التطبيع" بين فكرالالغاء، وضرورة الاتصال
نشر بتاريخ: 2018-11-22 الساعة: 10:43واليكم هنا نصوصا مقتطفة من الدراسة المنشورة في المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية وهي للاخ بكر أبوبكر مسؤول التعبئة الفكرية لحركة فتح ، مرفقة على شكل ملف كتاب أي بصيغة PDF وفيها الدراسة المكتملة لضرورة الاطلاع والتدارس والتفاكر
وأي رد او وجهة نظر يرجى ارسالها لنا لنطلع الاخوة في القيادة/اللجنة المركزية عليها.
مقتطفات من الدراسة
إن أشكال التعامل أو بناء العلاقة بين البشر، ومنها بين الدول والحكومات قد تأخذ مسارا منقطعا أومتصلا أو متقطعا، فهي بين علاقة الحرب والسلم وما بينهما، فأن يكون التناقض والتنافر والضدية هي سمة العلاقة فنحن في علاقة الغائية لن تولد الا النبذ أو الحرب والمواجهة أو المقاطعة.
في الشكل الآخر من العلاقة بين البشر والدول فإن المسار المتصل الذي يصل بطرفي الخيط بينهما هي علاقة اعتراف وتفهم وتقبل وندية، وفي هذه الحالة يكون السلام والصفاء سيد الموقف وطبيعة العلاقات.
نحن من رافضي التتبيع والالحاق والانسحاق أمام الآخر، فمعادلة السلام غير متحققة، لتعملق فكر الانغلاق والنبذ والاقصاء والاحتلال والتوحش والعنصرية والابارتهايدية والتسيّد من قبل الفكر الصهيوني المهيمن على المؤسسة الاسرائيلية، وعليه فإننا بغض النظر كيف نظرنا للاتفاقيات وللسلطة الوطنية الفلسطينية فنحن في حالة صراع تستتبع تعريفات محددة وآليات جديدة في ظل الاشتباك اليومي بعلاقات فلسطينية اسرائيلية متبادلة بين التقبل أوالنفور، وبين الاقتراب والابتعاد، وبين الضرورة وديمومة المقاومة
يمكننا نحن أن نعرف التطبيع عامة بمعنى: قبول الآخر-او التغاضي- على ما يحمله من قيم اقصائية (احتلال، عنصرية، عدوان، تزوير، قتل...) والتعامل معه مصلحيا، دون اعتبار للحق والعدل والقيم.
بينما (الاتصال) مع المجتمع الاسرائيلي أو الاحزاب أو طائفة من المفكرين والمؤسسات الاسرائيلية يستدعي نظرة مختلفة لا تجعل ذلك في سياق التطبيع بتعريفنا السابق، ولكن ضمن ضوابط محددة بدونها يصبح الاتصال تماهيا مع الآخر، وانزلاقا للتطبيع حيث التبعية والانسحاق تحت أقدام القوي، وهو في حالتنا الاحتلال الاسرائيلي.
إن الاتصال من قبل الفلسطينيين في الوطن مع الطرف الاسرائيلي بفئاته المجتمعية، ومؤسساته غير الاحتلالية أو العنصرية الابارتهايدية، وخاصة مع الشرائح التي تعترف بالحق الفلسطيني وتدعمه هو الاتصال المرغوب، والذي لا ندخله في تعريفنا للتطبيع.
التطبيع السياسي: علاقات سياسية، وصف المقاومة بالإرهاب، الحديث عن نزاع وليس صراع، وعدم تحميل "إسرائيل" أية مسؤولية عما لحق بالشعب الفلسطيني من نكبات وتشريد، وتكريس نتائج الاحتلال الإسرائيلي المديد( تشريع المستوطنات، تشريع المساومة على الحقوق الفلسطينية الأساسية: الاستقلال وحق تقرير المصير وحق العودة)، توفير الغطاء للهروب من قرارات الشرعية الدولية واستبدال ذلك بالمفاوضات بين طرفي "النزاع".
- التطبيع الاقتصادي: فتح الأسواق العربية أمام البضائع الإسرائيلية، إقامة مراكز صناعية مشتركة ترجمة للمقولة العنصرية تكامل اليد العاملة العربية الرخيصة مع العقل اليهودي أو العبقرية اليهودية، وتزويد "إسرائيل" بالطاقة.
