صدور مجموعة "ليلة انتحار الفرس البيضاء" لخالد جمعة
نشر بتاريخ: 2018-05-07 الساعة: 16:01رام الله-اعلام فتح- صدر للشاعر الفلسطيني خالد جمعة، مجموعته القصصية الأولى "ليلة انتحار الفرس البيضاء" عن دار خطى للنشر في غزة.
وتحتوي المجموعة عشرين قصة قصيرة، تأتي في اثنتين وتسعين صفحة من القطع المتوسط، صممها محمود ماضي، ورسم لوحة غلافها باسل المقوسي.
وأهدى جمعة المجموعة إلى مهند يونس، كاتب القصة القصيرة الشاب من غزة، الذي وجد منتحراً في تل الهوا قبل حوالي العام، وكان كتب عنه حينها: "في الثانية والعشرين، مهند يونس كاتب القصة الجميل، يلتقط آخر أنفاس الفجر في غزة، وينتحر..."
ورغم ما يعانيه قطاع غزة من اختناق وتضييق على كلّ شيء بما في ذلك النشر، فضّل خالد جمعة أن ينشر مجموعته في غزة، حيث ولد، لتكون جزءاً من تكوينه كما هي جزءٌ من تكوينه، إذ أنه كان وجد صعوبة في إيصال كتبه السابقة التي نشرت خارج غزة إلى داخل القطاع، لقُرّائه أو حتى لعائلته وأصدقائه.
في مجموعته القصصية لا يخرج خالد عن عادته في تبني الرؤية الإنسانية والضعف البشري وتصويره، فيكتب عن أبسط الرغبات، والأمنيات، ويصيغ تفاصيل الحياة، ويقدم صورة الإنسان الفلسطيني، للإنسان الفلسطيني أولاً، ثم للعالم، بصورة رصينة في تكوينها، دقيقة في معناها، شاملة في رؤيتها، فيعيد تعريف المفاهيم المبهمة، ويضع ووجوها للمشاهدات الإنسانية، في تصوير لفنّ القصة القصيرة الكوني والشعوري والضامّ والمنحاز للإنسانية.
مرّت مراحل متعددة على درب خالد جمعة الأدبي، فبدأ بكتابة الشعر الموزون ومنه انطلق إلى قصيدة النثر، فالقصيدة الوجودية والفلسفية والصوفية، والدادائية وحتى أحياناً. خرج أول ما خرج عن سياق التنظير في الأدب في ديوانه الأول في قصيدة أبجدية مسافة وذاكرة، واستمر في رسم الصور الإنسانية الحقيقية وإعلائها، وأيضاً في صياغة المفاهيم الفلسفية وجعلها أرضيّة، قريبة، تحاكي البشرية وتحكيها.
يُعَدُّ خالد جمعة من الكتّاب المنفردين بإدخال القيم الفلسفية العليا إلى ما يكتبون دون الامتثال إلى نموذج الفضائل والخطايا، أو إلى نموذج الوعظ والتنظير. ما يكتبه خالد كونيٌّ، لكنه بعيد عن عولمة القرن الواحد والعشرين، إذ يُؤخَذ نصه بروح إنسانية يتماهى معها القارئ أينما كان، دون أن يفقد أصالته وروحه من منطلق ثقافي متغلغل في نصوص خالد جمعة كما هو متغلغل في روحه.
ثمة أنماط فريدة ومتعددة في قصص هذه المجموعة، على مستوى المفردات، والتراكيب والمفاهيم والموضوعات أو الثيمات المطروحة فيها، وحتى مستوياتها، فهناك نصوص تتخطى الفهم العاديّ عالية بلغتها، مركبة، وعميقةٌ، وهناك نصوص أقرب للقارئ المبتدئ، لغتها أبسط، تطرح فلسفة عميقة بلغة أقل تركيباً وأسهل وصولاً للقارئ المبتدئ، كما لها أبعادٌ أعمق يصلها القارئ المتمرس. وهذه الصبغة هي السائدة في شعر خالد جمعة ونثره، إذ تتراكب طبقات النصوص وتتشابك أبعادها فتُقرأ بأكثر من طريقة ومن أكثر من جهة، فتكون بيئة خصبة للقارئ ليصنع منها حكايته هو.
يصعب الفصل بين الأنواع الأدبية المتعددة التي يكتبها خالد جمعة، إذ لا يكتفي بقراءة المفاهيم وعكسها في شعره، بل يجعل لكل شيء قصة؛ يبني سياق المشهد من حوله وبداخله، فيرسم الصورة بكليتها، ويُخضِع النص إلى ضرورة الحالة الشعرية.
خالد جمعة لاجئ من قرية حتّا، ولد وعاش في مخيم الشابورة في رفح جنوب قطاع غزة، عمل محرراً في مجلة رؤية البحثية ثم انتقل ليصبح مديراً ثم رئيساً لتحريرها، وهو الآن محرر الصفحة الثقافية لوكالة الانباء الفلسطينية وفا.
كان عضواً في اتحاد الكتاب الفلسطينيين بين 1991 و2000، وسكرتيراً لتحرير مجلة عشتار الأدبية حتى 1998، وعضواً مؤسساً في هيئة تحرير مجلة الغربال 1998 وفي فرقة الجنوب للفنون الشعبية عام 1983.
far