الرئيسة/  مقالات وتحليلات

ملاحظات واجبة

نشر بتاريخ: 2019-01-20 الساعة: 09:15

محمود ابو الهيجاء ترى ما هي المقاومة الشعبية السلمية..؟؟ يبدو طرح هذا السؤال غريبا بعض الشيء طالما ان جوابه معروف تماما، فهذه المقاومة هي أولا مجمل فعاليات وتجليات الصمود الوطني بمختلف تحدياته المنوعة، من التصدي لوجود الاحتلال الاسرائيلي، وكل ما يمارس من سياسات التطرف والارهاب العنصرية، ضد شعبنا، الهادفة الى طمس حقوقه المشروعة، وتدمير أهدافه العادلة، وتطلعاته النبيلة، الى تحديات التقدم في دروب البناء والتأسيس، بالديمقراطية واخلاقياتها الوطنية، وسبل تحقيق العدالة الاجتماعية، وتكريس سيادة القانون لضمان الحكم الرشيد، وفي التصدي لوجود الاحتلال الاسرائيلي، فان التظاهرات الشعبية السلمية ضد هذا الوجود تشكل الوسيلة الارقى والاجدى، وقد ثبت فعاليتها على نحو بليغ في هزيمتها لبوابات الاحتلال الاسرائيلي الالكترونية، التي وضعها على مداخل باحات الصلاة، في القدس المحتلة، للتضييق على الصلاة والسيطرة عليها..!!! 
ويعرف القاصي والداني ان خيار المقاومة الشعبية السلمية الذي ننحاز إليه وندعو إلى تفعيله على أكمل وجه، إنما هو خيار المعرفة بواقع الصراع وموازينه، ولأنه ليس لدينا اسلحة الحرب المتخمة بها ترسانة الاحتلال الاسرائيلي بمختلف انواعها المتطورة لننازله بها، وقد بات واضحا ان صراعنا مع الاحتلال لم يعد ممكنا حسمه بالخيارات العسكرية بقدر ما ان هذا الحسم ممكن بصمود الارادة الوطنية الحرة، ورسوخ قرارها الحاسم بالتصدي لكل مشاريع التسوية التصفوية، ولم يعد هذا القرار موضع شك، بعد ان قلنا لا لصفقة العصر الامريكية الصهيونية. وبكلمات اخرى ومثلما اكد الرئيس ابو مازن " ليس لدي تلك الاسلحة لأحارب بها ولكني استطيع ان اقول لا ولدي شعب يقول لا ايضا " وهذه اللا هنا هي جوهر المقاومة الشعبية السلمية، وهي عنوان الارادة الوطنية الحرة وخطابها الذي لا يقبل اي تشكيك، ولا يسمح بأي تراجع ولا اية مساومة. 
ونعود الى السؤال، والغرابة في طرحه وجوابه على هذا القدر من الوضوح الذي لا يقبل أي تأويل مخاتل..؟! نفعل ذلك لأن البعض في حراك الضمان الاجتماعي وهو يذهب الى الاحتجاج على قانون الضمان الذي ما زال قابلا للنقاش والتعديل، ولا اعتراض على هذا الاحتجاج، فهذا حق يكفله القانون الاساسي، لكن بعض هذا البعض، وفي الوقت الذي يواصل الاحتلال الاسرائيلي فيه العبث بحياتنا اليومية، باقتحاماته العنيفة لمدننا وقرانا وبلداتنا، لا نراه يحرك ساكنا، ولا يذهب الى اية خطوة من خطوات المقاومة الشعبية السلمية (...!!) وحين يطالب خلال الحراك الشعبي، قوى الامن الوطنية بالتصدي لعبث الاحتلال، وكأنه يدعو الى عسكرة، نعرف جميعا انها ستعطي الاحتلال الاسرائيلي المبررات التي يريدها كي يعيد جائحة الهدم والتدمير لكل ما اعدنا بناءه بعد الانتفاضة الثانية...!!! 
ترى ماذا سيكتب التاريخ عن هذه المفارقة المؤلمة..؟؟ ماذا سيكتب عن شعار ردد بلا روية في هذا الحراك وهو يشكك بطبيعة مهمات قوى الامن الوطني، ويطالبها ان تتصدى لجيش الاحتلال الذي اقتحم رام الله ووصل الى منارتها، وكأن المقاومة الشعبية السلمية هي من مهمات هذه القوى وحدها ووحدها فقط(..!!) في الوقت الذي تستوجب فيه اوسع تحرك شعبي لمواجهتها...!!! ما من احد لا يعرف ان رصاصة واحدة من رصاصات قوى الامن الوطني الفلسطيني ستعطي الاحتلال الاسرائيلي فرصته الاثيرة، لكي يتغول اكثر واكثر في عدوانيته ضد شعبنا ومشروعه الوطني التحرري، خاصة وان هذا الاحتلال البغيض لم يعد يأبه باية قوانين دولية، ولا اية قيم انسانية، بعد ان بات الاستيطان واليمين العنصري المتطرف هو يقوده اليوم، ومن يعمل على محاولة تأبيده بسياسات العنف والارهاب.
لن تخدم الشعارات العدمية ، حراك الضمان الاجتماعي الذي لا اعتراض عليه البتة، وقوى الامن من حول الحراك هي لضمان سلامته ولكن من اجل قانون متميز في هذا الاطار، قانون يرضي اطراف العمل جميعها، من اجل هذا القانون لعلنا نرجو هذا الشعار لنردده معا وسويا " ضمان اجتماعي برأي سديد، لغد فلسطيني حر وسعيد".
 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024