وزارة الثقافة تدعم يوماً دراسياً حول "الثقافة الفلسطينية في الداخل" نظمه مركز "مدار"
نشر بتاريخ: 2017-09-27 الساعة: 09:02
رام الله- إعلام فتح- دعمت وزارة الثقافة يوماً دراسياً حول حول "الثقافة الفلسطينية في الداخل: الواقع الراهن، التحديات، الآفاق"، ونظمه المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) بالتعاون مع وزارة الثقافة، في المسرح البلدي بدار بلدية رام الله، اليوم، حيث خلص المشاركون في جلسات اليوم الدراسي حول "الثقافة الفلسطينية في الداخل: الواقع الراهن، التحديات، الآفاق"، ونظمه المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) بالتعاون مع وزارة الثقافة إلى ضرورة مأسسة وتعزيز التعاون الثقافي على مستوى المؤسسات والأفراد ما بين المثقفين والفنانين الفلسطينين على طرفي "الخط الأخضر"، وعلى أهمية الخروج بمشاريع ثقافية فنية مشتركة، وبمبادرات ثقافية ومشاريع استراتيجية جمعية، تخضع للمأسسة، ما يساعد على التخطيط الثقافي باتجاه النهوض بالثقافة الفلسطينية في كافة الأماكن التي يتواجد فيها الفلسطيني.
ووصف وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو اليوم الدراسي بـ"فاتحة جديدة" للمزيد من ورش العمل والمؤتمرات التي تأخذ بعين الاعتبار مبدأ التخطيط الثقافي الممنهج والبحث عن آفاق العمل المشترك بين المؤسسات والأفراد من المبدعين والمبدعات في مختلف القطاعات الثقافية، خاصة أن الثقافة تشكل "جزءاً أصيلاً من ذاكرتنا وتراثنا وهويتنا الوطنية، يأتي أيضاً ليؤكد على أن الثقافة جزء أصيل أيضاً من مقاومة الاحتلال".
وشدد بسيسو على أهمية المراكمة على مداخلات ودراسات وأبحاث هذا اليوم الدراسي، باتجاه البحث عن آفاق العمل المشترك من أجل صياغة بيان ثقافي فلسطيني، بالمفهوم الإبداعي، يأخذ بعين الاعتبار "هذا التعدد في العمل الثقافي، لنواجه سياسة الجدران والمعازل التي يبرع فيها الاحتلال الإسرائيلي، بكل ما تحمله من معان ثقافية وسياسية، بحيث يكون هناك جسم للتواصل بين أبناء الشعب الواحد في المنافي، أو في الضفة الغربية، أو في القدس، أو في قطاع غزة، أو في الداخل".
وأكد بسيسو: مخطئ كل من يحاول أن يعزل الثقافة الفلسطينية عن عمقها العربي، أو عمقها الإنساني، بل إن من يحاول أن يحاصر الثقافة في جدران من صناعته السياسية هو عنصري بامتياز.
ووجه بسيسو في كلمته بالجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي رسالة تضامن مع الفنان الفلسطيني محمد بكري، مستنكراً ما قالته وزيرة الثقافة الإسرائيلية في حقه لكونه أكد على كون الثقافة الفلسطينية جزء من الثقافة العربية .. وقال: إذا كانت ميري ريغيف لا تعرف التاريخ، فعليها أن تقرأ التاريخ جيداً لتعرف أن من يصر على تثبيت حقوقه الوطنية، ومن يصر على مد الجسور بين فلسطين وعمقها العربي، فإنه يمارس فعلاً يندرج في إطار السياق الطبيعي للإبداع، وهاجمته والمطالبة بمحاكمته هي العنصرية.
وشدد المشاركون على دور مثقفي الداخل في إنتاج هوية وسردية وطنية فلسطينية جامعة كان مُهما، ويتعدى حدود الجغرافية السياسية المتشظية، وفي الوقت نفسه كان هذا الدور مُلهما للفلسطيني أينما وُجد. من هنا ظلّت الثقافة الوطنية بمنزلة الحاضنة المشتركة الأهم للنحن الجمعية، كما بقيت أهم مظلة جامعة فلسطينيا واستمرت الأجزاء في رفدها برغم خصوصياتها، وهو ما يشكل نموذجا يمكن استخدامه لتجاوز الأجزاء وتدعيم الجماعة.
وهدف اليوم الدراسي، وفق القائمين عليه، وفي ست جلسات، إلى رصد الواقع الثقافي الراهن في الداخل، تعبيراته، أدواته، مميزاته وآفاقه، عبر سلسلة مداخلات ودراسات وشهادات متخصصة توزعت على عدة جلسات، علاوة على متابعة أهم المجالات الثقافية في الداخل ورصد إسهاماتها الأساسية، ورصد وإضاءة الدور الوطني للثقافة ودرس علاقة الواقع الثقافي بالسياق السياسي والاجتماعي، وفحص إمكانيات تحويل الثقافة الى أداة لبناء الكينونة الفلسطينية وتجاوز الانقسامات السياسية والجغرافية.
واستعرض د. إيهاب بسيسو وزير الثقافة، في الجلسة الختامية، دور وزارة الثقافة في دعم الثقافة الفلسطينية في الداخل على أكثر من مستوى، كما هو الحال في دعم الثقافة الفلسطينية أينما تواجد المبدع الفلسطيني، سواء داخل الوطن أو في المنافي، كما قدم شرحاً وافقاً حول تحولات الثقافة الفلسطينية تبعاً للتحولات السياسية الفلسطينية، مشدداً على أهمية الانحياز للفعل الثقافي في مواجهة الاحتلال، ومحاولات البعض لاحتكار الثقافة بما يتوافق ورؤيته، مؤكداً على ضرورة مواجهة أية محاولات لطمس تطوير القطاع الثقافي الفلسطيني، بالخروج بنهج ثقافي يبني على الماضي، للنهوض في الحاضر، والتخطيط للمستقبل، لافتاً إلى أن دور الوزارة في دعم المثقف الفلسطيني يتجاوز جغرافيا ولايتها الفعلية على الأرض.
heb