متحف عرفات يفتتح معرضه الفني الثالث بعنوان "ملصق"
نشر بتاريخ: 2018-01-21 الساعة: 17:13
رام الله- اعلام فتح- افتتح متحف ياسر عرفات بمدينة رام الله، اليوم الأحد، المعرض الثالث له تحت عنوان "ملصق"، بقاعة المعارض في المتحف، وسيستمر المعرض حتى منتصف شهر يونيو المقبل، وتنظيم المعرض يأتي استمراراً للنهج التثقيفي الذي اعتمده المتحف والذي يتماشى مع فكرة المتحف باعتباره حاضنة الذاكرة الوطنية الفلسطينية المعاصرة.
ومعرض "ملصق" عبارة عن مجموعة ملصقات قام بإهدائها الفنان الجزائري رشدي قريشي لمتحف ياسر عرفات والمعروف بعطائه الدائم، وهي ملصقات ذات قيمة تاريخية وفنية كبيرة تحاكي في مضمونها مجموعة من المواضيع المهمة في حياة الشعب الفلسطيني ومراحله النضالية بداية بالقضية الأسمى وهي الشهداء مروراً بدعم قضيتنا الفلسطينية وطرق التضامن مع الشعب الفلسطيني والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وتنبع أهمية معرض "ملصق" من كونه يضم جملة من الأعمال الفنية لعدد من الفنانين المبدعين العالمين والعرب والفلسطينيين مثل إسماعيل شموط وحاتم مكي وغيرهم.
ويسلط المعرض الضوء على مرحلة مهمة من مراحل النضال الفلسطيني خلال حقبة السبعينات والثمانينات بطريقة جديدة مميزة تتناسب مع طبيعة الملصق شكلاً ومضموناً، بالإضافة إلى طريقة وتداعيات استخدام الملصق في الحقبة الماضية وواقعنا الحاضر.
وقال مدير متحف ياسر عرفات محمد حلايقة، إن تنظيم المعرض يندرج في إطار نشاطات المتحف الذي يعتبر منبراً ثقافيا يسعى لإحياء الذاكرة الوطنية الفلسطينية ومسيرة القائد "أبو عمار".
وأشار حلايقة إلى أن معرض "مصلق" يعتبر المعرض الثالث الذي ينظمة المتحف، موضحًا أن المعارض التي ينظمها المتحف تتنوع ما بين المعارض الدائمة، وتلك المعارض المؤقتة التي أصبحت تقاليد فنية في مسيرة المعرض.
واعتبر حلايقة "ملصق" أحد أهم أشكال التعبير السياسي والتخاطب مع الجماهير وتوثيق أحداث القضية الفلسطينية فترة السبيعنات والثمانينات القرن الماضي، مؤكدًا أنه يلعب دورا كبيرا في التعبير عن القضية الفلسطينية عبر استعراض واستحضار أشكال النضال الفلسطينية المتعدد والمتنوعة خلال الحقبات الزمنية المتفاوتة.
كما وأشار إلى أن المعرض يعكس في مضمونه فكر الوحدة الوطنية لكونه تضمن ملصقات صدرت عن الاعلام الفلسطيني الموحد في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
وقال حلايقة، بأن طبيعة الملصق فرضت الكيفية والطريقة الأنسب والأنجح التي سيتم عرضها فيها، بالإضافة إلى الأخذ بعين الإعتبار الجوانب الفنية والجمالية التي نفذ على أساسها معرض ملصقات والذي يحمل في طياته مضامين ومواضيع متعددة.
واختتم حلايقة قوله بالتأكيد على أن المتحف يسعى إلى تنظيم معرضين سنويين، معبرا عن رضاه عن الترتيبات التي سبقت الإفتتاح وتلك التي تمت خلال افتتاح المعرض، بالإضافة إلى الاجراءات التي تم اتبعها خلال فترة المعرض التي ستستمر قرابة الشهرين. وأضاف، إنه معرض متميز يليق بمتحف ياسر عرفات وبالمستوى الفني الذي يتسم به العمل.
