"أيام خارج الزمن" كتاب جديد للمتوكل طه
نشر بتاريخ: 2017-08-22 الساعة: 12:09رام الله- وفا- صدر للكاتب المتوكل طه، كتاب جديد بعنوان "أيام خارج الزمن – نصف قرن من الدم والحِبْر"، عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمّان.
ويشتمل الكتاب على سيرة الكاتب من خلال مسيرة شعبه الفلسطيني على مدار نصف قرن، أضاءت الكثير من الأحداث الكبرى، بالوطن، والنزوح العام 1967، مروراً بطفولة الفلسطيني التي هجّرها الاحتلال، وأيام الدراسة، فالجامعة، وما شهدته حقبة سبعينيات القرن الماضي من صعود وطني أرهص للانتفاضة الأولى (1987م)، بكل تفاصيلها العبقرية الجسورة، وصولاً إلى منمنماتٍ يومية، عكست مقطعاً عميقاً للحياة في مدينة القدس، وانتهاءً بتصوير حقبة العذاب الممضّ الذي عاشه الفلسطيني في المعتقلات وأيام الاجتياح والانقلاب على كل ما تمّ الاتفاق عليه، واستباحة المبادئ والمواثيق.
ويختتم الكتاب بشهادة عملت على تبيان الأرضية الراسخة التي نهضت عليها الثقافة الفلسطينية وحركة الأدب الفلسطيني داخل الوطن، مشفوعاً برؤية تحاول استشراف المستقبل.
وكشف الكاتب في هذا الكتاب أسراراً وخفايا تقال لأول مرة، مثلما قدم تفسيرات وتوضيحات جلت العديد من الأسباب الكامنة وراء ما جرى في فلسطين، وولج إلى أخصّ الخصوصيات في غير مرحلة من السنوات الخمسين التي غطّاها الكتاب.
واعتمد الكتاب على قاعدة أن السِيرة الحقة هي غير المُنقاة أو المُغربلة أو المُنتقاة، بل تلك التي تفرد بساطها وتضع كل بضاعتها، ليرى المتلقي المشهد من أوّله إلى آخره، وليتمكن من تفكيك الأسباب والمرجعيات والدوافع، التي كانت وراء كل فعل، مهما بلغت غرابته وحدّته، والصدمة التي يحدثها، خصوصاً أن لدى كل واحدٍ منا من الأسرار ما لا يُعدّ، وما لا يُمكن قوله، ما جعل هذا الكتاب وثيقة تعكس الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والفكري، في فلسطين من 1967 إلى 2017.
كما عمل على تأصيل روايتنا، التي موائدنا. شخصيةً ذاتيةً، فإنّها تظلّ سيرةً عامةً؛ لصعوبة فصم الخاص عن العام، وتداخلهما في وضعنا المعيش، وحتى لا تظل ذاكرتنا عُرضة للفناء والعذرية والعدم، ولأن المعاناة بصمت تعمّقها، وعلى العالم أن يعرف، كما قال المؤلّف.
ولم يتقيّد الكاتب بنمطٍ كتابيّ جاهز، ولم ينتهج مسرباً متوقّعاً، بقدر ما كتب ما ورد على خاطره، دون التزامٍ مبرمج بالتتابع الزمني، أو بتسلسل الأحداث، لأنه كما أشار: "لا أؤمن بشكلٍ أدبيّ نهائي ينبغي اعتماده عند كتابة السيرة، فلكلّ سيرةٍ نكهتها وحمولتها وطرائقها في القول. وأعتقد أن السيرة تحتمل شيئاً من الفنتازيا والخيال، مثلما يصحّ كتابتها بأسلوبٍ أقرب إلى الشّعر أحياناً، وأن تستعين بكل الأشكال الأدبية، من مقالٍ وقصةٍ وسردٍ وحوارٍ وسيناريو وتشكيل، وتعجنها بعضها في بعض، وتقدّم مُنتجك الخاص".
doh