الرئيسة/  مقالات وتحليلات

(BDS) وقيم ناتالي بورتمان اليهودية !

نشر بتاريخ: 2018-04-22 الساعة: 08:16

موفق مطر  ناتالي بورتمان سقطت مثل ثمرة ناضجة بين أيدي أنصار حركة "بي.دي.إس" هكذا تماما وصفت وزيرة الثقافة في حكومة دولة الاحتلال الاسرائيلي ميري ريجيف الممثلة الأميركية ونجمة هوليوود ناتالي بورتمان التي قررت رفض حضور حفل مؤسسة جينسيس في (القدس المحتلة) واستلام جائزة قيمتها حوالي مليوني دولار

الى جانب تعبير المسؤولين في المؤسسة عن " حزنهم العميق وخشيتهم من تسييس الجائزة " إلا أن مسؤولين كبار في دولة الاحتلال  لم يستطيعوا كتم خوفهم من تأثير حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (بي.دي.إس) ، اذ يعتقد هؤلاء بقدرة ونجاح  حركة المقاطعة في عزل دولة الاحتلال (إسرائيل ) اقتصاديا وثقافيا  وأكاديميا ايضا بسبب جرائم جيشها  ومستوطنيها وسياسة حكومتها العنصرية ورفضها الاقرار بحقوق الشعب الفلسطيني بقيام دولته المستقلة ، واكثر ما يخشاه المسؤولون في  هذه الدولة المتمردة على الشرعية الدولية ، والقانون الدولي هو سعي هذه الحركة لنزع الشرعية عنها !!.

يعتبر موقف مخرجة الأفلام والمنتجة والممثلة الأميركية ناتالي المولودة في القدس الغربية عام 1981والتي تحمل الجنسية الاسرائيلية الى جانب جنسيتها الأميركية ، أحدث صورة  لانجازات حركة مقاطعة  اسرائيل( BDS) اذ  تستكمل بذلك قائمة من 26 فنانا عالميا رشحت أسماؤهم لنيل جائزة اوساكار العالمية للسينما رفضوا تلبية دعوات لزيارة ( اسرائيل) برحلات مدفوعة الثمن ، كموقف اخلاقي من سياسة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والتطهير العرقي التي ينتهجها " النظام في اسرائيل " .

لجأت آلة الاعلام والدعاية التي يسيطر عليها اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الى التشهير والاساءة لسمعة اي فنان عالمي يرفض الدعوات الموجهة اليه من جهات رسمية او خاصة لزيارة  ( اسرائيل ) ومثال على ماحصل للفنانة النيوزيلندية لورد "Lorde"  اثر استجابتها  لمناشدات نشطاء حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) وألغت حفلها في تل ابيب ، لكن حملة الاساءة لسمعة  هذه الفنانة العالمية  انتقاما منها بسبب موقفها وتضامنها مع قضية الشعب الفلسطيني  العادلة  ، دفعت اكثر من مئة شخصية عالمية، والى جانبهم نجوم من هوليوود، الى نظم رسالةً دعم ومساندة  نشروها في صحيفة الجارديان الانكليزية .

لايقبل أي فنان يتمتع بالحد الأدنى من  المعرفة والثقافة والحس الانساني العالي ، وايمان بمبادىء السلام بين الشعوب والأمم ، ويُنظَر اليه ( كمثل أعلى ) لدى عشرات الملايين في العالم ، لايقبل على نفسه السقوط في ماكينة دعاية اسرائيلية تشرعن الاحتلال والاستعمار الاستيطاني ، وتنكر حق الشعب الفلسطيني في أرض وطنه فلسطين ، أو استخدام اسمه وشهرته للتغطية على جرائم الحرب  والجرائم ضد الانسانية ، فكيف والأمر مع الفنانة العالمية بورتمان  وهي ترى بأم عينها صور جرائم على خلفية عنصرية يقرها ويامر بتنفيذها  قادة سياسيون وعسكريون في دولة الاحتلال اسرائيل رغم  ضجيج ادعاءاتهم بانهم ضحايا النازية !! ، فذاكرتها الشخصية الانسانية مازالت تستعرض صور جريمة النازيين بقتل جدها وجدتها من ناحية ابيها في معتقل ( اوشفيتز ) الذي انشأه جيش هتلر في بولندا بعد احتلالها ؟!.

يعتقد قادة  المشروع  الاحتلالي  الاستعماري  في دولة الاحتلال اسرائيل بفكرة ان كل يهودي  في العالم معهم ، ومضمون كجندي في خدمة  سياستهم  ، لكن ناتالي بورتمان  التي  رجعت الى موطن أمها الأميركية اليهودية بعد ثلاث سنوات على مولدها في القدس الغربية  وبعد ان عانى اجدادها مرارة التمييز والتهجير من مواطنهم الأصلية  ، من الطبيعي أن يشهد  العالم موقفا نبيلا منها  ، حيث تجسد  المعنى الحقيقي لمكانتها الريادية في عالم الفن والثقافة الذي من شانه  تعميم مبادىء المحبة والسلام  والعدالة والحرية على الأرض وشعوبها.

شكرت منظمة  "صوت اليهود من أجل السلام" ناتالي بورتمان على موقفها  الرافض لتسلم جائزة مؤسسة جينيسيس الاسرائيلية ، التي تمنح جائزتها لأشخاص ترى فيهم " مصدر الهام  للمجتمع اليهودي والقيم اليهودية "  وبرفضها تكون قد وضعت علامة استفهام كبيرة حول " القيم اليهودية " التي حرفتها وزورتها عصبة النظام الحاكم في اسرائيل، مذ عملت على تجيير وتوظيف المجتمع اليهودي  لصالح مشاريع اقل ما يقال فيها أنها ستجلب العار لمجتمعات  اليهود في العالم الذين تظهرهم  الدعاية الاسرائيلية كجيوش موازية في مواقع استراتيجية في العالم ، فيما العالم يرى ويسمع ويقرا عن جرائم جيش  الحرب الاسرائيلي هنا على ارض فلسطين ضد شعب فلسطين  صاحب الأرض والحق التاريخي والطبيعي .

قبل كتابة السطر ألأخير قالت بورتمان : "لقد تم انشاء إسرائيل قبل 70 عاما كملاذ للاجئين من الهولوكوست، ولكن سوء معاملة من يعانون من فظائع اليوم لا يتوافق ببساطة مع قيمي اليهودية " .

بقي للتذكير أن مؤسس "جينيسيس برايز"  هو ميخائيل فريدمان ومعه رجال أعمال أثرياء ، وتتشارك في نشاطاتها مع   مكتب رئيس حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي والوكالة اليهودية لإسرائيل .. وهذا مايفسر قول بورتمان :" " لقد اخترت عدم الحضور لأنني لم أكن أريد أن أبدو وكأنني أؤيد بنيامين نتنياهو ".

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024