الرئيسة/  مقالات وتحليلات

"فليسقط قانون القومية" و" نعم للمساواة "

نشر بتاريخ: 2018-08-12 الساعة: 08:26

موفق مطر سيقدم الفلسطينييون أهل البلاد الأصليين ومعهم محبي السلام  وانصاره الاسرائيليون خدمة جليلة للعالم ومعتنقي الديمقراطية كشريعة ومنهج حياة ، وأيقظوه من عملية تنويم مغنطيسي ليشهد بعينيه ويلمس بحواسه فظاعة المخادعة التاريخية التي تعرض لها تحت عنوان ( اسرائيل واحة الديمقراطية في صحراء الدكتاتورية ) .

الهدف من المظاهرة بالأمس وسط تل ابيب اسقاط ( قانون القومية ) الذي اقره اعضاء الكنيست  العنصريون ، والانتصار عليه بتحقيق مبدأ المساواة ، أما الآلية فهي نضال سلمي مدني ، وهنا ستبرز قدرة الفلسطينيين العرب المصنفون في القانون العنصري الجديد هذا كدرجة ثانية ان فكرهم السياسي الجامع وثقافتهم الانسانية اقوى من قدرات العنصريين حتى لو امتلكوا كل مقدرات ( دولة اسرائيل ونظامها ) المحالف لنظام  ومسارات القوانين الانسانية ، وسيبرهنون للعالم أن قوة العنصريين المنتجة للاستبداد والظلم ، والتاريخ المحرف والمشوه قد تسود لفترة ..لكنها لن تتمكن من اقتلاع الحقيقة ، وهي ان جذور شجرة الفلسطينيين الحضارية في هذه البلاد منذ آلاف السنين ستبقى كما عهدها العالم أصيلة وأصلية ، وأنها كانت منبتا للسلام .

بعد هذه المظاهرة لن يسقط قانون القومية العنصري مباشرة ، لكنها – أي المظاهرة -  هامة جدا في سياق المنافسة التاريخية على تأكيد ليس حق الوجود التاريخي والآني والمستقبلي لأهل البلاد الأصليين ( الفلسطينيين )  وحسب ، بل الاعتراف بأنهم كتراب وهواء وماء فلسطين ، يستحيل القضاء عليهم او تحويلهم الى كيان من نوع آخر ، والاقرار بفشل مشروع استكمال المؤامرة بتحويل اسم البلاد من فلسطين الى اسرائيل ، فهنا اسم هذه الأرض وشعبها الذي خلق منها منذ فجر التاريخ وسيبقى فيها الى الأبد .

من المفيد تسليط الضوء على ماقاله النائب  العربي الفلسطيني في الكنيست محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وتأكيده الإجماع الشامل والقوي في لجنة المتابعة على ضرورة إسقاط القانون، والتعامل على الصعد المحلية والعالمية على اساس حقوقنا القومية والمدنية كاملة .

واللافت رد بركة الشديد الوضوح على سؤال صحفي حول رفض زعيمة المعارضة الاسرائيلية تسيبي ليفني للمشاركة في هذه المظاهرة بسبب موقف التجمع الوطني  الديمقراطي الرافض ليهودية الدولة  ، فقد قال ابو السعيد :" من يوافق على شعاراتنا فليأتي ولن نفتقد من لا يوافقنا، ليفني ردت أن القائمة المشتركة لا تقر بيهودية الدولة، ونحن نقولها واضحة أن كل الجماهير العربية لا تقر بيهودية الدولة.

بات ممكنا الآن استشراف طبيعة المعركة السياسية السلمية  المدنية المصيرية التي يخوضها  الفلسطينييون داخل حدود العام 1948 ، بعد انكشاف اسباب ودوافع العنصريين لتشريع قانون القومية، حيث اعتقد المتغطرسون اصحاب النظر القصير بامكانية فرض يهودية الدولة بقوة القانون على أكثر من 20% من سكانها وهم من العرب الفلسطينيين ، بعدما ظاهر الفلسطينييون وجهروا برفضهم ( يهودية دولة اسرائيل ) ، وهنا يجب ان نستدرج الى هذه السطور تأييد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليهودية اسرائيل حسب الكثير من خطاباته وتصريحات مستشاريه ، الذين جابههم الرئيس ابو مازن بموقف رافض حاسم حول طلباتهم من القادة الفلسطينية الاعتراف بيهودية اسرائيل !.

ستلفظ صفقة القرن انفاسها الآخيرة عندما يسقط قانون القومية ، وسيبدو الرئيس ترامب كسائق لعربة عجلاتها مكعبات اسمنتية !!! وهنا بامكاننا تصور حجم  العبء الملقى على عاتق الجماهيرالعربية وكذلك الاسرائيلية المؤمنة بحتمية السلام والحقوق القومية والمدنية والمساواة ، وعلينا التذكر أن الشارع المنظم والمنضبط  والمسير بافكار تحررية نحو اهداف نبيلة مؤثر اكثر من اي سلاح حتى لو كان ناريا او عنصريا وسم بدمغة القانون .  

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024