الرئيسة/  مقالات وتحليلات

القدس حزينة في العيد

نشر بتاريخ: 2018-06-13 الساعة: 11:03

د. خالد معالي جنود مدججين بالسلاح، عيون حاقدة، تفتيش مهين تحت الحراب والبنادق، اعلام الاحتلال مرفوعة فوق الابنية والممرات، حاجر وبين الحاجز والحاجز حاجز، وكأنك تدخل معسكر محصن للجيش، لكن هذا هو الحالفي العيد وأجواء التحضيرات له في القدس المحتلة التي تستنجد وتستغيث بلا مجيب.
كيف يفرح ويبتهج من هو واقع تحت احتلال وفقد أرضه ويتعرض للإذلال والاهانة على حواجز الاحتلال، ويوجد له قرابة 6500 أسير وأسيرة، ويجري نهب أرضه جهارا نهارا لصالح التوسع الاستعماري!؟
عيد الفطر وأجواء التحضير له منقوص الفرحة والبهجة؛ فالاحتلال يستكثر على الفلسطينيين؛ أن يفرحوا كبقية الشعوب والدول في أعيادهم ومناسباتهم السعيدة، ويحرمهم من صلاة العيد في المسجد الأقصى المبارك؛ لكن الفرحة وإن بدت منقوصة؛ فهي ما يغيظ الاحتلال الذي لا يريد أن يرى أي فلسطيني يفرح ويبتهج ويبقى مرابطا فوق الأرض الفلسطينية؛ رغم كل وسائل الطرد والتهجير الممنهج سواء قصير أو طويل الأمد.
عيد الفطر السعيد من المفترض انه سعيد للجميع، إلا أن ممارسات الاحتلال جعلته من تفتيش مهين، وعيون جاحظة حاقدة ترقب كل  من يدخل القدس المحتلة او يدخل بوابات المسجد الأقصى للصلاة فيه، والسير تحت بنادق الجنود وعلم الاحتلال؛ جعلته عيدا حزينا على  المقدسيين، فكيف تكون فرحة في ظل هذه الاجواء.

في القدس يجري هدم منازل وتهجير وطرد، وموت بطيء؛ فالآثار السلبية المميتة للجدار والاستيطان، وحملات الاعتقال المتواصلة في القدس وبقية مناطق الضفة؛ مع مرور الوقت؛ تقتل الضفة أكثر فأكثر؛ ولا تكاد ترى الفرحة أو البسمة على وجوه مواطني القدس والضفة؛ إلا تصنعا من أجل فرحة الأطفال الصغار والذين لا يدعهم الاحتلال الغاشم أن يفرحوا كبقية أطفال العالم .
كيف يفرح من هو واقع تحت أشرس وامكر احتلال، ظالم متغطرس!؟ وكيف تفرح القدس والمسجد الأقصى؛ والضفة ولها قرابة  6500 أسير  من بينهم أطفال وقاصرين وفتيات ونساء، وأمهات فقدن حلاوة وبهجة العيد داخل أربع حيطان وأسلاك شائكة وسجان لا يرحم.
في القدس؛ جدار يلتهم أخصب أراضيها ويقطعها؛ ويحولها إلى معازل وكانتونات يتحكم بفتحها وإغلاقها جندي صهيوني أتى من دول شتى؛ وزعم زورا وبهتانا أن هذه الأرض له منذ آلاف السنين تحت منطق القوة الغاشمة القاهرة في غفوة  وغفلة من العرب والمسلمين، فلا حديث هنا عن العدالة.
كل من يدخل الى مدينة القدس المحتلة، يرى منظر المستوطنات تملئ القدس وتحيطها من كل جانب؛ ومنظر المستوطنين وهم يدنسون باحات المسجد الأقصى؛ يضيف حزن في العيد وغصة في القلب لما وصل إليه حالنا من هوان على قطاع الطرق والعصابات من الاحتلال، والذي يستكثر علينا حضارتنا وتاريخنا فراح يزورهما.
الاحتلال زائل وغير دائم، حيث قضت نواميس الكون والقوانين الإلهية؛ أن الظلم لا يدوم؛ سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول والحضارات، فالكون وجد على أساس ميزان دقيق في كل شيء وخاصة في تحقيق العدالة؛ والتي تتحقق ولو بعد حين.
مسالة وقت فقط حتى تحرير القدس، ولن يطول وقت عودة الفرحة الكاملة بعيد الفطر السعيد، وسط أفواج وأمواج هادرة؛ من المصلين المحررين داخل أسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة وتمتلآ باحات وساحات المسجد الأقصى بهم؛ "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله".

far

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024