الرئيسة/  ثقافة

مشاركة فلسطين في مهرجان " كان " الدولي للسينما انتصار للهوية

نشر بتاريخ: 2018-10-07 الساعة: 09:40

ام الله - "القدس" دوت كوم- كشف الدكتور ايهاب بسيسو على ان موازنة وزارة الثقافة أقل من 1% من الموازنة العامة بالرغم من ان الموضوع الثقافي يعتبر رأس الهرم للحفاظ على الهوية الوطنية والموروث الفلسطيني الذي يتعرض للاستهداف اليومي .

وقال وزير الثقافة بسيسو في حديث خاص لـ "القدس" ان الثقافة موضوع مهم جداً ويجب الحديث على التراث الفلسطيني وهذا الموروث الذي يعني تعزيز صمودنا على ارضنا الفلسطينية ، مضيفاً ان الثقافة هي كل ما يتم انتاجه على مدار العصر من ابداعات مختلفة بالادب والمسرح والفلكلور والزراعة وغيرها ونحن لدينا موروث كبير وتراث عظيم من شانه ان يدفعنا لمزيد من العمل للحافظ عليه وتحفيز الابداعات الشابة للحفاظ على هذا التراث ومحاولة عصرنة وتقديم كل الابداعات الجديدة ، ووزارة الثقافة بهذا السياق تحاول دائماً ان تضع السياسية الثقافية وتخلق حالة من التفاعل بيت الابداعات الفردية والمؤسسات الثقافية والقطاع الخاص والعمق العربي من خلال المشاركات الفنية والثقافية وهي حالة من العمل بكل مفرداته التي نحاول من خلاله ان نبقي خارطة فلسطين عربياً وعالمياً وكل ما نحياه من ابداعات في كل المجالات ، وهو بحد ذاته ثقافة نواجه فيها سياسات الاحتلال .

وقال الوزير بسيسو انه يجب الانتباه الى مسألتين ، تطوير التشريعات القانونية للحفاظ على تراثنا وحمايته من السطو كالمأكولات والتطريز وبما نسميه بالتراث غير المادي وهذه الحماية القانونية تأتي من المؤسسات الدولية وهذه مسالة نحن نتواصل بشانها مع اليونسكو والوايبو ، وعلى الصعيد المحلي العمل يكون عبر دعم المؤسسات التي تعنى بالتراث مثل التطريز والصناعات اليدوية والتقليدية وهناك عديد من المؤسسات النشطة في المجتمع وهذا يتطلب منا دعمها الدائم والمستمر ويجب علينا مواكبة هذه الامور من خلال الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وقال بسيسو نحن نجحنا في جذب انتباه القطاع الخاص وهناك شركات فلسطينية تدعم الثقافة من مهرجانات ومعارض ، والفعل الثقافي ليس مجرد مال بل خلق حالة تكاملية يستفيد منها المواطن من خلال الاعلام وغيره ، ووزارة الثقافة حريصة دائماً على ان يكون هناك شركاء من مؤسسات مجتمع مدني وقطاع خاص وافراد ومؤسسات تعليمية حتى نستطيع ان نواجه كل ما يهددنا به الاحتلال .

واشار وزير الثقافة بسيسو ان فلسطين ذهبت في ايار الماضي الى مهرجان " كان " الدولي ، ولأول مرة رفع علم فلسطين في هذا المهرجان الدولي للسينما ، ويجب تعزيز حضور فلسطين في كل المحافل الدولية والعربية لنقول ان هذه الثقافة وهذا التراث جزء اساسي من هويتنا الوطنية الفلسطينية .

وقال بسيسو من المهم ان يكون هناك بحث ثقافي وهذا جزء من عمل وزارة الثقافة لتوثيق التطريز الفلسطيني والمطبخ الفلسطيني والزراعة في فلسطين وكل ما يتعلق بالثقافة لان هذه البحوث تشكل منصات للشباب والمهتمين للتطوير عليها وهناك عدد من فرص العمل نستطيع ان نوفرها في هذا المجال .

وشدد وزير الثقافة ايهاب بسيسو على اهمية دور الاسرة في الحراك الثقافي قائلاً : ان دور الاسرة هو الدور الاساس ، فعندما نتحدث عن الثقافة يجب علينا الاهتمام بالثقافة و اعتبارها اداة من ادوات النضال والهوية الوطنية ، وبدون ان يكون الطفل منذ صغره على وعي وادراك بتاريخه و بعلاقته بأرضه وماضيه فلن يكون هناك مستقبل للامة ، والاسرة دورها اساسي وحيوي في هذا الجانب ، والعمل في فلسطين ليس كباقي الدول ، فهنا الاحتلال يحاول ان يعطل كل جهودنا ويعيق تقدمنا نحو المستقبل المشرق وهذا يجب ان يزيدنا ارادة وتصميم وعطاء للتمسك بتراثنا وهويتنا وثقافتنا .

