الرئيسة/  مقالات وتحليلات

احذروا اغتيال مسيرة العودة .. ونغمة (الجيش المهزوم)

نشر بتاريخ: 2018-04-08 الساعة: 08:31

موفق مطر دماء شباب فلسطين ليست أثقالا يضعها هذا او ذاك في كفة ميزان فصيله او تنظيمه اتزدهر تجارته في سوق السياسية، أما أرض فلسطين كحق تاريخي وطبيعي للشعب الفلسطيني ، والعودة كحق مقدس فلا يخضعان لقانون العرض والطلب، ويستحيل تصورهما باي حال من الأحوال كأسهم استثمارية في بورصة القوى الاقليمية .

منذ يوم الجمعة في الثلاثين من آذار الماضي  ومع انطلاق مسيرة يوم الأرض والعودة بدأ مسؤولون قياديون في حماس وفي فصائل اخرى في تكريس طاقاتهم الدعائية والكلامية لتوظيف الهدف والبعد الوطني من الحراك الشعبي بمناسبة يوم الأرض ومسيرة العودة في خدمة اجندات حزبية وجهوية، ودفعها الى منزلقات خطيرة ، أشدها فظاعة ـ تقزيم هذا الحراك الوطني الموجه أصلا ضد الاحتلال الاستيطاني العنصري الاسرائيلي عبر تحويله الى مايشبه حراكا مطلبيا ليس ذا صلة بالعودة اطلاقا ، كقول يحيى السنوار قائد حماس في غزة في خطابه اول امس : " غزة لن تجوع " !!!.

بالتوازي مع هذا المنطق اللامسؤول، يفاجئنا مسؤل في فصيل وطني بما يمكن اعتباره ليس تلاعبا في وعي الجمهور الفلسطيني وحسب، بل تزييفا للحقائق والوقائع على الأرض، واستهتاراً بدماء وأرواح شباب فلسطين الثلاثين الذين ارتقت ارواحهم حتى الساعة في ظرف ثمانية ايام، ومعهم الفي مصاب تقريبا، منهم مئات الجرحى أفقدهم جنود الاحتلال اطرافهم برصاص متفجر، فالرجل قد ابدى اعجابه بكثافة  وحجم سحب السخام وهو( دخان اطارات الكاوتشوك المحروق ) واعتبره :" نصرا " وهزيمة جيش الاحتلال"  !! فيما العالم قد شاهد على الهواء مباشرة جريمة الحرب الاسرائيلية، وجرائم جنود وضباط جيش الاحتلال ضد الانسانية، حيث استطاع جنود هذا ( الجيش المهزوم ) !!! حسب تعبير ( القيادي ) التقدمي جدا قتل عشرة مواطنين فلسطينيين بينهم طفل وصحفي، دون صدور نصف خبر عن واحد من الجنود المجرمين الى المستشفى، ولو بسبب تنشق السخام !!.

مايحدث خطير جدا جدا ، فاصحاب التصريحات المعدة سلفا ، والموجهة عن سابق تصميم وترص، يتقصدون اغفال العمل الوطني والمقاومة الشعبية في الوطن كحالة وطنية، ويلجأون الى ربطها باطار جغرافي واحد (غزة)  لتسهيل جمع الغنائم السياسية، وتوظيف دماء الشهداء وآلام الجرحى لخدمة مشروع حماس الانقلابي الانفصالي، ولعل تصريحات القيادي في حماس صلاح البردويل خير تعبير عما نراه ونلمسه فعلا، عندما ربط الأحداث الوطنية في قطاع غزة برفض جماعته ( حماس) لمبدأ تمكين حكومة الوفاق الوطني من كامل مهامها في القطاع ، وحاول اقناع نفسه وجماعته والمراهنين عليها اقليميا بأن السخام الذي شاهدناه  في فضاء ميادين الأحداث في قطاع غزة  قد  :" قبر صفقة ترامب  المسماة صفقة القرن  إلى الأبد " محاولا بهذا الاستغلال الوضيع حرف الحقيقة التي يعرفها الشعب الفلسطيني ويدركها العرب والعجم ايضا أن مواقف رئيس الشعب الفلسطيني  وقائد حركة تحرره  الوطنية محمود عباس ابو مازن، وتمسكه بالحقوق  الثابتة للشعب ، وارتكازه على ارادة الشعب الحرة، وايمانه بقدرة الشعب على الصبر والصمود وابداع اشكال النضال المشروعة ، كانت الصفعة والرد السريع الحاسم على صفقة  ترامب، فالقيادة الوطنية تعي مصلحة ومصالح الشعب وتبادر الى  صد المؤامرة ، باجراءات  وقرارات في المحافل والمنظمات الدولية، جعلت من صفقة القرن لاتساوي  قيمة الحبر في قلم صاحبها !. أما نشر الفقاعات الكلامية في كل اتجاه فانه ليس في منهج القيادة الوطنية المخلصة ألأمينة على ارواح ودماء المواطنين.

يعلم البردويل  وكل من يحاول تجريد مسيرة العودة من بعدها الوطني ، والباسها ثوبا جهويا  فئويا مهترئا أن استجابة الجماهير ما كانت لتكون بهذا الحجم في كل مكان من الوطن لولا قناعة الشباب واطمئنانهم لسياسة  الرئيس محمود عباس، الذي استطاع تجسيد الموقف الشعبي الفلسطيني بصيغة دبلوماسية سياسية وحكمة غير مسبوقة، ويجب ان يعلم بقدرة الجماهير على فرز قادتها الوطنيين الذين يحققون المكاسب للشعب باقصى درجات الحرص على سلامة المواطنين ، وبين متاجرين يستغلون القضايا الوطنية النبيلة، ويتدافعون لاستثمار دماء الشهداء والضحايا الأبرياء  في مشاريعهم الانفصالية . فمن يستثني تضحيات ملايين الفلسطينيين من اجل تجسيد حق العودة ،  يضر بالسجل الوطني التاريخي العريق للفلسطينيين في غزة، ويسعى لحشر الشعب الفلسطيني في قالب جماعة حماس ، رغم فشل دول استعمارية كبرى ، وقوى  المشروع الصهيوني الاحتلالي  الاستعماري في اخضاعه أو تقزيم شخصيته الوطنية ، واكثر ما نخشاه ان يتم اغتيال مسيرة العودة، او تحويلها الى مجرد نزيف دم في الجسد  الوطني الفلسطيني  وزيادة في منسوب المآسي والمعاناة، فيما يصيغ  قادة حماس وغيرهم من المتفوهين  عبارات لانتصارات الهية وربانية جديدة !!.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024