رحيل مفاجئ للروائي العراقي سعد محمد رحيم صاحب مقتل بائع الكتب!
نشر بتاريخ: 2018-04-10 الساعة: 09:27رام الله- الايام- بعد أيام على توقيعه مجموعة من مؤلفاته في معرض بغداد الدولي للكتاب، ومنها مجموعته القصصية الجديدة "كونكان"، والتقاطه صوراً برفقة معجبيه ومحبي كتاباته، رحل الروائي والقاص والإعلامي العراقي سعد محمد رحيم، عما يقارب الستين عاماً، إثر سكتة قلبية حادة، في السليمانية، أمس، وهو صاحب رواية "مقتل بائع الكتب"، التي نافست على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) بوصولها إلى القائمة القصيرة للجائزة العام 2017، فيما فاز بجائزة كتارا للرواية العربية للعام 2016 عن فئة الروايات غير المنشورة، بمخطوط روايته "ظلال جسد.. ضفاف الرغبة".
الكاتب العراقي مازن لطيف، نشر عن ساعات رحيم الأخيرة: منذ الرابعة عصراً (الأحد الماضي) إلى وفاته الساعة الثانية بعد منتصف ليل أمس لم أفارقه.. كان يموت بسرعة عجيبة.. كل لحظة يتوقف قلبه، ويعاد له من جديد بفعل الأطباء في المستشفى الذين بذلوا جهداً كبيراً لإنقاذه، لكن الموت سرق سعد.. رافقته ومعي صديقي حسين مايع ومحمد وليد ولم نتركه إلا بعد أن سلمناه إلى الطب العدلي، وأضاف: حزين على فراقك الأبدي.. وداعاً سعد محمد رحيم... أنظر لك الآن وأنت مبتسم مودعاً الدنيا.
الروائي العراقي زهير الجزائري، قال لـ"الأيام": معرفتي به بدأت في بغداد عندما عمل معنا في القسم الثقافي بجريدة المدى.. كان ناقداً ثقافياً وقاصاً يتمتع بهدوء عجيب، وعمق في التفكير.. في روايته "موت بائع الكتب"، وتجري أحداثها في الفترة التي أعقبت الاحتلال، استخدم تقنيات الاستقصاء في الصحافة للبحث بحياة مثقف بوهيمي غريب الأطوار جاب عواصم أوروبية عديدة ثم عاد إلى مدينته بعد سلسلة خيبات، ليستقر في قبو لبيع الكتب.
أما الروائية العراقية انعام كجة جي، فقالت بدورها لـ"الأيام":للأسف لم أتعرف على الراحل شخصياً.. المسافات باعدت بيننا، لكنني كنت في غاية الفرح وأنا أتابع ما يكتب وما يلقى من تقدير.
وأضافت: صلني الخبر الحزين هذا الصباح وأنا في العاصمة الأردنية عمّان. أكره الفيسبوك حين يتحول إلى "غراب البين". دمعت عيناي وأنا أطالع سماحة وجهه والكلمات التي نشرها الأصدقاء في وصف طيبته. ذهبت إلى مكتبة الأزبكية واشتريت نسخة ثانية من روايته مقتل بائع الكتب. سأهديها إلى صديق. لم أجد طريقة غيرها لأبعث له تلويحة وداع. قال لي حسين ياسين، صاحب المكتبة، إنها رواية جميلة. هززت رأسي مؤيدة على كلامه. قلت له بصوت خافت: هل تعرف إن سعد محمد رحيم فارقنا هذه الليلة؟ ووجمنا ولم نزد. خشعنا في حضرة الغياب. اليوم وبعد تكاثر الموت العراقي، بات كل واحد فينا يتساءل: متى دوري؟
ووصف الروائي المصري ناصر عراق، رحيم بـ"الموهوب جداً"، قائلاً: التقيته في بغداد عندما شرفت بزيارتها للمرة الأولى في كانون الأول 2002، لكني كنت أعرفه قبل ذلك بثلاثة أعوام عندما تواصلت معه عن طريق الكاتب والصحافي العراقي يحيى البطاط، حيث كنت أنتظر مقالات سعد وقصصه بشغف لأشرف على نشرها في مجلة الصدى الإماراتية، التي كنت أتولى رئاسة القسم الثقافي بها، آنذاك.. بدت لي كتابات سعد وقصصه ذات مذاق مختلف يتكئ على معرفة عميق بالفلسفة والتاريخ وفنون السرد وألاعيبه الساحرة. وحين التقيته في بغداد اكتشفت كم هو رجل أنيق الروح، رقيق القلب، دمث الخلق، عاشق أصيل لنجيب محفوظ، وقد فاجأني بأنه يعرف شوارع القاهرة وحواريها وأزقتها معرفة كاملة من خلال قراءته لمحفوظ، رغم أنه لم يزر القاهرة قط.
الروائية والمترجمة العراقية لطيفة الدليمي، وتقيم في الأردن، نعته كاتبة: وداعاً أبا سرمد .. وداعاً أيها العزيز، الروائي الصديق، النبيل، سعد محمد رحيم.. لتنعم روحك بالسلام الأبدي بعد أن أرهقت قلبك وروحك المرهفة تصاريف الحياة، وداعاً أيها الإنسان النقي الطيب عالي التهذيب عميق الفكر.. بفقدك فقدنا روائياً مهماً، وإنساناً سامي الإنسانية.
الكاتب العراقي أحمد خلف نعاه بالقول: "بعد رحيلك الفاجع، أصبح الحديث عن الخسارات أمراً لا مفر منه.. سيظل غيابك عنا موضوع أحاديثنا لسنين طوال، فقد حفرت علامة بارزة على وجه الأرض.. والله مأساتنا بغيابك الصادم لن تزول، وستظل ناقوس خطر بين أعطافنا".
واختصر الروائي السوداني أمير تاج السر نعيه لصاحب "مقتل بائع الكتب"، بالقول: حزين جداً للوفاة الفجائية للأخ العزيز سعد محمد رحيم، الروائي الكبير، صاحب التجربة المهمة.
ورحيم من مواليد محافظة ديالى العام 1957، وعمل في التدريس والصحافة، وصدرت له ست مجموعات قصصية وعدة كتب فكرية ونقدية، كما أصدر ثلاث روايات: هي رواية "غسق الكراكي" التي فازت بجائزة الإبداع الروائي العراقي سنة 2000، ورواية "ترنيمة امرأة، شفق البحر"، ورواية "مقتل بائع الكتب".
amm