كرت أبو أسعد الأحمر وأبو النمر الأشقر
نشر بتاريخ: 2018-09-18 الساعة: 08:44موفق مطرانتشرت صور الفلسطيني موفق خليل ابو سعد الذي يحب ان نلقبه بالمواطن، وهو يرفع الكرت الأحمر بوجه ضباط وجنود الاحتلال الاسرائيلي كتعبير عن رغبته برؤيتهم خارج أرض وطنه ، رغم قدرته على مواجهتهم بخطاب جوهري وفي الصميم باللغتين العبرية والانكليزية ملخصه " ارحلوا..فهذه ارضنا وهذا وطننا ".
بالقنباز والحطة الفلسطينية وبعكازته الفضية المميزة ، وبشموخ وهمة قلما رايتها في رجال يحملون تاريخا من العطاء والتضحية من اجل فلسطين لايقل عن ستين عاما ، وبقدرته العالية على الحركة والوقوف بوجه أسنان جرافات الاحتلال الفولاذية ، عرفناه في "اكاديمية الخان الأحمر" التي سميناها ايضا "جامعة الحرية والسلام "، لمست حسه وشعوره الانساني عندما كان يبادر الى تغطية متضامن أجنبي بات معنا تلك الليلة ، يقدم لهذا وذاك مستلزمات المبيت قبل أن يستريح على فرشته المتواضعة. رأيته حريصا على ان يتمكن الجميع من تناول طعام العشاء قبل أن يتربع ليتناول ما تيسر من نعمة الله مع جموع المساندين .
أكثر من مرة تمدد ابو سعد امام سيارات شرطة الاحتلال وجرافات جيشه ليمنع تقدمها ، وباتت صورته علامة على المقاومة الشعبية ، وواحدة من رموز تمسك الفلسطيني بأرض وطنه ، كيف لا وهو القادم من عتيل في طولكرم ليدافع عن مستقبله ومستقبل احفاده ومابعد احفاده ، ابتداء من هنا في البوابة الشرقية للقدس ، في الخان الأحمر.
للرجل صفحات عز من كتاب النضال الوطني للشعب الفلسطيني ، وفي جانب آخر من مشهد المقاومة الشعبية برزت صورة الفلسطيني عمر عبد الله الحاج المعروف "بابو النمر" الذي عرفه كل من حضر الى خيمة الاعتصام والمساندة فلسطينيا كان أو اجنبيا ، وقد تدل الصور المنشورة اثر المواجهة يوم الجمعة الماضي مع جنود وضباط الاحتلال المدججين بالسلاح والجرافات على هذا الفلسطيني الريحاوي الأشقر ، حيث بدا جنود الاحتلال وهم يهجمون عليه كهجوم وحش مفترس ، وذنب ابو النمر انه كان كالنمر فعلا لا يقبل شريكا غريبا في ارض وطنه ، يحاول منع المحتلين من اغتصاب آماله وأحلامه ومستقبل ابنائه الذين رأيناهم يجولون بنسخ من علم فلسطين في خيمة الاعتصام ، يلوحون بها بكل فخر ، ليعلو بصوته القوي الهادر كما سمعناه فجر الخميس مكبرا :" الله اكبر " ليطغى على ضجيج جرافات الاحتلال اثناء هدمها بيوت قرية الوادي الأحمر .
ابو النمر بحضوره وحيويته في المساندة والاعتصام أكاد اجزم أن معظم رواد الخيمة قد تناولوا من يديه القهوة او الماء المبرد ، واظنه كان يفعل ذلك مدفوعا بواجب التكريم والتقدير لكل من يحضر مساندا الى الخان الأحمر ، ومازالت عبارته التي كان يرددها كلما رآني :" والله كل الاحترام " ونعتقد هنا بوجوب الرد بأحسن منها لعلها تصله وتساهم في تخفيف ىلام جراحه في مواجهة يوم الجمعة الماضي ، وآلام قيوده في زنزانة المحتل ، ولعلها تكون عاملا معنويا وهو يقف في المحكمة العسكرية الاحتلالية مواجها لقاض عسكري ظالم لامعنى ولاشرعية لأحكامها وقراراتها .. سنقول لأبي النمر :لك كل التقدير والاحترام لك ولأمثالك الذين تحدوا فنالوا شرف الاحترام .. لقد انهكتهم يا ابو النمر ومعك ابو سعد ومناضلين لا نعرف اسماءهم حتى تعب فولاذ الغزاة، فلك ولكل محب لهذه الأرض وانسانها كل الاحترام .
لا يحتاج المناضلون في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وعلى راسهم الأخ الوزير وليد عسا ف (ابو علاء ) ويمينه الأخ عبد الله ابو رحمة منسق حملة انقذوا الخان الأحمر ومعهم كوادر الهيئة من الجنسين الذين نعتز بمن نعرف اسماءهم وكذلك بمن لانعرف بعد ، لا يحتاجون الى مزيد من التعريف والقاء الضوء على تجربتهم الشخصية والعامة في مسار المقاومة الشعبية ، فهناك وفي كل معركة مصيرية يوجد جنود مجهولون ، يبذلون عطاء لامحدودا ، يمكن للمخلص والصادق في رؤيته لمس ية تضحياتهم على أرض الواقع ، اذ يكفي يوم واحد من التعايش والمساندة في خيمة الاعتصام في الخان الأحمر وقضاء نهار حار وليلة حافلة بالفعاليات المحفوفة بالخطر ، والترقب للحظة الحاسمة وساعة الصفر لابتداء جريمة الاحتلال ، واجواء الحيطة والحذر الدائمة والبارزة بوضوح رعلى وجوه القائمين والساهرين على رفع المعاني الوطنية الحقيقية لخيمة الاعتصام الكبرى في الخان الأحمر ، يكفي يوم واحد من المساهمة والمساندة الفاعلة لادراك حجم المهمة وثقلها ، وعظيم المسؤولية والتضحية التي يبديها المناضلون المجهولون في الهيئة كل في موقعه ومهمته .. حتى اننا نقولها بكل ثقة أننا امام تجربة نضالية نوعية يجب توثيقها بتفاصيلها ، لعلها تكون نموذجا ومثالا يحتذى في كل موقع من مواقع المقاومة الشعبية السلمية ، كتوأم لتجربة مناضلي كفر قدوم .
الجنود المجهولون في الخان الأحمر كثر لايمكن حصرهم ، في ظل تبني مواطنين فلسطينيين ومتضامنين اجانب لقضية الخان الأحمر التي رغم ظاهرها وهو منع هدم القرية البدوية ونقل سكانها ، فان جوهرها بات معلوما ومعروفا لكل فلسطيني اخلص في الانتماء لوطنه ، فهؤلاء الذين حرصوا على التواجد يوميا وعلى مدى 80 يوما يعلمون أنهم ينتصرون للمشروع الوطني ، ولمستبلهم على أرض وطنهم ، وانهم ومن جوار مدرسة القرية وتحت اشجارها يقاومون مخططات تهويد الأرض الفلسطينية وتحديدا أراض القدس وضواحيها ، ويحاولون الابقاء على امكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .
لأبي سعد ، لأبي النمر ، لأبي علاء ، لعبد الله ابو رحمة ، لفرانك رومانو للمسعف مجد ناصر ولكل فلسطيني او اجنبي وطأت قدماه الخان الأحمر لنصرة القدس كل الاحترام .
anw