"مقامات" تونسية و"إخفاء" مصري يتألقان في مهرجان فلسطين الدولي
نشر بتاريخ: 2018-07-23 الساعة: 08:40رام الله- الايام- كان جمهور مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى، مساء أول من أمس، على موعد مع حدثين فنيين في آن، لكل منهما طابعه المختلف، وبالتالي جمهوره المغاير، ففي النصف الأول من الحفل الذي احتضنته قاعة قصر رام الله الثقافي، قدمت فرقة "مقامات" التونسية المكونة مما يزيد على 10 موسيقيات وموسيقيين شاركهم الفنان الفلسطيني جلال نادر، وسبق أن شاركهم أمسيات حين كان يدرس الموسيقى في تونس، حيث قدموا تراث تونس الموسيقي من أقصاها إلى أقصاها، كما استعرضوا بعض أعمال كبار الفنانين التوانسة، وسط تفاعل كبير من الحضور الذي غصت به القاعة.
أما في النصف الثاني من الأمسية فكان الجمهور على موعد مع نمط مغاير على مستوى الموسيقى العربية، حيث التجديد في اللحن والأنماط الموسيقية والكلمات وطريقة الأداء لكل من الزوجين: المصرية مريم صالح والفلسطيني تامر أبو غزالة، وشريكهما في مشاريعهم الفنية موريس لوقا من مصر، حيث قدموا برفقة ثلاثة عازفين آخرين مشروعهم الغنائي "الإخفاء"، وهو المشروع الأخير لهم، وحقق حضوراً وجدلاً في آن، حتى ان العديد من الجمهور الفلسطيني، وخاصة الشباب منهم، كان يغني معهم، ويتراقص على وقع موسيقاهم كما هو حال صالح نفسها.
وكانت الفرقة التونسية شددت على أن "إحياء حفل في فلسطين هو بمثابة الحلم"، وأن "الفرقة قدمت حفلات في العديد من دول العالم، ولكن لوقع هذا الحفل في نفوسنا الشيء الكثير .. متحمسون لهذا العرض كالأطفال"، قالت كل من بثينة العلاني رئيسة الفرقة، ود. عائدة النياطي المديرة الفنية فيها.
وكانت مفاجأة الحفل تلك الأغنية الخاصة بفلسطين، والتي أعدت خصيصاً لهذا الحفل، من كلمات وألحان النياطي المديرة الفنية لـ"مقامات"، والتي شاركت الفرقة كعازفة على العود ومطربة رئيسة، وجاء في مطلعها "ننادي ننادي أيا ساحرة سلبتِ فؤادي أيا آسرة .. فأنت الهوى والمنى والأمل وفي عشقي ذاب لبّي قبل .. فلسطين قلبي يا ساحرة".
وصدحت هي والفرقة بعد أن ارتدوا الكوفية الفلسطينية في مقطع آخر من الأغنية "دقي طبول الحرب دقي فنحن لها" على وقع موسيقى انتقلت إلى الحماسة، حيث الحديث عن الصمود والتحدي والانتصار.
وفي الجزء الثاني قدم تامر ومريم مجموعة من أغنيات مشروع "الإخفاء" الصادر الصيف الماضي، حيث تفاعل الشباب من الجنسين مع عديد الأغنيات وخاصة "إيقاع مكسور"، و"تسكر تبكي" التي قدمها الثنائي وفرقتهم "مشفرة" كما قال أبو غزالة، فهي حين طرحت تم التنويه بأنها للكبار فقط (+18)، حيث لم يقدم الزوجان ما هو مثير للجدل فيها.
ومن بين الأغنيات أيضاً، وبأسلوب مغاير حتى على مستوى التقديم والتفاعل مع الجمهور ما بين عزف وغناء ورقص وبعض الإيماءات التي لا تخلو من مسرحة ما، قدم تامر ومريم "الشهوة والسعار"، و"كنت رايح"، و"وشوش الليل"، و"نفسي ف عقلي"، و"عايز أوصل"، وغيرها، في وقت عبرت فيه مريم صالح عن سعادتها بالغناء في فلسطين، في حين كان غالباً ما يشدد تامر أبو غزالة على أن الغناء في "البلد غير شكل"، هما اللذان رزقا بابنة أطلقا عليها اسم "سر".
ويأتي كل من مريم صالح وموريس لوقا وتامر أبو غزالة من خلفيات مختلفة مكرَّسة في الموسيقى العربية البديلة، لكن دروبهم استمرت بالتقاطع فعملوا إلى جوار بعضهم البعض مستقين من مصادر الإلهام ذاتها، كتقديمهم ترجمات مختلفة لموسيقى المهرجان المصرية.
وكان ملاحظاً أن عدداً من الجمهور، وخاصة من غير الشباب غادروا القاعة عقب انتهاء الفقرة الخاصة بـ"مقامات" التونسية، في حين بقي الشباب متفاعلين مع "اختفاء" مريم وتامر، وإن كانوا يفضلون أن الحفل ابتدأ بهم ليغادروا بدورهم بعدها، ما يعكس حالة من اللاتناغم بين جزئي الأمسية، وأن كلا من العملين كان يستحق أمسية خاصة.
amm