بسيسو يضع وفداً برلمانياً ألمانياً في صورة واقع وتحديات وآفاق المشهد الثقافي الفلسطيني
نشر بتاريخ: 2018-03-27 الساعة: 12:59رام الله- اعلام فتح- وضع وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، وفداً من البرلمانيين الألمان، خلال استقباله إياهم، في مقر وزارة الثقافة بمدينة البيرة، في صورة واقع وتحديات وآفاق عمل الوزارة خاصة، والمشهد الثقافي الفلسطيني عامة.
وشدد بسيسو على أن العائق الأساسي أمام إحداث أية تنمية على صعيد الثقافة في فلسطين يكمن في سياسات الاحتلال من استيطان، وجدار فصل عنصري، وحواجز، ما يطال الحق في حرية الحركة أمام المواطن الفلسطيني عامة، والمبدع الفلسطيني على وجه الخصوص، لافتاً إلى أن هذه المعاناة تتعمق إذا ما كان الحديث عن المبدعين من كتاب وفنانين ومثقفين في قطاع غزة.
وقال بسيسو: هذه الإجراءات التعسفية من قبل الاحتلال تشكل عائقاً ليس فقط أمام تحقيقنا لخططنا الاستراتيجية قصيرة الأمد أو متوسطة وطويلة الأمد فحسب، بل تعيق تنظيمنا كما مؤسسات المجتمع المدني العاملة في الثقافة والفنون، لفعاليات ثقافية وفنية، عبر سياسات استصدار التصاريح التعسفية، خاصة لمن يدعون للمشاركة في الفعاليات الثقافية والفنية الفلسطينية من المبدعين العرب، وهذا ما حدث خلال تنظيم الوزارة لمعرض فلسطين الدولي للكتاب قبل عامين، وملتقى فلسطين الأول للرواية العربية العام الماضي، كما أن سياسات الاحتلال في هذا المجال تحول دون تمثيل المبدعين لفلسطين في مهرجانات وفعاليات ثقافية وفنية في الخارج، لاسيما ما إذا كانوا من قطاع غزة.
وتحدث وزير الثقافة بإسهاب عن مأساوية المشهد الثقافي الفلسطيني في القدس كما هو في غزة، فلا يسمح لوزارة الثقافة بالعمل في القدس كما غيرها من الوزارات الفلسطينية، متحدثاً عن منع سلطات الاحتلال لقاء له بمثقفي القدس وممثلي الفعاليات والمؤسسات الثقافية فيها عقب تسلمه حقيبة وزارة الثقافة، بل وإغلاق المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي)، الموقع المفترض لاستضافة اللقاء، واعتقال مديره لساعات والتحقيق معه.
وفي ذات الإطار أشار بسيسو إلى الصعوبات التي تواجه الوزارة ومجمل الفاعلين الثقافيين في تنظيم فعاليات بالمناطق المتضررة من جدار الفصل العنصري، حيث أن الدخول إلى العديد من هذه المناطق والخروج منها محكوم بساعات محددة عبر بوابات بعينها، ووفق سياسة التصاريح التي لا تخلو من مزاجية كما هو الحال على الحواجز العسكرية، وفي آلية استصدار التصاريح لزوار فلسطين من المبدعين العرب، لافتاً إلى أن ما ينطبق على المناطق المتضررة من الجدار ينطبق على المناطق المصنفة "ج"، والتي تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.
وأكد بسيسو إلى أنه لا يمكن تحت أية ظروف الاستسلام لهذا الواقع الصعب، وأن العمل متواصل بكل جهد ممكن، ولذلك فإن وزارة الثقافة نظمت وتنظم وتدعم العديد من الفعاليات الثقافية والفنية البارزة، فهي تنظم معرض فلسطين الدولي للكتاب كل عامين، ونظمت ملتقى عربياً للرواية، واسبوعاً للترجمة، وعشرات الفعاليات السنوية في إطار مشروع إحياء ذكرى ميلاد مئويات رواد الثقافة والتنوير، وفي إطار فعاليات يوم الثقافة الوطنية التي تتواصل ما بين 13 آذار (ذكرى ميلاد الشاعر الكبير محمود درويش)، والثلاثين من الشهر نفسه (ذكرى يوم الأرض)، وتدعم عشرات المهرجانات والمشاريع الثقافية والفنية، علاوة على إصدار مجموعة متميزة من الكتب سنوياً.
وشدد الوزير على الدور المحوري للثقافة على أكثر من صعيد، فهي الوسيلة الأمثل لمد جسور التواصل ما بين فلسطين وعمقها العربي والدولي، وهو ما تسعى سلطات الاحتلال بسياساتها إلى عرقلته، وهي وسيلة أساسية في تعزيز صمود الفلسطيني على أرضه، كما أنها وسيلة أساسية من وسائل المقاومة السلمية ضد الاحتلال وسياساته، ونحو تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية.
كما شدد بسيسو على الدور المحوري للمكتبة الوطنية الفلسطينية في صون وحفظ الذاكرة الوطنية للشعب الفلسطيني، وتراثه الغني، وفي تعزيز نضالاته من أجل استرداد ما سلب من هذا الإرث والموروث خلال نكبة العام 1948 واحتلال العام 1967، والذي في مجمله مخزن في المكتبة الوطنية الإسرائيلية، وعلى أهمية هذه المكتبة كنقطة ارتكاز للتخطيط الثقافي الفلسطيني في السنوات المقبلة.
بدوره شدد الوفد الألماني على أهمية الثقافة في حفظ ذاكرة الشعوب باعتبارها جسراً للتواصل بين الشعوب، وعلى أهمية ما تقوم به وزارة الثقافة الفلسطينية بالتعاون والشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة في الحقل الثقافي من تنشيط لهذا الحفل، وعلى إيمانهم بالسلام، وبالحق الفلسطيني، وفق حل الدولتين.
وشارك في اللقاء عن وزارة الثقافة كل من: وليد بدوي مدير عام العلاقات الدولية، وصالح نزال مستشار الوزير، ووائل مناصرة مدير عام ديوان الوزير، ويوسف الشايب الخبير الإعلامي في الوزارة، وراية حمدان موظف الإعلام في الوزارة