"مقدسيون صنعوا تاريخاً" .. كتاب يرصد سير عشر شخصيات حققت حضوراً مؤثراً في القدس
نشر بتاريخ: 2018-10-08 الساعة: 08:09رام الله- الايام- انطلقت إليزابيث حنا ناصر، المولودة في نابلس العام 1906، هي التي كانت من بين العلامات الفارقة في مجال التعليم بالقدس، إلى المقاهي في شباط من العام 1952، تجالس العمّال وسائقي سيارات الأجرة بحثاً عن الفتيات المتسولات، لتؤويهن وتعلمهن في منزلها المستأجر، والذي بات مع الوقت يحمل اسم "جمعية روضة الزهور"، والتي استطاعت إيواء وتعليم خمس وعشرين فتاة ليس فقط المواد الأساسية بل الموسيقى، ومع احتلال العام 1967 حولت الروضة إلى مدرسة أساسية مختلطة تتبع المنهاج الوطني، مع التركيز على اللغات الأجنبية بدءاً من الصف التمهيدي، وهي التي بات عدد طلبتها بعد حين 250، ومع الوقت تحولت إلى صرح تربوي بارز على مستوى القدس وفلسطين.
أما حسني الأشهب فكان بيته مكاناً لاجتماعات خليته التي كانت تخطط لفعاليات ضد الاحتلال البريطاني، فكان له ولرفاقه الدور الأكبر في انعقاد مؤتمر يافا الشبابي العام 1933، وما تبعه من أحداث دفعت باتجاه انتفاضة شعبية في ذلك العام، كما كان لمجموعتهم الدور الأكبر في فعاليات وإضراب العام 1936.
وهذا المعلم في المدرسة الرشيدية كان انضم إلى تنظيم عسكري أسسه الشهيد عبد الحفيظ بركات، وكان معه هاشم وبركات وعبد الغفار الأشهب، وعزت أبو غربية، ومنير البكري، وأطلقوا عليه اسم "منظمة الحرية الجهادية"، قبل أن يعتقل رفقة والده بعد التأسيس بثلاثة أعوام، أي في العام 1936.
وكان العام 1958 هو تاريخ انضمام فيصل الحسيني إلى حركة القوميين العرب، وعقب حرب العام 1967 أشرف على معسكر تدريبي لمئات المتطوعين في كيفون بلبنان، وعاد إلى أرض الوطن مخترقاً الحدود عبر الأردن ليستقر في القدس، وكان من أوائل من اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد الحرب مباشرة بتهمة تشكيل مجموعات عسكرية وحيازة أسلحة، وفي الفترة ما بين 1969 و1979 تنقل بين أعمال مختلفة، فعمل حارثاً للأرض في أريحا، وتاجراً للزيت، وموظف استقبال في أحد الفنادق، وفني أشعة، وتاجراً متنقلاً، قبل أن يقود عملية تأسيس جمعية الدراسات العربية، ومن ثم بيت الشرق.
حكايات كثيرة حول عشرة من المقدسيات والمقدسيين، اشتمل عليها كتاب "مقدسيون صنعوا تاريخاً" لكل من الباحث عزيز العصا ود. عماد الخطيب، وأطلق في متحف ياسر عرفات، مساء أول من أمس، وهو الكتاب الصادر، مؤخراً، عن اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية.
وقال د. إيهاب بسيسو، وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية: نحتفي بإطلاق إصدار ثريّ لجهة المضمون المتعلق بتوثيق الحياة المقدسية عبر أعلام مقدسيين صنعوا تاريخاً للقدس وفلسطين .. احتفاؤنا بهذا الكتاب الذي يأتي ضمن إصدار اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية، إنما يؤكد الجهد المنوط بالمثقفين والمثقفات من أجل تكريس وتعزيز حضور الرواية الوطنية الفلسطينية في مختلف مجالات الإبداع.
وأشار بسيسو إلى أن اختيار الشخصيات في كتاب "مقدسيون صنعوا تاريخاً" كان اختياراً ذكياً، بمراعاته لكثير من الأبعاد الاجتماعية والسياسية، حيث نجد الرجل والمرأة، وشخصيات لها حضورها في مجالات عدة، وعايشوا النكبة والنكسة وغيرها من مفاصل أساسية في تاريخ الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن هؤلاء الشخصيات يشكلون مصدر إلهام للأجيال القادمة.
وقدم الكاتب عبد الغني سلامة إطلالة وافية على أجواء وروح الكتاب ومضامينه، فيما تحدث كل من د. عماد الخطيب والباحث عزيز العصا عن المجهود الذي بذلاه في جمع مادة الكتاب عبر مقابلات مع أقارب للشخصيات التي تضمنها الكتاب بالعرض السيري، وتواصل لأكثر من عامين.
والشخصيات التي سلط كتاب "مقدسيون صنعوا تاريخاً" عليها، هي: إليزابيث حنا ناصر، وأمين صالح مجج، وأنور عبد الحي الخطيب التميمي، وحسني سليمان محمد مكي الأشهب، والشيخ حلمي حسن طاهر عبد الغني المحتسب، والشيخ سعيد عبد الله صبري، وفيصل عبد القادر الحسيني، ومحمود قاسم أحمد أبو الزلف، ونهاد عليان أبو غربية، وهند طاهر الحسيني.