الرئيسة/  مقالات وتحليلات

أبو مازن.. الفلسطيني الأخطر

نشر بتاريخ: 2019-01-13 الساعة: 08:47

 موفق مطر  ليست مصادفة ابداً  التقاء الحملة الاسرائيلية المنظمة مع حملة حماس العدائية اللا أخلاقية على  الرئيس محمود عباس ابو مازن رئيس دولة فلسطين ـ وقائد حركة التحرر الوطنية للشعب الفلسطيني .

تجتمع حملة الاخوان المسلمين فرع فلسطين ( حماس) مع حملة  الاخوان اليهود ( الليكود)  والمستوطنين عند نقطة واحدة ، وهي نفي شرعية الرئيس ابو مازن السياسية الوطنية ، وتعمية أبصار وبصيرة الجمهورين الفلسطيني  والاسرائيلي ، فالاخوان اليهود  مشغولين في مواجهة ما على وجود اسرائيل حيث استطاع  الرئيس ابو مازن بالفعل من محاصرة سياسة  دولة الاحتلال ، وعزلها في المحافل الدولية ، واسقاط القناع عن كينونتها العنصرية ،  ، كما استطاع  تثبيت الوضع القانوني لفلسطين في القانون الدولي ، والخريطة الجيوسياسية العالمية  رغم المتغيرات  والتغييرات التي تفرضها قوى كبرى  واقليمية عليها .

يعتبر الاخوان  اليهود ( اليمين  المتطرف والمستوطنين )  انجازات الرئيس  وانتصاراته السياسية في ميدان  القانون الدولي ، وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية ، وتعميق قواعد وأركان النظام السياسي الفلسطيني ، وتعزيز العلاقات مع برلمانات وأحزاب وحكومات ودول في القارات الست كانت مجرد ساحات مفتوحة تصول وتجول فيها اللوبيات اليهودية كما تشاء، أما قدرته على قول لاءات كبرى للطاغية الأكبر الاستبدادي دونالد ترامب وشريكه في منظومة الاستعمار والاستكبار العنصري بنيامين نتنياهو ، وقدرته اللامحدودة على مواجهة  الضغوط  الدولية ، ثم تحويلها الى نفع يعود على الشعب الفلسطيني ، وتمسكه بالثوابت الفلسطيني بصدق وصبر حتى استحق لقب ايوب فلسطين ، واتخاذه الواقعية والعقلانية منهجا لقيادة الصراع مع المشروع الصهيوني ، وتغليبه الممكن على المستحيل ، وتمكنه من السيطرة على كابينة القيادة وتوجيهها بما يكفل منعها من الانحراف والدخول في المسارات المتعارضة مع مصالح الشعب الفلسطيني  ، وكذلك رؤيته البعيدة المدى التي مكنته من افشال مخطط  دولة الاحتلال لاسقاط قاطرة حركة التحرر الفلسطينية في مربع العنف وسفك الدماء الذي رسمه قادة اجهزتها الاستخبارية والأمنية والسياسية.

يعتبر الاخوان  المسلمون فرع فلسطين المسمى ( حماس ) الرئيس محمود عباس خطرا وجوديا عليهم ، لأنه بكل بساطة ينتصر للوطنية الفلسطينية ، ويناضل ليمنع طغيان المصالح الحزبية او مصالح الجماعة على  المصلحة الوطنية .

يرى مشايخ وأمراء حماس الرئيس أو مازن خطرا لأنه يعمل على تجسيد مبادىء وقواعد  وركائز الدولة الوطنية ،  التي يراها الاخوان المسلمون ( حماس) انها ستقام على انقاض ( دويلة الجماعة ) التي لم يفلحوا في تجسيمها في أي مكان على الكرة الأرضية ، حتى انهم كانوا مثالا  ونموذجا للعبثية والتخبط والدكتاتورية والانقلاب على قيم وأخلاق المجتمع والنظم والقوانين  عندما غدروا بالجماهير وامسكوا بعنق السلطات في اقطار عربية !!.

لا يرى مشايخ حماس  الرئيس ابو مازن بعيون  او ببصيرة فلسطينية ، وإنما يرونه بعيون  القيادة الدولية لجماعتهم ، يرونه عبر ذاكرة اصطناعية تحمل برنامجا مصمم خصيصا لهم ، يرون من خلاله واقعهم ومستقبلهم في فلسطين ، ولا يملكون القدرة على ايقاف البرنامج ، لأنهم في الأصل قد تم تكوينهم ليكونوا مسيرين فقط ، فالخيار والحرية في التفكير والقرار عندهم حرام ومن الكبائر !!.

 يقف الرئيس أبو مازن على رأس القادة والمناضلين في حركة التحرر الوطنية  الفلسطينية  والعربية أيضا سدا منيعا أمام طغيان "الاخوان اليهود " و" الاخوان المسلمين " فحلف التوأمين  لا يحتاج الى عدسات مكبرة لرؤيته بأحسن حالاته ، فنحن  لا نستطلع المجرات ، وانما نقرأ تزامن الدعوات من التوأمين لنزع الشرعية عن الرئيس محمود عباس ، فالأول كسلطة احتلال لايملك حقا  ، وكذلك الآخر( تشريعي حماس )  لايملك حقا أبدا، فهذا ميت بحكم قرار المحكمة الدستورية ، وأعضاء كتلة حماس مجردون من حقوقهم القانونية بحكم انقلابهم الدموي على القانون والنظام والمشروع الوطني ، لكنهم  مصممون على احياء العظام الرميم ، وكأنهم لا يعلمون ان زمن المعجزات قد انقضى !!.

 اللافت على متانة التحالف بين (الاخوان اليهود)و(الاخوان  المسلمين )انطلاقهما في التشكيك بشرعية الرئيس واحاديثهما   وما يسمى قراراتهما في هذا الشان كلما وقف الرئيس ابو مازن على منبر دولي عالمي ، فحملتهما اليوم قبيل ترؤس الرئيس ابو مازن لمجموعة ال77 زائد الصين التابعة للأمم المتحدة التي تضم 134 دولة تذكرنا بحملة التوأمين التي استهدفت شرعية الرئيس في سبتمبر الماضي عندما وقف على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة ، لينقل رسالة الشعب الفلسطيني الى العالم ويضعه امام مسؤولياته التاريخية ، ويحثه على  التدخل لإيقاف الظلم التاريخي الواقع عليه منذ مئة عام .

علينا التذكر دائما أن بريطانيا العظمى قد حملت التوأمين  في رحمها الاستعماري ، وأن ادارة ترامب الأميركية الاستعمارية الجديدة تتولى رعايتهما  حتى وان بلغا في نظر البعض سن الشيخوخة ، فالأول يمسك بمفجر ، وألاخر يمسك بمفجر ايضا ، مع الفارق ان الأول ناري مدمر ماديا  ، أم الآخر  فمدمر روحيا وعقائديا  وثقافيا ، وكل منهما يكمل مهمة الآخر.  

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024