الرئيسة/  مقالات وتحليلات

هل تراهم يدخلون ويخرجون من شوارع فضائية ؟!!!

نشر بتاريخ: 2018-04-05 الساعة: 09:20

 موفق مطر لا مبرر لأي مسؤول يرأس  مؤسسة رسمية عامة أن يتنافى المظهر المدني الحضاري مع واقعها، فنحن كمواطنين قد نطمئن الى مضمون ومنهج العمل السائد في هذه المؤسسة او تلك من أول نظرة .

صحيح اننا نفتخر كثبرا بحال ووافع مؤسسات حكومية وخاصة في بلادنا ونقول بكل ثقة ان بعضها من حيث التنظيم  والشكل  ووسائا وسبل العمل  تضاهي مثيلاتها في دول عربية وربما اجنبية مستقلية من عقود ، لكن ذلك لايمنعنا من النظر الى صورة لمؤسساتنا تتناسب ومفاهيمنا ورؤيتنا الحضارية للحياة عموما والدولة ومؤسساتها خصوصا .

سنحتفظ في هذا المقال باسم المؤسسة التي دفعنا حالها المتناقض في المظهر تماما مع طبيعة مهمتها وخدماتها للجمهور ، ذلك لأهمية صلتها المباشرة بمبادىء وقيم العلاقات الانسانية وشرعيتها ، وكذلك باعتبارها مكان الغرس الذي لابد منه للبدء بتكوين الحياة الزوجية، وقد لايعنينا الاشارة الى المدينة ، بقدر ما يعنينا وصول حرصنا الذي نبديه على مركب المحبة والوفاء للوطن والشهداء والأحياء الى طاولة المسؤولين المعنيين ، فنحن قد نكون عيونهم التي تراقب مالم يستطيعوا مراقبته او الاطلاع عليه ، رغم قناعتنا ان الاطلاع المباشر والدوري والمفاجىء  من اولويات مسؤولياتهم، لضمان حسن سير العمل وحسن رتابة ونظافة اروقة ومكاتب المؤسسة ومستوى مظهرها الحضاري  اللائق بالشعب الفلسطيني.

نحن نصدر كفاءات وقدرات بشرية مبدعة ، مايعني وجود ما يكفي منها في مؤسساتنا ، كفيلة باستنهاضها  والارتقاء بها ن وحتى التنافس من حيث الأداء وجودة البيئة، والشكل المنسجم مع التقدم العلمي والمعرفي والفني والذوق العام للفلسطيني وجمالية رؤيته للمكان، وعليه فاننا نعول على مؤسساتنا توفير  الكادر القادر على  اخراج صورة نموذجية لمؤسساتنا الرسمية  الحكومية طالما اننا نتحدث في هذا السياق كدافعي ضرائب .

في مقالات سابقة تحدثنا عن ضرورة تنيظم وتجميل مداخل المدن  والبلدات ، ومازلنا نعتقد بتقصير البلديات  في هذا المجال اذ لايعقل ان تفاجئك كزائر لأول مرة او للمرة المئة لمدينة كبيرة عريقة بتاريخها  ومكانتها الحضارية بمشهد مدخلها المنتسب الى عالم الفوضى او اكوام القمة او العشوائية كسمة لواجهات محلاتها المطلة مباشرة على الشارع الرئيس، والمستغرب اكثر التراكمات على الحال السلبي هذا ، وكأن محافظ تلك المدينة الكبرى ، او رئيس بلديتها يدخلون ويخرجون من شوارع فضائية !!!

اما بالنسبة للمؤسسات ومبانيها ومظهرها العام موضوع مقالتنا ، فاننا لانجد مبررا لمسؤول لايجول على اركان المؤسسة الموضوعة كأمانة من حكومة الشعب في رقبته، ومعه عدد وفير من المدراء العامين يمكنهم الاطلاع على احوال وواقع مظهر المؤسسة  وتوجيه من يلزم وضبط الامور بقرارات وتعاميم صارمة للحفاظ على هيبة المؤسسة كوجه معبر عن الانضباط بالعمل واوقاته ومنهج خدمة المواطن.

هدفنا تحديث مؤسساتنا بالكادر البشري  المهني والمتعلم  والمبدع ، وتزويدها بالوسائل التقنية اللازمة ، واظهار الانسجام مابين المضمون والشكل ، حتى لايقال فينا المثل :" من برا رخام ومن جوا سخام " كما لانقبل مظهرا خارجيا لمؤسساتنا لاينسجم مع عظيم حبنا لوطننا الكامن في قلوبنا ، ففكرة الدولة والمؤسسة  مثلا بامكاننا جعلها نبيلة بمضامينها  وجميلة  بشكلها .

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024