انتصرت "القدس" على "الفيتو" بارادة "الشعوب" وبقيادة "فلسطينية"
نشر بتاريخ: 2018-09-19 الساعة: 08:49أحمد سعدي الاحمد عقدت الهيئة العامة للجمعية العمومية اجتماعها الطارئ بالامس، بعد استخدام الولايات المتحدة الامريكية حق النقض " الفيتو" في اجتماع مجلس الامن والذي يعتبر بمثابة السلطة التنفيذية للهيئة الأممية، وهذا الاجتماع يندرج تحت القرار 377 والصادر بالعام 1950 والمعروف بقرار "الاتحاد من اجل السلام"، الذي ينص "في حالة اخفاق مجلس الامن عند اتخاذ قرار يتعلق بالحفاظ على السلم والامن الدوليين بسبب استخدام حق النقض الفيتو من قبل أصحاب العضوية الدائمة يكون للجمعية العامة الحق في بحث المسألة وبسرعة، ولها ان تصدر بذلك توصيات سريعه مرتبطه بالحفاظ على ما وجدت من اجله المنظومة الاممية، وهما السلم والامن الدوليين، وللقرارات الصادره بموجب هذا الانعقاد أهمية كبيره واستراتيجيه فيما يخص القدس والصراع الفلسطيني الاسرائيلي والتي يمكن اختصارها بالتالي:
- نقل ما يسمى رعاية العملية السلمية من الحضن الامريكي لعملية السلام لحضن الشرعية الدولية من جديد واعتبار العالم ليس وسيطا فحسب، وانما شريكا بهذه العملية بصورة غير تقليديه وجديده، بشكل يجعل تدخلهم مرتبط بحماية مصالحهم لا تعاطفا كما كان، بمعنى ان الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المستنده على قرارات الشرعية الدولية مرتبط ارتباطا وثيقا بالحفاظ على السلم والامن العالمي والحفاظ عليها مصلحه دولية كما هي فلسطينيه، لتنتقل حالة المواجهة لقرار امريكا وترامب لكل العالم لا فلسطين فحسب.
- من المعروف والمتفق عليه بأن القرارات الدوليه ملزمة للقضاء الداخلي للدول الاعضاء بالمنظومة الدولية كما هو الحال بالقضاء الدولي وعلى رأسه "محكمة العدل الدولية"، ووفقا للدساتير الداخلية للدول فانها تعلوا القوانين الداخلية وتعتبر الاولى بالتطبيق، وعليه يمكن التسلح بهذا القرار لمحاربة الادارة الامريكية بعقر دارها من خلال اللجوؤ للقضاء الامريكي الداخلي للمطالبة بفسخ قرار ترامب والمطالبة بالتعويض عنه متسلحين بالشرعية الاممية التي أقرت ببطلان هذا القرار وعدم شرعيته وقانونيته، وفي هذا السياق ايضا نستطيع الذهاب للقضاء الدولي، ما من شأنه خلق حاله من الصراع القانوني الذي تقوده العداله الداخليه والدوليه مستغلين أدواتهم في مواجهة غطرستهم.
- يعتبر مثل هذا القرار الذي صوتت بجانبه 128 دوله رساله مفادها امتناع اي من هذه الدول نقل سفاراتها للقدس أو حتى مجرد التفكير بذلك.
- ان التصويت بجانب رفض قرار ترامب سيحرج كل من يعملون تحت الطاولة مع الادارة الامريكية أمام شعوبهم من جهة وسيشكل اداة ضغط فاعله باتجاه لا مكان للوسطيه عندما يتعلق الامر بالقدس المحتلة، وسيخفف الضغط على الجانب الفلسطيني الذي لا يملك من ادوات المصالح الكثير بحكم الامكانيات والاحتلال الذي لم يترك له شيئ الا واغتصبه بقوة السلاح .
- سيفتح مثل هكذا قرار أفاق حديده أمام الجانب الفلسطيني وسيترك له مساحات للتحرك في المجال الدبلوماسي والسياسي خاصه اذا ما اتفقنا اننا بمرحلة ادارة الصراع لا مرحلة انهاء الصراع لأسباب معلومه ولا داعي لذكرها.
- ان هذا التصويت هو اعترافا صريحا بان القدس عاصمة دولة فلسطين من جهة، وتأكيدا على ان اسرائيل دولة محتلة ولا حق لها بالقدس أو الوجود اصلا الا من خلال اتفاقية سلام يوافق عليها الفلسطينيون أخيرا ، وامام الفيتو الامريكي، والواقع العربي الذي نعيش، وامام هذا الاحتلال الذي لم يسبق وكان له شبيه بالتاريخ.
أمام كل هذه التحديات والمعيقات لابد وان نبحث عن ادوات ووسائل خلاقه نجعل من خلالها القضية الفلسطينية وعلى رأسها القدس أولوية أمام العالم وبأيدي فلسطينية يقودها رجل شهد له العدو قبل الصديق بالحنكة والدبلوماسية والصبر ما جعل منه ارهابيا صعب المنال متسلحا بارادة شعبه وصدره العاري في سبيل ايصال حلمه لكل شعوب الارض وبلغة وبصوت جعل الاحتلال ومن بعده الامريكان في مأزق أمام عالم صامت مرتجف حركته صرخة القدس لتقول وباسم رئيسها وشعبها وتكاد تكون الوحيده ،،،، لا لأمريكا ،،، لا لترامب ،،، لا للأحتلال ،،، تلك اللات التي لم يتجرأ عليها سوانا ،،، فصمت العالم ونطقت القدس، فالقدس وعبر التاريخ صرختها هزت عروش المماليك فاحذروها.
amm