بدوره، قال م. ممدوح الفروخ المسؤول عن الترتيبات الفنية للمعرض، أنه تم تنظيم الملصقات بشكل عشوائي يحاكي طريقة وضع الملصق بوضعه الطبيعي مع الحفاظ على القيمة الجمالية والمعنوية للملصق، آخذين بعين الاعتبار كافة المعايير اللازمة لإبراز جمالية الملصق وعفويته، مشيرا إلى أنه تم التعامل مع الملصقات بطريقة علمية، ووفق ظروف معيارية مهمة تمحورت في نسبة الرطوبة والإضاءة اللازمة لاظهار الرونق الجمالي للملصق.
وأضاف الفروخ، إن تنظيم المعرض جاء استكمالا لمسيرة المتحف وساسيته الرامية لاستمرار تقديم المعارض الفنية بأشكالها المختلفة، للوصول إلى الغاية المنشودة بتعميق التثقيف الفني والمعرفي بشأن الفكر السياسي الفلسطيني عبر الفعل الثقافي وتجلياته الفنية والإبداعية التي تنعكس إيجابا في المعارض الفنية التي تسلط الضوء على مجريات الأحداث السياسية.
وأشار الفروخ إلى الجهود التي بذلها طاقم العمل في المتحف لإخراج المعرض إلى النور، منوهًا إلى أنه تم تكليف مختصين في التصوير الفوتغرافي لترتيب هذه الملصقات وتنظيم عرضها بما يلائم أذواق الزوار، إستنادًا إلى أهميتها التاريخية وقيمتها الفنية، مشيراً إلى أن الفكرة الأولى تمحورت حول موضوع ملصق الثورة الفلسطينية بشكل عام قبل أن تخرج إلى جدران المتحف وبشكلها المعروض أمام رواد معرض ياسر عرفات.
ويمتاز متحف ياسر عرفات بقاعة العرض المتغير التي تبلغ مساحتها 135م، وتوفر فضاءً واسعا للمعارض الفنية المتنوعة والمتغيرة، حيث تستضيف القاعة دورياً – كل ستة أشهر- معرضاً متخصصاً حول أحد العناوين بمشاركة فنانين فلسطينيين أو عالميين.
يشار إلى أن معرض "ملصق" هو المعرض الثالث الذي ينظمه المتحف، حيث سبق ونظم معرض "بلادنا هي بلادنا"، الذي كان أول معرض دشن "قاعة المعارض" في متحف ياسر عرفات، والذي انسجمت فكرته مع حكاية المتحف، باعتباره متحف الذاكرة الوطنية الفلسطينية المعاصرة .
وقدم معرض "بلادنا هي بلادنا"، حكاية الشعب الفلسطيني ورحلة البحث عن الحرية والكرامة خلال مائة عام من الصراع، خلال مجموعة من الأعمال الفنية شارك فيها فنانون لعبوا دورا مهما في المشهد الثقافي الفلسطيني وهم: سليمان منصور، نبيل عناني، تيسير بركات وأحمد كنعان، وقد اختار كل منهم حقبة زمنية معينة من التاريخ الفلسطيني وتناولها وفق رؤيته وأسلوبه الخاص. واستمر معرض" بلادنا هي بلادنا" ستة أشهر من 19/12/2016 وحتى15/6/2017.
كما تم تنظيم معرض "انتفاضة" في قاعة المعارض في متحف ياسر عرفات 6/7/2017
بمناسبة مرور ثلاثين عاما على الإنتفاضة الشعبية الفلسطينية، والتي كان لها بالغ الأثر في نقل الصورة الحقيقية للإنسان الفلسطيني إلى الإعلام وعقول الناس خاصة في العالم الغربي كإنسان أعزل يناضل من أجل نيل حريته.
واحتفاءً بهذه الذكرى نظم المتحف، معرضاً للمصور الفوتوغرافي كيث دانملير، الذي إلتقط بعدسته الرقمية العديد من الصور للمسيرات الجماهيرية وللمواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي وللاعتقالات وفي السجون والمستشفيات، ولحياة الناس بكل أبعادها في مختلف المدن والقرى و المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، قطاع غزة وفي الناصرة.
far