محمود شقير: نقل السفارة الأمريكية إلى القدس معناه أن لا حل للقضية
نشر بتاريخ: 2018-05-17 الساعة: 18:28القدس المحتلة- اعلام فتح- قال الكاتب والأديب الفلسطيني الكبير محمود شقير، إنَّ خطورة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس تتمثَّل في أنها أفضل وصفة لإبقاء التوتّر وزيادة النزاعات في منطقتنا، ولا سيما في فلسطين، مؤكِّدًا أن نقلها يعبِّر عن تجاهلٍ فظ للقرارات الشرعيَّة الدوليَّة التي تعتبر الجزء الشرقي من القدس الذي احتلّ عام 1967 على أيدي القوات الإسرائيليَّة الغازية أرضًا محتلة.
وأضافَ في حديثٍ خاص ضمن برنامج لـ“شرق وغرب”: ترامب يتجاهل القرارات الشرعيَّة الدوليَّة التي ترفض احتلال الجزء الشرقي من القدس، كما أنه بقراره هذا يتبرَّع بأرض الفلسطينيّين إلى الإسرائيليّين المحتلين، ما يعني أنه يمهّد إلى إدامة النزاع والتوتّر والصراع والمزيد من الضحايا، وبالتالي لن تكون هناك تسوية قريبة عادلة تعترف بالحقوق الثابتة للفلسطينيّين في وطنهم، مشيرًا الى أن هذا القرار جزء من صفقة القرن التي يعمل عليها ترامب وفريقه بما فيهم الصهاينة الذين يؤيّدون الاستيطان الإسرائيلي في الأرض الفلسطينيّة المحتلّة، ويسعون للدفع بهذا الاتجاه.
وتابع: لا يمكن أن تقوم دولة فلسطينيّة حسب القرارات الشرعيَّة الدوليَّة المتعلّقة بالأراضي التي احتلّت عام 1967 من دون القدس، فالقدس هي مركز فلسطين، ولا قيمة للدولة من دونها.
وواصل شقير: نقل السفارة وضمّ الجزء الشرقي من القدس إلى دولة الاحتلال سوف يؤدي بالمحصّلة إلى المزيد من التهويد والتضييق على المقدسيّين ومصادرة ممتلكاتهم وفرض ضرائب باهظة عليهم وسحب هويّاتهم وتهويد التعليم في المدينة، بالإضافة إلى تهويد مناطق وأحياء وشوارع وأجزاء عديدة في المدينة تحت مسمّيات مختلفة.
ولفت شقير إلى أنه إجراء ظالم وأحمق ومتهوّر من رئيس لا يفهم في السياسة، وهو يعمل على توتير الأجواء سواء أرادَ أو لم يرد وسواء أدرك أو لم يدرك، كما يعمل على الإساءة لسمعة أمريكا ليس فقط على مستوى فلسطين أو الوطن العربي، وإنما على مستوى العالم أجمع بسبب البلطجة التي يمارسها من البيت الأبيض ضدّ الشعب الفلسطيني، وضدّ أي شعب أو دولة لا تمتثل لأوامره وأوامر إدارته.
وواصل الأديب الفلسطيني: هذا الرئيس يمثّلُ خطرًا على السلام العالمي، و على قضايا الشعوب، كما يشكّلُ خطرًا على مصالح الشعب الأمريكي نفسه؛ لأن أمريكا في منطقتنا ولا سيما في فلسطين وفي القدس على وجه الخصوص، مكروهة إلى حدٍ بعيد بسبب هذه الغطرسة وعدم الأخذ بالاعتبار مصالح الشعب الفلسطيني والاستهانة بها، وعدم الاكتراث بمشاعر الفلسطينيّين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، وكذلك عدم احترام مشاعر الشعوب العربيَّة ومشاعر جميع محبّي السلام والحرية في العالم على اختلاف اعتقاداتهم الدينيّة.
وتابع: ستُنقل هذه السفارة إلى المقرّ الذي تداوم فيه القنصليَّة الأمريكيَّة الآن على الأرض المُصادرة، وستنتقل منها أعمال السفارة باعتبارها سفارة عاصمة الولايات الأمريكيَّة المتَّحدة في القدس، وسيجرّ هذا الأمر إلى تداعيات عدّة؛ من بينها أن بعض الدول المتواطئة مع الولايات المتحدة الأمريكيَّة وسياسات ترامب أو حتى الخاضعة لهذه السياسات ستحاول نقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس، وبالتالي سيضاعف هذا من المعاناة ومن استفزاز مشاعر الفلسطينيّين عامّة والمقدسيين خاصّة، وسيتسبّب في المزيد من التوتّرات وأعمال النضال والاحتجاج السلمي ضدّ هذه السياسات.
وختم حديثه لـ“شرق وغرب” بالقول: أتوقع أن هذا الإجراء الأحمق والمتهوّر الذي لا يحترم مشاعر الناس سوف يبعد أفق السلام المنشود، ولن تكون هناك تسوية سياسيَّة عادلة، إلا من خلال إلغاء هذا القرار، أو بالاعتراف الصريح بحقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلّة لهم ذات سيادة على الأراضي التي احتلّت عام 1967 ومن ضمنها الجزء الشرقي من القدس، والاعتراف بحقّ العودة للاجئين الفلسطينيّين إلى ديارهم وتعويضهم عن سنوات المعاناة الطويلة التي قاسوا وعانوا فيها في بلدان الشتات أو في مخيمات اللجوء.
amm