الرئيسة/  مقالات وتحليلات

مسارات حماس المفتوحة على"اسرائيل"

نشر بتاريخ: 2018-08-05 الساعة: 08:18

 موفق مطر امام حماس ثلاث مسارات ، ألأول  اتفاق مع الاحتلال على هدنة  وتبادل اسرى  على حساب المصالحة،  اما الثاني فهو تدعيم موقفها باتفاق كهذا قبل الموافقة على الالتزام بتنفيذ  ما تم التوقيع  عليه  مع حركة فتح في اكتوبر الماضي في القاهرة، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من مهامها كاملة في قطاع غزة، او البقاء كبؤرة توتر كما تريدها طهران بانتظار ما سيحدث خلال الفترة  القادمة في ظل تنامي  الاشتباك  الكلامي  بين واشنطن وطهران الذي قد يتطور الى اشتباك ناري  تحتاج فيه طهران الى اشعال مواقع متعددة في مواجهة المصالح ألأميركية في المنطقة وعلى رأسها دولة الاحتلال اسرائيل لكسب مشروعية من نوع ما لمواجهتها مع ادارة ترامب وتوظيف لك على انه في صلب الصراع لصالح القضية الفلسطينية.

المسارات الثلاثة لا رابع لها ، ومن المفترض ان تكون محور جدول اعمال المكتب السياسي لحماس في غزة، وسيتضح المسار الذي ستقبل عليه قيادة حماس بعد مغادرة  صالح  العاروري نائب اسماعيل هنية قطاع غزة .

 اوحى قادة حماس لإسرائيل ولقادة البيت الأبيض بإمكانية التعامل مع التهدئة مقابل انفراجة اقتصادية ثمنها 600 مليون دولار كمشاريع وتشغيل عاطلين عن العمل، وفكرة ميناء لم يتضح بعد مكان مراسيه، وهذا ما دفع قادة من حماس يبشرون بقرب تحقيق اهداف مسيرات العودة ؟!!.

 تحتاج حماس لطعم مغر كهذا ، لا قناع  المواطنين في القطاع بمعادلة ما يسمونها  التضحيات  خلال ال11 سنة الماضية من عمر انقلابهم ، والشهور  الأخيرة من عمر مسيرات العودة  مقابل فك الحصار ، لذا نستبعد تراجع قيادة حماس عن جريمة الانقلاب، التسليم للسلطة الوطنية  بمقدرات الحكم كاملة وبدون استثناء ، ليس هذا وحسب، بل ستساعدها اية اشارة من البيت الأبيض بإمكانية التعامل معها علىى حساب منظمة التحرير  او حكومة السلطة، في العناد والتمسك بمواقفها السابقة الرافضة عمليا  وفعليا للمصالحة ، رغم اقوال قادتها المعاكسة.

 تحتاج الادارة الأميركية، كما يحتاج نظام تل ابيب الى طرف فلسطيني ، قادر على فتح البوابة  الموصودة في وجه صفقة القرن الأميركية .. ولكن من داخل القلعة الفلسطينية الوطنية ، وعلينا تصور البيت الأبيض في استماتته  وحماسته  لرؤية الرئيس ابو مازن مغدورا بموقف فلسطيني حتى ولو كان من حماس  التي لا تربطهم ا بهاصلة علنية ، ولهم منها مواقفا مضادة وصلت حد تصنيف الجماعة في قوائمها التي تسميها (قوائم الارهاب). وعليه ليس سبقا اكتشاف ان الجماعة في البيت الأبيض كجماعة الاخوان  المسلمين ، يتخذون  ( التقية ) أي ( الباطنية ) سبيلا لتحقيق اهدافهم القذرة !.

قبل ايام طرحت صحف اسرائيلية احتمال تعان تل ابيب  بصيغة ما مع دول اقليمية لإعادة قطاع غزة الى السلطة الوطنية، مقابل هدنة مع حماس وتسهيلات اقتصادية وانشاء ميناء ، ويمكننا فهم هذا التسريب الصحفي كإرهاص من اجهزة امن الاحتلال لتبرير السماح بوصول صالح العاروري الى غزة رغم أنه على قائمة المطلوبين لديها، ما يعني ان اسرائيل تشجع مداولات المكتب السياسي لحماس  ونقاشاته التي قد تسفر بصيغة او اخرى الى هدنة معها، وتكون غزة البوابة الكبرى التي تمرر منها صفقة  ( ترامب اللاانسانية )  تحت يافطة  الحلول للحالة الانسانية في القطاع .

نتمنى ان يكذب قادة حماس توقعاتنا وتحليلاتنا، ويفاجئونا بسلوك وطني ولو لمرة واحدة، عندما نراهم في القاهرة يعلنون اعدام الانقلاب  وتبعاته وآثاره، ويطلبون  الغفران من الشعب، ويمكنون فعلا حكومة الوفاق الوطني من مهامها كاملة، ويلتزمون بالعمل والشراكة السياسية في اطار  الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية، فهذا الأمر اذا صار حقيقة واقعة على الأرض ، فإننا نكون بذلك قد وجهنا ضربة قاضية مميتة لصفقة القرن ، وأكدنا للعالم ان الشعب الفلسطيني عصي على الانقسام والانفصال،  ليت قادة حماس يتنافسون الآن لنيل بعض هذا الشرف الآن قبل فوات الأوان..فنحن نعلم ان مساراتهم الحالية مفتوحة على اسرائيل،  وأن المستفيد منها هي دولة الاحتلال  اسرائيل، وادارة (صفقة المؤامرة ) الترامبية فقط .

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024