وتابع بسيسو : " نريد ان نقول لابنائنا انتم امتداد لمن صنعوا وجه حضاري لفلسطين وعلى الاقل في نهاية القرن العشرين ، التحديات كبيرة لان للاحتلال دور كبير في استهداف ثقافتنا وعرقلة المسيرة باشكال متعددة ، وعندما عقدنا معرض فلسطين الدولي للكتاب لم يصدر أي تصريح لاي كاتب او مؤلف عربي او صاحب دار نشر عربية لان الاحتلال يريد ان يعطل مسيرة الثقافة .

وقال وزير الثقافة بسيسو من مشاهداتنا ، ومن خلال العمل بمعرض الكتاب فان هنالك حضور ووجود لاهمية الكتاب بشكل خجول عند الناس ،و حجم الكتب التي تصل فلسطين لا تلبي احتياجات القاريء او من يريد القراءة ، فهناك منع للكتب اللبنانية والسورية والعراقية بسبب الاحتلال وهذا يشكل احد المعوقات التي تستهدف الكتاب وكذلك الامر بما يتعلق بصناعة الكتب الفلسطينية ،فان هناك من ينافس كتب ودور نشر عربية ، لكن لم يحقق جزء كبير بالانتشار ، كما ان توفر الكتاب الالكتروني ساهم في تراجع القراءة والتوجه نحو الكتاب . وهنا نأتي الى مسألتين اساسيتين ، الاولى المؤسسات المهتمة بأدب الطفل ، اذ يجب عليها الاهتمام ومواكبة التطور ، والثانية تتعلق بالمكتبات ، خاصة ونحن لدينا عشرات المكتبات الموجودة في كل محافظات الوطن ، يجب الانتباه على ان المكتبة هي حاضنة ثقافية وليست مستودعاً بل هي برنامج استراتيجي ويجب الاهتمام به وتفعيله .

وعن دور وزارة التربية والتعليم في المشهد الثقافي الفلسطيني قال بسيسو " ان وزارة التربية والتعليم تقوم بدور حيوي ومهم ، لكن المصاعب التي تواجهنا تواجه ايضاً وزارة التربية والتعليم في كيفية تحفيز العمل التكاملي ، بمعنى يجب ان تكون شراكات حقيقة نستطيع من خلالها ان ننفذ للاسرة والافراد من خلال التشبيك بالمؤسسات حتى نستطيع تلبية الاحتياجات المطلوبة . لكن ما يوجهنا في هذا الشأن مسألة تتعلق بالموازنات ، ولا اخفي ان هناك جهد نقوم به بشكل جيد لزيادة ميزانية وزارة الثقافة ونجحنا خلال العاميين وان كانت بالشكل الذي لا يلبي طموحاتنا ، وبنسبة قليلة جداً تشكل اقل من 1% ، و علينا ان نميز بين ميزانية الثقافة وميزانية وزارة الثقافة ، فموازنة الثقافة كثيرة لان هناك مؤسسات ثقافية تدعم ، لكن ميزانية الوزارة متواضعة جداً ويجب علينا ان نعمل على زيادة ميزانية وزارة الثقافة ما يتناسب مع الاحتاجات والتطلعات .

وقال الوزير بسيسو اننا نسير في اكثر من مسار ، الاول رفع الميزانية من خلال الحكومة ومجلس الوزراء ، وفي كل عام نطالب برفع الميزانية ، وثانياً تعزيز العلاقة الوطنية بين وزارة الثقافة والمؤسسات المختلفة والقطاع الخاص ، وثالثاً تحفيز العمق العربي لكي يكون له دور فعال في فلسطين لكي يكون للثقافة الفلسطينية حضور ، وللفعل الثقافي الفلسطيني تأثير وزخم ، و بالرغم من كل التحديات فان وزارة الثقافة هي خلاصة الرواية الفلسطينية ، ونحن لا نستسلم للتحديات ، ونؤمن بأن دورنا كوزارة ثقافة وضمن العمل الوطني العام ، علينا ان نعمل من اجل ان نحقق معادلة الانتصار وخدمة لشعبنا وقضيتنا الفلسطينية.

amm
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024