الرئيسة/  مقالات وتحليلات

فتح تخط رسائل ثورة المستحيل

نشر بتاريخ: 2018-12-31 الساعة: 22:30

موفق مطر يبعث الفلسطينييون مع كل عام تدخله الثورة الفلسطينية المعاصرة التي اطلقتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح رسالة وفاء الى الشهداء الذين ارتقت ارواحهم على درب الحرية ، الى الأسرى ، الأبطال الصامدين في وجه الجلاد  المحتل ، والى شعوب الأمة العربية والشعوب الحرة في العالم، الذين بمساندتهم وتأييدهم استعادت فلسطين مكانتها على خريطة العالم ، وفرض الشعب الفلسطيني قضيته كقضية تحرر وطني على اجندة العالم .

رسالة الفلسطينيين تحمل عناوين كبيرة ، اولها أن فلسطين الحرة التقدمية، الديمقراطية المدنية، دولة ذات جذور انسانية ضاربة في عمق التاريخ ، فيها شجرة شعب حضاري مصمم على اخذ مكانه تحت الشمس والمساهمة في بناء الصروح الحضارية للانسانية.

لا تأويل ولا تفسير لمفردات رسالة الشعب الفلسطيني سوى أن اي تخليق لبدائل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ستولد ميتة حتما ، وأن القوى الوطنية الحية للشعب الفلسطيني قادرة على اجهاضها أوابقائها في ارحامها الخائنة حتى تسقط متعفنة  .

رسالة عنوانها بالخط العريض أن الشعب الفلسطيني مع برنامج حركة التحرر الوطنية ،  وان ثقته بقيادته السياسية ذات الشرعية الكفاحية لا حدود لها ، لادراكه أن القضية في عقل وقلب مناضلين ثائرين كانوا ومازالوا ، لايفكرون بمصالحهم  الشخصية ، ولا بمكاسب زائلة ،  وانما  بمصالح  الشعب العليا ، ولايشغلهم عن حماية المشروع الوطني بهرجة سلطة ايا كانت .

شعب الثورة، والمقاومة الشعبية السلمية, شعب الدولة المستقلة ذات السيادة الذي لايرى ذاته حرا بدون  القدس عاصمة وطنه الأبدية  يبعث للعالم مع بداية كل عام   برسالة تؤكد قدرته على تغيير قوانين وأدوات الصراع مع الغزاة المحتلين والمستعمرين العنصريين.

رسالة سنوية  تتوج باضاءة شعلة في الليلة الفاصلة بين فجر عام جديد ، وآخر يوم من عام  تراكمت فيه انجازات  الثورة الفلسطينية ، رسالة من شعب ثورة المستحيل تبين للعالم حقيقة حركة فتح كفكرة وطنية ، ومدرسة عملية تطبق منهج الانتماء  والالتزام بمبادىء وأهداف  وأخلاقيات  الشعب الفلسطيني، رسالة ثورة تحذر  كل من يفكر بالمساس بحقوق الشعب الفلسطيني ، ومن يظن بقدرته على التعامل مع مصير القدس كسلعة تجارية تخضع لقوانين البيع والشراء، رسالة لخصها رئيس  الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية الرئيس ابو مازن بكلمتين بعد بسم الله الرحمن الرحيم " القدس ليست للبيع "   

رسالة جماهير فتح السنوية رسالة يومية مخطوطة بدماء الشهداء تبعثها للأمة العربية يوميا مفادها أن ملايين الفلسطينيين في ارض وطنهم  يعتبرون انفسهم في خط الدفاع  الأول عن طموحات وآمال الأمة العربية  في التحرر والتقدم والازدهار وأن المعركة مع المشروع الاحتلالي الاستيطاني الاسرائيلي العنصري ليست معركة خاصة وانما مصيرية بامتياز ، فانتصار  الشعب الفلسطيني انتصار  لكل الشعوب العربية ، وانكسار المشروع الوطني الفلسطيني -لاسمح الله-  يعني  الانهيار السريع  لركائز الدولة المدنية في اي قطر عربي والجماهير  التي تهتف  لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ،  انما تهتف للثورة ، للحرية ، للتحرر من دكتاتورية  وعنصرية وظلم الاحتلال وتهتف للدولة الديمقراطية المدنية، ولمستقبل, الأمة العربية المشترك ، فحركة فتح ما كانت  لتحيا الا بقلب عربي  وجذور انسانية ، وماكانت رمزا لحركات التحرر في العالم  لولا اقتناع الأحرار في العالم بصواب منهج مدرستها الكفاحية ، ورؤية وحكمة قيادتها  ، وبفكرة ثورة المستحيل كما احبوا تسميتها ، واكتشافهم لسر ديمومتها ، فالثورة والوطن عند فتح أعظم من قدرة كائن على حصرهما بنظرية سياسية محددة ، وسبقت كل حركات التحرر في العالم في صياغة مشروع الدولة الديمقراطية لكل مواطنيها وهي مازالت في سياق حركة تحرر .

سؤال كبير يضعه الباحثون عن السر الذي مكن حركة فتح من الديمومة لاكثر من نصف قرن توالت فيه المؤامرات الدولية والحملات الحربية الاسرائيلية المنظمة  عليها بمشاركة قوى  اقليمية  رسمية وغير رسمية ، ونعتقد أن الجواب على سؤالهم اسهل مما يتصورون ، ففتح قد استمدت روحها وفكرها ومبادئها من الشعب، وصممت اهدافها من اجل تحقيق اهدافه في التحرير والحرية والاستقلال ،  والمؤمن بالشعب قوي أبدا لان الشعب لا يموت .

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024