صنعاء: مبعوث الأمم المتحدة يعتبر المحادثات التي أجراها مع زعيم الحوثيين "مثمرة"
نشر بتاريخ: 2018-07-04 الساعة: 18:41
صنعاء-فرانس24- صرح مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيثفي ختام مهمة دبلوماسية إلى صنعاء الأربعاء، أنه أجرى محادثات "مثمرة" مع زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، المتواري عن الأنظار والذي لا يخاطب جمهوره إلا عبر الشاشة، حول النزاع في هذا البلد.
وجاء كلام غريفيث قبيل مغادرته صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فيما كان يحاول التوصل إلى تسوية سياسية تجنب مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر حرب شوارع بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة المعترف بها.
وكانت هذه القوات بدأت قبل نحو ثلاثة أسابيع هجوما باتجاه مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ووصلت إلى مطارها الواقع في جنوبها. لكن الهجوم علق بعد ذلك إفساحا للمجال أمام غريفيث للتوصل إلى حل سياسي.
وتضم الحديدة ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في بلد يعاني من أزمة إنسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه.
لكن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن ويقدم دعما للقوات الموالية للحكومة، يعتبر الميناء ممرا لتهريب الأسلحة ولمهاجمة سفن في البحر الأحمر، ويطالب بانسحاب الحوثيين من المدينة من دون شرط لوقف الهجوم، وهو ما يرفضه الحوثيون.
وقال غريفيث للصحافيين في مطار صنعاء "أنا ممتن بشكل خاص للسيد عبد الملك الحوثي الذي التقيته بالأمس، على دعمه والمناقشة المثمرة التي أجريناها"، في أول إعلان عن لقاء بين الرجلين منذ تعيين المبعوث الدولي في منصبه في شباط/فبراير الماضي.
ولم يحدد غريفيث، الذي وصل إلى صنعاء الاثنين، مكان الاجتماع. ومقر إقامة عبد الملك الحوثي غير معروف، وهو لا يظهر في العلن، بل يكتفي بإلقاء خطابات عبر شاشات القنوات الموالية للمتمردين.
وذكر غريفيث أنه التقى خلال زيارته "قادة وممثلين" عن جماعة "أنصار الله"، الجناح السياسي للمتمردين، مشددا على أنه "مطمئن من الرسائل التي تلقيتها، والتي كانت إيجابية وبناءة".
وأوضح "لقد أبدى جميع الأطراف رغبتهم القوية في السلام، بل تشاركوا معي أيضا في أفكار ملموسة لتحقيق السلام".
ومنذ 2014، يشهد اليمن حربا بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعدما تمكن المتمردون من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بينها العاصمة صنعاء والحديدة على بعد 150 كلم.
وأدى النزاع منذ التدخل السعودي إلى مقتل نحو عشرة آلاف شخص بينهم نحو 2200 طفل، بحسب منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، في ظل أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حاليا.
وقتل في محافظة الحديدة منذ بدء الهجوم باتجاه الميناء في 13 حزيران/يونيو، 483 شخصا، وفقا لمصادر طبية يمنية، بينهم مقاتلون من الطرفين ومدنيون.
وفي حال تمت السيطرة على مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، فسيكون ذلك أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة المتمردين، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدي الحوثيين في 2015.
ورأى غريفيث أن إيجاد حل للوضع في الحديدة سيخلق "ظروفا إيجابية لإعادة إطلاق محادثات سلام في الأيام المقبلة".
وأشار إلى أنه سيطلع غدا الخميس مجلس الأمن الدولي على نتائج مباحثاته في صنعاء وعدن (جنوب) حيث التقى الأسبوع الماضي الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي في اجتماع جاء "إيجابيا"، حسب قوله.