لأمازيغية حاضرة بمعرض الكتاب بالجزائر بعد إقرارها لغة رسمية
نشر بتاريخ: 2018-11-11 الساعة: 08:38الجزائر- الاناضول- أكّد العديدون من روّاد معرض الكتاب في الجزائر، والذي يستمّر حتى الغد، أنّ حضور الكتب الأمازيغية في المعرض يشهد تقدّمًا ملحوظًا، بالإضافة إلى شهادتهم بحضوره المتزايد في معارض أخرى أيضًا، إذ رأى العديدون أنّ إقرار اللغة الأمازيغية لغةً وطنيّةً رسميّةً إلى جانب العربية كان لها أثر إيجابي على حركية نشر الكتاب الأمازيغي في البلاد.
فقال المترجم في المحافظة السامية للأمازيغية، الطاهر بوخنوفة، إنّ "حضور الكتاب الأمازيغي في تزايد مستمر في معرض الكتاب كل سنة، وفي خارطة النشر بصفة عامة في البلاد"، مضيفًا أنّ المحافظة السامية للأمازيغية، تشارك للمرة العاشرة في المعرض، وكل سنة يعرف جناحها توسعا، وهذا دليل على أنّ مساحة الكتاب الأمازيغي تزيد".
وأشار بوخنوفة إلى أنّ عدّة دور نشر أخرى بدأت تهتم بالكتاب المكتوب بالأمازيغية أو المترجم من اللغة العربية إلى الأمازيغية، عقب ترسيمها لغة وطنية، وبسبب ظهور قراء جدد كطلبة الجامعات والمدارس والثانويات، إذ أنّ "الكتاب الأمازيغي، توسع ليشمل الكتب المدرسية والجامعية وكتب التخصصات بعد إقرار تدريس الأمازيغية في مدارس وجامعات البلاد".
وقال إنّه يمكن اليوم اعتبار الأمازيغية لغةً صاعدةً، يشهد إنتاجها العلميّ والأدبيّ تطوّرًا لافتًا، إذ أنّ الطلب على الكتاب الأمازيغي في السنتين الأخيرتين بدأ يتزايد عليه باعتبار أنّ تدريس الأمازيغية أخذ في التوسع في محافظات عدّة عبر الوطن غير الناطقة باللغة الأمازيغية.
أمّا مديرة دار منشورات "داليمان" الخاصّة، إيمان علّال، فأكّدت على الحضور اللافت للكتاب الأمازيغي في المعرض، وقالت إنّ خط منشورات دار نشرها "يقوم على إنتاج كتب التراث الجزائري، بما في ذلك نشر الكتاب الذي يروج للثقافة الأمازيغية، والتراث القبائلي، الذي يُعدّ جزءًا لا يتجزأ من الثقافة والتقاليد في الجزائر"، ورأت في هذا تأثيرًا لترسيم اللغة الأمازيغية كلغة رسمية ووطنية في الجزائر.
في المقابل، قال مدير منشورات دار "أبيك" الخاصة، كريم شيخ، إنّ تزايد حضور الكتاب الأمازيغي في معارض الكتب ورفوف المكتبات، لا يعني أنّ حركيّة نشره تطورت كثيرًا، بل لا تزال في بداية الطريق، موضّحًا أنّ الكتاب الأمازيغي ما يزال جديدا وأمامه مشوار طويل لاحتلال مكانةٍ مهمة سواء في معرض الكتاب، أو في خارطة النشر والمكتبات الجزائرية مستقبلًا".
وأضاف شيخ أنّ " ترسيم الأمازيغية لغة وطنية حديث، والتعامل معها لتدريسها وتعلّمها من طرف التلاميذ يحتاج إلى وقت طويل، وعمل جدي من طرف أكاديمية اللغة الأمازيغية، المتوقّع أن يتمّ إنشاؤها قبل نهاية العام الجاري، بالإضافة إلى جهود من وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي".
ويعتقد الكاتب هواري زكريا، أنّ قرار ترسيم الأمازيغية لغةً وطنية إلى جانب العربية، أعطى دفعًا لحركية نشر الكتاب الأمازيغي في الجزائر، إذ أنّ "الملاحظ في معرض الجزائر الدولي للكتاب وجود العديد من المؤلفات باللغة الأمازيغية التي تهتم بمواضيع شتى".
وقال زكريا: "لا أذكر العناوين جيدًا، ولكنني شاهدت على رفوف بعض دور النشر كتبًا بالأمازيغية، بعضها مكتوب بحروف التفينياغ (الأبجدية الأمازيغية)، وبعضها بالحرف اللاتيني، كما وجدت كتبًا مثل المعاجم والقواميس مترجمة من العربية إلى الأمازيغية والعكس صحيح، وهذا في اعتقادي طفرة حققها الكتاب الأمازيغي في المعرض".
وأصبحت اللغة الأمازيغية لغةً رسميّةً وطنيّة منذ شباط/ فبراير عام 2016، عقب تبني البرلمان بغالبية ساحقة مراجعة دستورية تنص على اعتبار الأمازيغية لغة وطنية ورسمية إلى جانب اللغة العربية، كما تعتبر اللغة الرئيسة في التعامل لدى سكان المناطق الكبرى؛ ولا توجد أرقام رسميّة عن عدد الناطقين بالأمازيغية كلغة، لكنهم مجموعة من الشعوب المحلية، تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة (غرب مصر) شرقَا، إلى المحيط الأطلسي غربَا، ومن البحر المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبَا.
amm