الرئيسة/  مقالات وتحليلات

لماذا غابت فلسطين عن قمة وارسو

نشر بتاريخ: 2019-02-14 الساعة: 10:26

باسم برهوم قرار القيادة الفلسطينية بعدم حضور قمة وارسو، هو قرار له صفة استراتيجية تتعلق برفض صفقة القرن وعدم اعطاء أي مؤشر عبر الحضور بأن الفلسطينيين يمكن ان يقبلوا أو يتعاطوا مع الصفقة او التفاوض بشأنها، السبب الآخر لعدم الحضور جاء انطلاقا من سياسة النأي بالنفس والنأي بالقضية الفلسطينية عن الصراعات الإقليمية، وهو نهج كرسه الرئيس أبو مازن منذ اندلاع ثورات الربيع العربي وما نجم عنها من تداعيات مدمرة.
مؤتمر وارسو جاء بقرار من ادارة الرئيس الاميركي ترامب، بعد قراره الانسحاب من سوريا، وبهذا المعنى فالمؤتمر جاء لطمأنة اسرائيل أساسا بأن الانسحاب الاميركي لا يعني بأي حال السماح بالمس بأمنها، أو ان يسمح للمشروع الايراني بالتمدد بالمنطقة. ولمزيد من طمأنة اسرائيل وإعطائها ما تريد جاء الحديث بدمج موضوع صفقة القرن بالمؤتمر ليمثل غطاء دوليا لها، الأمر الذي دفع القيادة الفلسطينية أكثر على عدم الحضور والمشاركة لكي لا نكون جزءا من هذا الغطاء وفي نفس الوقت عدم إعطاء هذا التجمع اي شرعية إشرافية.
الرئيس، والقيادة تدرك أن ثمن اتخاذ هذا الموقف سيكون باهضا او سيترجم بمزيد من الضغط والحصار الاقتصادي والسياسي. فهذه الضغوط التي بدأت تتدحرج منذ أن رفض الرئيس صفقة القرن واعلان ترامب ان القدس عاصمة لإسرائيل، ومحاولات ادارة ترامب تصفية قضية اللاجئين عبر إنهاء دور الأونروا، فالجديد بهذا الشأن هو تنفيذ الحكومة الاسرائيلية لتهديداتها باقتطاع مخصصات أسر الشهداء والأسرى من المقاصة الفلسطينية، وهو ما رفض رفضا قاطعا.
الأمر المحسوم بشكل تام هو رفض صفقة القرن فلا مساومة من القيادة على حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية المشروعة مهما بلغت التضحيات. فالقبول بالصفقة يعني الاستسلام التام للمشروع الصهيوني والرواية الصهيونية، وهو أمر لن يقبل به أي فلسطيني فما بالكم بقيادته الوطنية التاريخية للشعب الفلسطيني.
قضية اخرى تتعلق بمؤتمر وارسو، قبل ان نغادره، وهي تتعلق بالمشروع الايراني في المنطقة، فعدم حضور الفلسطينيين لا يعني قبولهم بأي تمدد ايراني على حساب الامة العربية مهما كانت مبررات هذا التمدد. وهنا لا بد من توجيه نصيحة للجيران الإيرانيين سيكون دورهم مرحبا به اذا جاء عبر التنسيق والتكامل مع الامة في مواجهة اسرائيل أو أي عدوان على المنطقة من خارجها، ولكن لا يمكن القبول بالتدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، او الموافقة على لعب دور اقليمي على حساب المصالح العربية.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024