جمال ناجي.. الرحيل المفاجئ والصادم!
نشر بتاريخ: 2018-05-08 الساعة: 09:12رام الله- الايام- كان خبر رحيل الروائي جمال ناجي صادماً للمثقفين في فلسطين والأردن والوطن العربي، كما كان مفاجئاً أيضاً، فعجّ "الوجه الأزرق الإلكتروني" (فيسبوك) بالمنشورات التي تعكس حجم الألم والفاجعة، ولا تخلو من سرد لبعض الذكريات، بطريقة فيها شيء من الإبداع، أو بتلقائية، هو الذي نعته، مساء أول من أمس، كل من وزارة الثقافة الفلسطينية ووزارة الثقافة الأردنية.
الشاعر د. إيهاب بسيسو، وزير الثقافة، كتب على صفحته الشخصية في "فيسبوك": إلى جمال ناجي.. لمعرض الكتاب في فلسطين هذا الصباح مشهد مختلف.. هل تعلم؟ كأن المكان يشيّعك إلينا مرة أخرى وأنت الذي لم يغادر صورة المكان.. كأنك تعود إلينا في الكتب التي تطل علينا بحزن ونحن نطل على اسمك في الكتب التي تحمل ملامحك.. ليس غياباً هذا الذي يظنه الوقت.. إنه حضورك المتجدد رغم صمت الجسد.. أيها الصديق المبدع الذي سنفتقد.. نلوح لك بكل المحبة وأنت تصعد إلى الأبدية ونخفي عنك دمع الحزن في القلب كي تحتفظ بابتسامتك لنا وللبلاد التي تحب".
الروائي والأديب هزاع البراري، الأمين العام لوزارة الثقافة الأردنية، كتب بدوره في "فيسبوك" أيضاً: صباح داكن وحزين، لحظات مثقلة بالخسارة والفقد.. يا لهول الفاجعة.. الصديق النبيل الروائي الكبير جمال ناجي يرحل بعيداً.. كم هو موجع هذا الغياب".
الروائي والقاص والكاتب المسرحي الأردني مفلح العدوان، كتب: وداعا جمال ناجي.. يمّم روحك نحو سدرة منتهاك، كأنك تكتشف عوالم أخرى، لرواية توشك أن تكتبها. وداعاً وأنا أقلّب القلب مع صفحات من "غريب النهر"، وأنت تدرك حين كتبت تلك الرواية، ما لا يعيه الكثيرون.. وجع غيابك أيها الجمال الجميل الأنيق المبدع الإنسان.. أنت بغيابك تترك فراغاً كبيراً، والكثير من الأسئلة، والحزن، والفقد.. سنفتقدك، وتفتقدك عمّان، والأصدقاء، وكل من عرفك وقرأ حرفاً من كتابتك.. وداعاً أيها الكبير بإبداعك ووعيك وإنسانيتك.. تغيب، فجأة، وبهدوء، كأنك تريد مغامرة أخرى، في عالم آخر، لعمل قادم تتمثله.. ها نحن نرقب روحك في معراجها نحو حياة أخرى لعل فيها الأجمل والأنقى، كما نقاء قلبك.. ونحن هنا على ذكراك الطيبة نبقى يا أجمل الأصدقاء".
وتميز الروائي ناجي بإنتاج واقع فني مواز للواقع الحياتي نتيجة لتلك الرؤية الممتدة والفكر الفلسفي والمواقف المتقدمة للوعي على علاقات الواقع، علاوة على التمرس بالأصول الجمالية والسردية التي يقيم عليها عمله الروائي، كما تميز بتعدد الأصوات والتركيز على المسكوت عنه في المجتمع، علاوة على كون شخوصه شركاء في صنع الأحداث وليسوا شهوداً، سواء أكانوا رئيسيين أو ثانويين.
ونعت وزارة الثقافة الفلسطينية، مساء أول من أمس، في بيان لها، الروائي جمال ناجي، معتبرة رحيله خسارة للمشهد الثقافي الفلسطيني والعربي، ولجزء حيوي من ذاكرة الشعب الفلسطيني التي شكل الراحل جزءاً أصيلاً منها، هو الذي ظل عبر أدبه ومواقفه الوطنية مخلصاً لقضية شعبه الفلسطيني وعدالتها، كما بقي مخلصاً لإبداعه.
وكان أعلن عن رحيل الروائي جمال ناجي، في العاصمة الأردنية عمّان، ما شكل صدمة للوسط الثقافي في فلسطين والأردن والعالم العربي.
ووُلد جمال ناجي في عقبة جبر (أريحا) في العام 1954، حيث عاش طفولته المبكرة، ثم انتقل إلى العاصمة الأردنية عمّان، إثر حرب حزيران 1967، وقد أقام وتلقى تعليمه فيها منذ ذلك الحين، حيث حصل على دبلوم في الفنون التشكيلية، وعمل في مجالات متعددة أهمها، التدريس في المملكة العربية السعودية 1975 – 1977، ثم في العمل المصرفي 1978 – 1995، ثم عمل مديراً لمركز إنتلجنسيا للدراسات السياسية والاقتصادية 1995– 2004، ورئيس تحرير مجلة أوراق ما بين 2001 و2003، ورئيس المركز الثقافي العربي في عمّان 2009 – 2016، ورئيس تحرير مجلة أفكار التابعة لوزارة الثقافة الأردنية في العام 2017 وهو كاتب متفرغ.
ولناجي، الذي كان من بين الروائيين الذين شاركوا في فعاليات ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية، ونظمته وزارة الثقافة الفلسطينية العام الماضي، مسيرة روائية وإبداعية كبيرة في مجالات عدة، ما بين إصداره روايته الأولى "الطريق إلى بلحارث" وصدرت العام 1982، وصدور روايته الأخيرة "موسم الحوريات" وصدرت العام 2015.
وشغل ناجي موقع رئيس رابطة الكتاب الأردنيين سابقاً، وكان يشغل حتى رحيله رئيس تحرير مجلة أفكار الصادرة عن وزارة الثقافة الأردنية، حيث نعاه أيضاً وزير الثقافة الأردنية نبيل شقم، وفق ما نشرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا).
amm