الرئيسة/  مقالات وتحليلات

رؤية بومبيو. .محاولة للفهم ؟!

نشر بتاريخ: 2019-01-13 الساعة: 11:08

د. فوزي علي السمهوري  فلسطين قيادة وشعبا تمثل عنوانا رئيسا يقع على قمة أولويات السياسة الترامبية النتنياهوية التآمرية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وذلك لعاملين رئيسين في هذه المرحلة التي تتسم بوحدة الفكرة والهدف لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولدى مجرم الحرب نتنياهو ويتمثلان في: 
أولا: انتزاع اعتراف رسمي عربي (ترغيبا أو إكراها) بالكيان الصهيوني وإضفاء شرعية لاغتصابه فلسطين وما يرافق ذلك الاعتراف من إقامة علاقات سياسية ودبلوماسية واقتصادية وثقافية أي اشكال التطبيع كافة مع دولة الاحتلال والعدوان دون أي اعتبار لحقوق الشعب الفلسطيني بحدوده الدنيا المتمثل بإنهاء الإحتلال للاراضي الفلسطينية المحتلة اثر عدوان حزيران 1967 وتمكينه من إقامة دولته المستقلة. 
ثانيا: زج دول عربية واستغلال إمكانياتها البشرية والمالية في معركة يسعى لها مجرمو الحرب بقيادة نتنياهو منذ سنوات بعد نجاحهم في تجنيد الولايات المتحدة الأميركية ابان عهد الرئيس ترامب وما يتمتع به من نفوذ بحكم القوة لخوض معركة نتنياهو ضد إيران (بالرغم من معارضتي للسياسة الإيرانية للتدخل في شؤون دول عربية وتمس الأمن والاستقرار لهذه الدول) وما دعوة بومبيو لعقد مؤتمر في بولندا ودعوة نتنياهو للمشاركة إلا مؤشر لأهداف سياسة ترامب. 
لقد كشف وزير الخارجية الأميركي بومبيو في خطابه بالقاهرة عن أهداف السياسة الأميركية لمنطقة الشرق الأوسط عبر عناوين عدة منها: 
- الدعوة الصريحة للدول العربية وللعالم بضرورة إنهاء الخصومات القديمة وهنا بالتأكيد يعني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي منهيا بذلك مفهوم الصراع من إحتلال لفلسطين ولأراضي دول عربية إلى خصومة وهذا يالتاكيد يعني القفز عن أبجديات وأسس الصراع مع الكيان الصهيوني المقرة دوليا. 
- الانتقال بالعلاقة مع "إسرائيل" من مربع العداء نتيجة لاحتلالها فلسطين والجولان ولعدم تنفيذها القرارات الدولية إلى مربع التحالف بالبعد العسكري والأمني.
- الضغط على دول عربية للمشاركة وتمويل هذه المعارك سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو لوجستية خدمة لإسرائيل وفقا لتصريحات ترامب وإدارته بمناسبات مختلفة بالرغم من تداعيات ذلك على الأمن العربي القطري والقومي. 
- أن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط يتجسدان فقط بتنفيذ الاستراتيجية الأميركية المطروحة دون اعتبار أن من يهدد الأمن والاستقرار هو إدامة الاحتلال الإسرائيلي وسياسته العدوانية التوسعية.
- على جميع الدول العربية وبالتالي جميع دول العالم القبول بالرؤية الأميركية لعناوين المرحلة القادمة إرضاء لغرور ترامب وأستاذه نتنياهو والاعتراف بالدور الأميركي كقوة خير وليس كقوة هيمنة وابتزاز واستغلال. 
بناء على ما تقدم فالمرحلة المقبلة بما تحمله من تحديات تتطلب التفكير خارج الصندوق لتحقيق وترسيخ الأمن والاستقرار والازدهار والرخاء الاقتصادي بالدرجة الأولى وهذا يستدعي الإيمان والعمل على ما يلي:
اولا: أن الرؤية الأميركية التي عبر عنها وزير الخارجية الأميركي لم تراع إلا مصلحة الكيان الصهيوني على حساب المصلحة والامن والاستقرار العربي. 
ثانيا: إدارة ترامب تعمل على من يمول معارك نتنياهو وترامب دون أن يدفع أي منهما ثمن مغامراته. 
ثالثا: تقييم مسيرة القيادات الصهيونية تاريخيا التي أثبتت عبر المراحل المختلفة عدوانيتها وبأن لا صديق لها سوى من يعمل على تأمين مصالحها وسرعان ما تنقلب عليه عند انتهاء المصالح. 
رابعا: أن إقامة أي شكل من اشكال العلاقات مع الكيان الصهيوني ما هو إلا مكافأة الاحتلال وتشجيعه على إدامة الاحتلال وضرب عرض الحائط بحقوق الشعب الفلسطيني والعربي وبالقرارات الدولية. 
خامسا: الإيمان بأن العمل الجمعي عبر سياسات متوافق عليها يشكل قوة كبيرة لا يستهان بها إضافة إلى عناصر القوة التقليدية فيما لو تم توظيفها خاصة الاقتصادية والجيوسياسية.
سادسا: عدم الثقة بإدارة ترامب العنصرية فهو يبحث عن إنجاز خارجي يعوضه عن اخفاقاته الداخلية. 
سابعا: تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة تتولى حماية حدود وأمن الدول العربية كافة من الأخطار التي تتهددها إقليميا أو دوليا. 
ثامنا: اعتماد لغة المصالح في التعامل مع الدول الكبرى خاصة والعالم عموما. 
تاسعا: عدم التجاوب مع الدعوة لمؤتمر بولندا فهدفه الحقيقي يتمثل في:
* تنصيب "إسرائيل" شرطيا للمنطقة ودفع دول عربية لإدماجها ضمن محيطها والتحالف معها وخوض معاركها نيابة عنها. 
* بناء تحالف جديد في محاولة للتعويض عن عدم ثقة حلفاء تقليديين للولايات المتحدة الأميركية خاصة الدول الأكثر نفوذا في الاتحاد الأوروبي. 
* الانتقال للعمل على استهداف دول أخرى في حال نجاح الهدف المعلن للمؤتمر المزمع عقده في بولندا الشهر المقبل وهذا لا يعني استبعاد أية دولة مشاركة بالمؤتمر من قائمة أهداف ترامب ونتنياهو.
لذا فالمطلوب عربيا:
* إنهاء الخلافات البينية والتوافق على استراتيجيات مشتركة. 
* التأكيد على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة لديارهم تنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (181). 
* رفض الرؤية الأميركية لما تتضمنه من إملاءات وفرض سياسة الأمر الواقع والانحياز المطلق للكيان الصهيوني وقيادته العنصرية الإرهابية. 
* عدم كفالة وضمان الأمن القومي والقطري العربي وعدم مراعاة المصالح العربية بشكل عام. 
* رفض التعامل مع القضية الفلسطينية من منظور إنساني أو تجاوز القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .
* رفض إقامة أي شكل من الاتصالات والعلاقات مع دولة الاحتلال قبل إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم تنفيذا للقرارات الدولية وللمبادرة العربية.
فهلا أدركنا مصالحنا قبل فوات الأوان. ....؟ ؟

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024