الرئيسة/  ثقافة

سماح مصطفى: صدمات العصر والحاجة للعلاجات الموسيقية

نشر بتاريخ: 2018-05-01 الساعة: 12:18

الناصرة-عرب48- انهت المغنية والمعالجة عن طريق الموسيقى، سماح مصطفى، اللقب الأول (بكالوريوس) في موضوع الغناء والتربية الموسيقية بالإضافة للقب ثاني (ماجستير) في موضوع العلاج بالموسيقى وتعمل في عدة أطر تربوية وعلاجية من خلال تنظيم ورشات علاجية لفتيات في سن المراهقة في عدة مراكز بالبلاد، وتعتبر أنه رغم قدم هذا المجال فإن العرب لهم الريادة في استكشافه إلا أنه جديد نسبيا في المجتمع العربي.
استعرضت سماح مصطفى في حديثها لـ"عرب 48" سماح أهمية دور الموسيقى وأثرها النفسي والعضوي على نفس الإنسان حيث قالت: "اخترت هذا المجال لقناعتي وإيماني بأن الموسيقى هي لغة سلام وتواصل بين الناس وأنه بإمكانها كسر حواجز كثيرة، والتعبير عما في دواخلنا لنحصل على توازن ونوع من السلام الداخلي، وهو شرط ضروري للشعور بالأمان".
وحول نشوء هذا العلم والاعتراف به أضافت مصطفى: "قد يكون العرب هم السباقون لاكتشاف أثر الموسيقى ودورها العلاجي وقد يعود ذلك للقرنين الخامس والسادس عشر، وكان لأمثال الفارابي وابن سينا دور كبير بهذا الاستكشاف، ومن المعروف أنه تم الاستعانة بالموسيقى في تلك الأزمنة، داخل مراكز مصحات نفسية وعقلية في مصر وغيرها، وكان يطلق على هذه النوع من المراكز اسم "موريستان"، لكن الاعتراف به تم في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية بعد مبادرة بزيارة بعض الموسيقيين للمصابين في المشافي، والمصابين بالهلع والصدمات بشكل خاص".
ولفتت مصطفى إلى أنه بعد مبادرة بعض الموسيقيين الأوروبيين في زيارة المشافي لزيارة المصابين، استطاعوا " اكتشاف أثر الموسيقى نفسيا وعضويا على الانسان".
وتؤمن مصطفى بأن "الموسيقى هي من مكونات عالم الإنسان والطبيعة لأننا إذا نظرنا لكينونتها فإنها مأخوذة من مكونات الطبيعة وكل شيء من حول عالمنا مركب من انسجام الطبيعة والإنسان، والموسيقى هي ترددات وأصوات تنبع عن عناصر مكونات هذا الكون الجمالية وهذه تم تناولها بدراسات فلسفية قديمة، ونعي صدى الموسيقى لا شعوريًا، فهي موجودة بصرف النظر عن إدراكنا".
وشددت مصطفى على أنه بمجرد "وجودنا ضمن هذا الانسجام الكوني فهذه الترددات وهذه الأصوات تؤثر في مشاعر الإنسان ومكوناته النفسية والسلوكية (...) في كثير من الأحيان تؤثر الموسيقى وتخاطب مستويات كامنة في النفس وتؤثر على النفوس دون أن نعي مكوناتها العلمية، أي أنه قد تصلنا نغمات موسيقية، تؤثر على شعورنا دون أن مسببات هذه الأحاسيس، وهناك عدة مستويات في الوعي والتواصل مع الموسيقى بحيث يكون دورها اختراق هذه المستويات لإحداث تغييرات نفسية ليس بمقدور أي وسيلة اتصال أخرى إحداثها".
وتابعت مصطفى "يعتبر العلاج بالموسيقى، علاج عاطفي، وهو طريقة ووسيلة لمنح الإنسان إمكانية التعبير عن عالمه الداخلي ليستطيع من خلاله التعبير عن كثير من الصراعات الداخلية التي تختلج النفس، علمًا أنه كثيرة هي الصدمات والأحداث التي من شأنها التأثير على حياة كل إنسان، فمنها ما قد يؤثر نفسيا ومعنويا، بحيث تنعكس في سلوكياتنا وتصرفاتنا وعلاقاتنا مع الآخرين، وبالتالي فإن الموسيقى العلاجية تهدف إلى أن تعبر عن هذه المشاعر المكبوتة في أعماق النفس".
وقالت مصطفى إنه في كثير من الحالات "يعبّر المُعالج عما في داخله بالكلام، وفي أحيان أخرى يصعب التعبير عن هذه المشاعر بالكلام، لأنها قد تنتج جرّاء صدمات عالقة في الا وعي الإنسان، ومع ذلك، نحاول عن طريق هذا النوع من العلاج إلى إيصال الشخص إلى مرحلة نوفر له فيها، لإمكانية التعبير عن صدماته، وهي خطوة تعتبر حجر أساس في مساعدته على تجاوز هذه الصدمات".
وأشارت مصطفى إلى أن " عدم مقدرة المُعالج على النطق، أو كونه طفل، لا يعني خلوّه من مشاعر الاحباط والتنكر لحالته، وبالتالي فإننا نستخدم الموسيقى كأداة لاختراق مستويات عميقة جدا بالنفس التي من شأنها أن تُحدث التغيير المرجو".
وحول اهتمام وإدراك المجتمع العربي بهذا التخصص قالت مصطفى: "العلاج عن طريق الموسيقى مرتبط بكل شخص منا، لكوننا نمرّ جميعا بصدمات وخيبات، خصوصًا في هذا العصر، وألمس مؤخرا أن هناك ازدياد في وعي الناس للموضوع من خلال إدراكهم لأهمية العلاج العاطفي، وللأطفال بشكل خاص".
وخلصت مصطفى إلى القول إنه من " الواضح في السنتين الأخيرتين، الانتشار والاهتمام المتزايد بالموضوع في مراكز ومؤسسات محلية رغم قلة المتخصصين في هذا المجال، وهناك إقبال على تعلم الموضوع في الجامعات، لكننا نحتاج إلى لفت النظر بشكل أكبر لهذا المجال، وإلى التشديد على أهميته العلاجية"

 

far
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024