إطلاق مجموعة "السيد أزرق في السينما" القصصية لأحمد جابر في متحف درويش
نشر بتاريخ: 2018-09-19 الساعة: 07:34رام الله- الايام- كشف القاص الشاب أحمد جابر أنه أنجز مخطوطاً خلال العام 2015 في مدة لا تتجاوز العشرة أيام للمشاركة في مسابقة الكاتب الشاب عن فئة القصة القصيرة وتنظمها مؤسسة عبد المحسن القطان، إلا أنها لم تفز بل ولم تحصل على أي تنويه، ما دفعه لتكثيف قراءاته في القصة القصيرة لكبار الكتاب العالميين، وخاصة من يشتهرون بالكتابة المغلفة بعنصري الدهشة والمفاجأة، والذي وصفه جابر بـ"النمط الغائب عن أدبنا الفلسطيني أو العربي في الوقت الحالي"، وعليه بدأ في إنجاز مجموعة جديدة استغرقت عامين ما بين 2015 و2017، فكانت مجموعته القصصية "السيد أزرق في السينما"، وفازت بجائزة المسابقة العام الماضي.
وكان إطلاق الكتاب، الصادر عن دار الأهلية للنشر - عمّان، بالتعاون مع مؤسسة عبد المحسن القطان، في متحف محمود درويش، مساء أول من أمس، وأدار الأمسية سامح خضر مدير المتحف.
وأشار جابر إلى أن عمليه الأولين كانا عبارة عن نصوص وخواطر نثرية، ولكنه اعتبر "السيد أزرق في السينما" الكتاب الأول له، خاصة أنه اتجه نحو نمط إبداعي جديد، أي القصة القصيرة، التي وجد نفسه في كتابتها، بعد محاولات في كتابة الرواية، وشعر النثر، وغيرها، متحدثاً عن نماذج إبداعية في مجال القصة القصيرة بفلسطين على مدار العقود الماضية كغسان كنفاني، وسميرة عزام، ومحمود شقير، وزياد خداش، وعن ظلم يعيشه هذا النوع من الأدب قياساً بغيره على المستويين الفلسطيني والعربي.
وأشار إلى أن هناك شخصيات في بعض قصص المجموعة تحمل أسماء، وأخرى لا تحمل أسماء، فالاسم هامشي في قصص المجموعة، وأحياناً اختيار الاسم كان يتم بعد الانتهاء من كتابة القصة، ويعبّر عن ثيمة القصة، ويمثل البحث عن دلالات هذا الاسم أو ذاك مفتاحاً للوصول إلى أجوبة القصة .. حاولت الابتعاد عن أسماء ترتبط بالبيئة الفلسطينية، ولهذا نزحت باتجاه أسماء أجنبية، ولكنها قد تكون في إطار جغرافية فلسطين أو أي مكان، وتعيش أيضاً في أي زمان لا على التعيين.
وأضاف: الغرائبية، والتوحد، والتردد قد يطال بعض شخصيات المجموعة، لكنه مقولب في إطار قصصي، وفي عوالم بعينها .. الفنتازيا في "السيد أزرق في السينما" هي لتقديم نمط جديد وغريب في المجموعة .. قال ماركيز: إذا أردت أن تكتب قصة اكتبها وأنت "واقف"، وبالتالي إذا اتجهت لتوزيع بطولة القصة على أكثر من شخصية لا بد أن أخلق عالمين وسيرتين ورؤيتين وهو ما قد يطيل حجم القصة لإيصال هدفها.. وهنا ليس بالضرورة أن بطل هذه القصة أو تلك، شخصية ما، بل لربما يكون الحدث أو المكان أو انعكاس الحدث في تكوين جمادي.. القارئ على درجة كبيرة من الذكاء، وقد يصل إلى تأويلات لم تكن في ذهن الكاتب نفسه.
وقرأ القاص الشاب العديد من قصص المجموعة: "كذبت جدتي عندما قالت: الدم لا يصير ماء"، و"فتاة تعيد خلق نفسها"، و"مصنع البشر"، و"جريمة"، من بين قرابة الخمسين قصة شكلت المجموعة التي جاء في بيان لجنة تحكيم مسابقة الكاتب الشاب للعام 2017 "تتميز هذه المجموعة باكتمال مقوماتها كفن قصصي حكائي مميز، بلغة مثقفة وحمّالة أوجه، ودخول مباشر إلى الحكاية بلا عتبات بلاغية. كما تقدم هذه المجموعة لغة متمكنة تماماً وصافية ودقيقة، ووقائع تتقافز بين الواقعي والمتخيّل لتلتغي الحدود بينهما، وتكشف عن مرجعيات ثقافية واسعة، وتجليات فنية تتحدث عن حواس ذكية وخبيرة تتراسل بكفاءة لتحاور باحتراف أشكال الفنون من نحت، وتصوير، وسينما، وموسيقى".
amm