إسرائيل لا تريد السلام فهي ليست بحاجته
نشر بتاريخ: 2018-01-30 الساعة: 12:41منذ توقيعها إعلان المبادىْ في حديقة البيت الأبيض عام 1993م، وإسرائيل تماطل في تنفيذ الإتفاق والإيفاء بالتزاماتها المحددة في بنوده، وفي كل المواقف وأمام كل مبادرة تأتي من طرف وأخر، نجدها تسارع للبحث عن أية ذريعة تعفيها من التقدم خطوة الى الأمام في طريق السلام.
وهي لم تمتنع فقط عن تنفيذ الإتفاقات والإستحقاقات، بل ظلت تعمد كل يوم ولحظة على مواصلة سياسة احتلالها، بمصادرة المزيد من الأرض، وإقامة المزيد من المستعمرات، وهدم المنازل وقمع واعتقال المواطنين وبناء جدران العزل والنهب والضم، وتكريس حواجز القتل والقهر والإذلال لتقسيم المناطق الفلسطينية، وعزلها عن بعضها البعض، ومحاولة فرض وقائع جديدة، خاصة في مدينة القدس التي تتعرض للتهويد ليل نهار، وتتعرض لمؤامرة كبرى على يد الإدارة الأمريكية، هذه المرة، التي تظن أن بإمكانها تقديمها هدية خاصة لربيبتها إسرائيل.
إسرائيل تفعل كل ذلك وتقدم عليه دون حساب، لأنها فعلا ليست بحاجة الى السلام، ولم تكن تريده في يوم سابق ولا تريده الآن، لأنها تواصل احتلالا غير مكلف، وتتمتع بأمن غير مهدد ولا تتعرض بنتيجة ذلك للخسائر، وهي لا تريده كذلك لأن السلام الحقيقي، العادل الدائم، الذي ينهي الصراع، لا يترك مجالا بعد ذلك لدعايتها الصهيونية وإدعاءاتها، فالتوتر والحروب والنزاع، هي البيئة المواتية لنماء الفكرة الصهيونية والإبقاء على تماسك المجتمع الإسرائيلي والحيلولة دون بروز أسباب التنازع فيه، بين شرقي وغربي، و رأسمالي و فقير و علماني و متدين أو بين بعض التيارات الدينية نفسها، فناطوري كارتا مثلا، تعلن أن وجود أسرائيل مخالف لتعاليم الديانة اليهودية، ولا يحق لليهود أن تكون لهم دولة قي فلسطين أو في غير فلسطين.
الفكرة المخادعة الصهيونية، قالت إن اليهود مضطهدون في ارجاء العالم، وهناك "أرض بلا شعب" يمكن أن يذهبوا ليجدوا الأمن فيها، وواصلت تلك الفكرة بعد أن قامت دولتها بقوة الحديد و النار والمجازر التي ارتكبتها ضد أبناء شعبنا في دير ياسين و الدوايمة و كفرقاسم، وفي مسجد اللد الكبير و في غيرها من المدن و القرى التي ازالت حوالي خمسمائة منها لتمحى الأثر عام 1948، واصلتها بالإدعاء أنها حمل محاط بالوحوش، بحاجة الى دعم وحماية العالم الغربي، وإسناد اليهود المنتشرين في قطاع العالم، فماذا ستقول إذا عم السلام وانتهى الصراع؟؟؟ وماذا ستقول إن قامت إلى جانبها دولة فلسطين؟ ولم تستكمل هي مشروعها بالسيطرة على كامل فلسطين، تمهيدا لمد دولتها كما يحدد علمها حتى الآن بين الفرات والنيل، أية أفكار ودعاية ستبقى في يدها لجمع يهود العالم من خلفها، وللإبقاء على صورة المستهدف أمام من يحيطونه، وعلى صورة شمشون الذي يحاول أن يحقق إنجازات اليهود.
ثورة حتى النصر
مفوضية التعبئة والتنظيم.