اغتيال الأمل
نشر بتاريخ: 2018-03-14 الساعة: 10:18رام الله-اعلام فتح- جاء التفجير الذي استهدف موكب رئيس حكومة الوفاق أمس في غزة الأخ رامي الحمد لله ورئيس جهاز المخابرات العامة الأخ ماجد فرج، ليكشف الموقف والتوجه الحقيقي لأوساط في حماس، التي تضع العقبات دوماً في طريق الوحدة والمصالحة، وتخطط لاغتيال الأمل الذي يسعى بتأثيره ودوافعه، المخلصون والصادقون، المتمسكون بمصلحة الوطن والشعب، من أجل إنهاء الانقسام وإزالة الأسباب التي أدت إليه، وطي صفحة الاختلافات الفلسطينية المفتعلة التي عمدت إلى اختلاقها تلك الأوساط في حماس، طموحاً قاتلاً منها، للوصول إلى سلطة تنفرد بها وحدها، دون مشاركة أحد، مهما تكن توجهاته وتطلعاته .
جاء هذا التفجير المجرم، ليظهر أن من يقفون خلفه، ومن خططوا لتنفيذه، إنما أرادوا وضع حد للجهود المثابرة التي تتواصل ليلاً نهاراً، لإزالة هذا العار الذي شوه صورة شعبنا أمام الأصدقاء ، ومنح أوراق قوة، وذرائع وحجج للأعداء، جاء ليبين أن المجرمون إنما يريدوا التساوق مع مخطط إقامة دولة في غزة، مضافاً إليها جزء من سيناء، ويودون أن يبعدوا عن الدرب كل ما يمكن أن يفسد عليهم ذلك .
الحكومة التي لم تكف عن محاولة لعب دورها في غزة، والقيام بمهماتها الروتينية، والتي تؤمن مئة مليون دولار لغزة كل شهر، دون أن تكون لها حرية جباية أية رسوم أو ضرائب، أو حرية العمل الإداري، أو حرية التخطيط، تجد اليوم من يستهدف رئيسها بتفجير، يهدف إلى نسف كل الجهود ووضع حد لكل المحاولات .
لم يكن ما جرى مستهجناً، فالعقلية التي تحكم بعض الأوساط في حماس، هي عقلية إرهاب وعصابات لا تفهم وترى غير مصالحها الخاصة، ولا يضيرها أن تقايض هذه المصالح بالوطن، أرضه، وشعبه، وقدسه، ومقدساته، وحقوق لاجئيه .
قيادات حماس التي دعت قبل أسابيع إلى منع الوزراء وأعضاء الحكومة من زيارة غزة ودعت إلى اعتقالهم، ووضعهم في سجون سلطة انقلابها، هم من يتحملون المسؤولية عن هذا الفعل المجرم، وهم من يتساوقون مع الطرح الإسرائيلي الأمريكي، بإقامة كيان في غزة، بديلاً لحل الدولتين، واستعاضة عن القدس وعن قضية شعبنا اللاجئ الذي انطلقت الثورة أساسا من أجل عودته إلى أرض وطنه .
رغم ذلك، فإننا ومن منطلق مسؤوليتنا الوطنية، بدافع حرصنا الشديد على مصلحة شعبنا وحقوقه وثوابته ووحدته فإننا نتوجه لمن ما زال لديه تمسك بحقوق شعبه داخل حماس، بأن يكشفوا الأوساط المعادية للشعب والوطن، داخل تنظيمهم وإن يقفوا ضد المجرمين العابثين، والساعين لقتل الأمل والحلم، الذين يريدوا أن يكرسوا مأساة شعبنا، بل ويوقعونه في مأساة جديدة، تسلبه حقوقه، وتمنع تواصله ووحدته، وتعطي الفرصة والهامش للأعداء كي ينفذوا مؤامرتهم ومخططهم، الذي رسمه قبل ستة عشر عاماً المدعو ايغورا ايلاند، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، والذي تود الإدارة الأمريكية أن تنفذ ما جاء فيه من أفكار اليوم، ليتسنى لها تصفية قضية شعبنا والتخلص من حقوقه واستحقاقاته .
وثـورة حتـى النصـر
مفوضيـة التعبئـة والتنظيـم
far