- التطبيع الثقافي / اللغة/ الوعي / الذاكرة { القبول بالمفردات والمقاربة الصهيونية الأيديولوجية، إعادة صياغة التاريخ، إعادة صياغة مناهج التعليم وشطب كل ما يشير إلى الاحتلال، تغيير أسماء الأمكنة، الاستيلاء على التراث ( أزياء، أكلات شعبية، رقص شعبي) ، العبث بالآثار وسرقتها، إخفاء وتدمير كل آثار الجرائم التي أدت لتدمير القرى والمدن والأحياء العربية، تغيير الخارطة التاريخية لفلسطين.{
- التطبيع الأكاديمي: إقامة علاقات طبيعية بين الجامعات والمعاهد الأكاديمية العربية ونظيرتها الإسرائيلية، تحت الشعار المزيف والخادع فصل الأكاديميا عن السياسة.
- التطبيع الاجتماعي: شعب لشعب، إقامة الأنشطة الرياضية المشتركة، المهرجانات الفنية تشجيع السياحة مع دولة الاحتلال.
ونقتطف من محاضرة الاخ أبوطارق رحمه الله في طلاب جامعة النجاح حول ثقافة السلام، حيث يقول: "يحقق السلام مصالح ومنافع للجميع، ويضع حلولا لقضايا كثيرة مثل: المياه، التصحر، نشر المعرفة والتقانة (التكنولوجيا)، لكن للسلام ثقافة." مضيفا: " والمشكلة لدى الطرف الاسرائيلي أنه حتى اليوم لم يضع ثقافة السلام موضع التنفيذ على قاعدة أن الاعتراف بالطرف الآخر – كما قلنا سابقا – يتطلب منك أن تؤمن بثقافة السلام التي تتضمن أربعة عوامل هي :
1. التعايش.
2. التسامح.
3. الحوار.
4. النديّة.
علاقة الأمة العربية بالاسرائيلي
لا يمكن المساواة بين العلاقة القسرية الجبرية بين الفلسطيني والاسرائيلي في فلسطين على جانبي الخط الأخضر، ومع مثيلها بين الاسرائيلي والعربي، ولا يمكن إقامة معادلة تبريرية للعلاقات بين العرب والاسرائيلي استنادا للتعامل والاتصالات الفلسطينية سواء القسرية أو تلك التي ارتبطت باتفاقيات علنية اوسرية مباشرة او غير مباشرة، فهذا شان مختلف كليا.
ان التطبيع الفلسطيني إن حصل هو انسحاق أمام السجان واستسلام لإرادته، وهو غير متحقق بحالتنا الفلسطينية عامة، لا من السلطة ولا من الفصائل، مع هامش اختلاف كبير في تحديد حجم أو مستوى أو معنى التطبيع.
التطبيع العربي، أو لنسمه الاتصال أو التواصل العربي الاسرائيلي اللاحق، يجب ان ينطلق من الرفض المطلق للعلاقة الآن، على قاعدة أن إمكانية تحقيق العلاقات العربية الاسرائيلية هي فقط بعد انجاز المبادرة العربية للعام 2002 وبتحقيقها من الألف الى الياء كما ردد مرارا وتكرارا الرئيس أبومازن، بمعنى اشتراط أولوية تحقيق الاستقلال الوطني لدولة فلسطين القائمة بالحق الطبيعي والتاريخي والقانوني والمعترف بها دوليا على حدود 1967 على فتح أي خط إو صِلة مع الاسرائيلي تتجاوز حقوقنا، فلا تطبيع أو اتصال عربي الا بعد حل الصراع العربي الاسرائيلي.
هل زيارة السجين دعم أم تطبيع؟
تختلف مفاهيم المقاطعة لدى العرب عن تلك لدى الفلسطينيين في زاوية دعم السجين، ففيما ترى السلطة الوطنية الفلسطينية أننا تحت الاحتلال في حالة مقاومة وبحدها الادنى بوجودنا وصمودنا ومقاومتنا بكل أشكالها وبالثبات ما يعني أمكانية ان يدعمنا العرب من خلال بوابة السلطة، وما بين المفهوم الذي يرى زيارة السجين تمثل تطبيعا مع السجان بالنظر المحدود فيما يتعلق بإجراءات الدخول والخروج المرتبطة بالتعامل مع الاسرائيلي بشكل آو بآخر.
في جميع الاحوال ومهما كان الرأي بزيارات العرب لفلسطين، فأن تكون مثل هذه الزيارات من بوابة الدولة الاسرائيلية أو أي من مؤسساتها العنصرية الاحتلالية مباشرة يعد تعديا على الحق الفلسطيني واغتصابا للرواية وفرح عارم بالسجان، وكما بدا لنا في معظم الحالات التي انسحقت تحت وطاة ارادة الاسرائيلي فتخلت عن الحق العربي. ويا للعجب كان ذلك على عكس زيارات المتضامنين الاجانب الذين استثمروا بوابة مطار اللد للمقاومة، وليس ليتحولوا لأبواق ناعقة للاستسلام والتطبيع والتتبيع.