التنفيذ لقوانين الأسرة، وحماية حقوق المرأة، وزيادة ثقلها ووزنها في قيادة المؤسسات والهيئات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والنقابية، وصولا إلى المساواة الكاملة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات، وعلى كل الصعد والمستويات. لا سيما وأن المرأة شريك أساسي أولا في العملية الإجتماعية، وتجديد وتطوير المجتمع، لا بل انها في هذة العملية تحتل مكانة عظيمة ومضاعفة، وتعتبر هي العامل والحاضنة الأساسية للأسرة النواة الأولى للمجتمع؛ ثانيا هي شريك في الإنتاج وسوق العمل، رغم الغبن في المكانة والأجور؛ ثالثا هي الشريك الأساسي في النضال الوطني التحرري، ولا تقل مشاركتها عن الرجل بشيء، إن لم تكن أكثر منه، لانها رغم كل التعقيدات الإجتماعية، تجدها تقف في الخندق الأمامي. ولا تتوانى عن القيام بمهامها في كل الميادين، وتواجه الجلاد داخل زنازين وباستيلات دولة الاستعمار الإسرائيلية، وايضا داخل معتقلات الانقلابيين؛ رابعا تتضاعف عليها الأحمال والصعوبات السياسية والقانونية والإجتماعية في ظل سيطرة فرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين على محافظات الجنوب، حيث تنتهك ابسط حقوقها، وينتفي دور النظام الأساسي كليا أو جزئيا وفق معايير الانقلابيين الحمساويين، ويجري استغلال المرأة بطريقة بشعة، ولا يراعى شيء من حقوقها. 
في الثامن من آذار/ مارس تملي الضرورة قرع الجرس أمام القيادة السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية للتوقف للحظة مع الذات، ومع المرأة، ومساءلة القوانين والنظم والممارسات الذكورية جميعها، وجهات الاختصاص كل في موقعه لمراجعة كل التفاصيل، التي تتعلق بالمرأة ومكانتها، ودورها، وضمان حقوقها، والعمل على الارتقاء نوعيا، وليس شكليا في النصوص القانونية، وخاصة قوانين العمل، ومساواتها بالرجل، والحضانة الإجتماعية، وإزالة كل غبن يتعلق بالجنس الإجتماعي، وضمان مكانتها في قيادة الهيئات والمؤسسات الوظيفية المختلفة ودون استثناء. والعمل على رفع الظلم الإجتماعي والسياسي والقانوني عنها.
للمرأة في الثامن من آذار/ مارس كل التحية والتقدير، ولتقدم لها كل الباقات، ولتنحنِ لها كل القامات والهامات وفاء لدورها ومكانتها، وعرفانا لخدماتها الجليلة في النهوض بالمجتمع والنضال الوطني التحرري، ولتخضع كل القوانين للمراجعة، وإعادة صياغتها بما يصون حقوقها ومصالحها في مختلف الميادين والحقول. وكل عام والمرأة في العالم عموما، والمرأة الفلسطينية العربية خصوصا بخير.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024