الرئيسة/  مقالات وتحليلات

عزيزي المواطن الفلسطيني 

نشر بتاريخ: 2018-01-15 الساعة: 09:40

عماد الاصفر قد تنام حالما بغد مشرق تقل فيه عذابات سوريا ولبنان وليبيا والعراق ومن فيها من الفلسطينيين، غد يحمل بعض البشرى لإخوانك في غزة بان ينعموا بحياة متواضعة كاشقائهم في الضفة، غد يحمل الامل لمن يعيشون في الضفة بان يكونوا آمنين كالشعب الاردني مثلا.

احلام متواضعة، ولكنك قد تصحو من النوم لتجد فلسطينيي الشتات في وضع اكثر بؤسا، وان وجع اخوانك في غزة قد زاد، وان الضفة اصبحت مثل غزة سابقا، وكل ذلك بفضل استمرارك في تبني مواقف المعارضة العدمية، التي لا يعنيها من الامر سوى ما سيكتبه التاريخ عنها، هذه المعارضة التي تسعى لهدم ما هو قائم دون ان يكون لديها ولو مجرد وعد بسد الفراغ، او جواب لما قد يكون عليه الغد، او اي رد على فوضى وفلتان سرعان ما سيطل برأسه الهمجي وأطرافه الباطشة وجسمه الأهوج كثور لعين.

 

تبنيك لهذه المعارضة العدمية عالية الصوت يحيلك الى معول هدم، وسرعان ما سيصيب الانهيار رأسك، ويتركك تترحم على الماضي وتلوم نفسك بصمت تماما كما كنت صامتا في ما سبق.

توقفت عن متابعة احد كتاب المعارضة لعلمي بان قلمه مأجور موسميا، ولعلمي بانه يستنكف عن الإقامة في فلسطين ويفضل توجيه جماهيرها من عواصم أوروبية، بالامس عرض لي مقاله صدفة وفيه يبارك احجام حماس والجهاد عن المشاركة في المجلس المركزي بل ويدعو الشعبية وغيرها الى الاقتداء بحماس، وبعد كل ذلك يأمل ان لا تخيب قرارات المجلس امله!!!! يعني حضرة جناب الكاتب المعارض بيرسم خيبة امله بيديه وبيتمنى انها ما تتحقق!!!!

ومثل هذا الكاتب مئات او الآف يستظلون بالفيسبوك وينفثون عبره الشماتة والرغبات الصريحة بالهدم والتدمير دون تفكير بما سيتبع هذا التدمير او بمصير الناس، هؤلاء طبعا ورغم اتفاقهم وتنامي أعدادهم لن يقدموا على تشكيل حزب او طرح رؤية، فهذا امر لا يخدم مواهبهم وقدراتهم في حبك البوستات المعارضة وتجديل ضفائر الوهم، وتحويل كل شيء الى مسخرة.

شتان بين كاتب يشرح للناس ويحترم عقولهم ومصالحهم وينظر للغد، وكاتب يريد تجهيل الناس والعبث بعقولهم والمخاطرة بمصالحهم، وشتان بين قارئ يستجلي ما بين السطور ويعرف الواقع والممكن وقارئ يكتفي بتبني الصوت العالي ويضع رأسه بين الرؤوس.

مؤخرا بدأت بمتابعة ما يكتبه الصديق غازي مرتجى، بعد ان دلّني عليه الصديق فضل عاشور، واجد ان صوته متميز بوطنيته، وان قلمه امين على المعلومات، وان عقله يمتاز بهدوء وعلمية التحليل، والبعد المطلق عن العصبية او الدخول في ردود وسجالات لا طائل من وراءها كما افعل انا احيانا. انصحكم بمتابعته.

لا يعجبني التشدد مطلقا، وأحب القيم الوسيطة احب الشجاعة لانها وسط بين الجبن والتهور، وأحب الكرم لانه وسط بين البخل والإسراف، وتعجبني المواقف السياسية العقلانية لانها وسط بين التبعية والركوع واليسارية الانتهازية، ارى سياستنا عقلانية بامتياز، ومعي الآف مؤلفة يؤمنون بذلك ولكنهم غالبية صامتة، ولكنهم غاضبون مثلي لاسباب اخرى بينها الفساد وسوء الادارة والبيروقراطية وعدم تجديد الشرعيات ومحاربة الشباب وغيرها كثير.

على اننا لن نخلط الامور ولا يجب خلطها الآن، فحتى أصح الصحيح وأصوب الصواب قد يكون خطئا مطلقا حين يعرض في غير وقته، مهم اجراء انتخابات للمجلس الوطني ولكن المطالبة به مع هذه الدورة للمجلس المركزي هروب وتبرير للانكفاء، مهم انتقاد متوسط العمر المتقدم لاعضاء المجلس، ولكن من الاهم التساؤل اين هم الشباب الذين نطالب بتوليهم لماذا لا يملئون الدنيا جهادا وعملا، مهم المطالبة بدفن الفصائل الميتة ولكن اين هي الاحزاب والفصائل الجديدة، مهم ان نكتب عبر الفيسبوك ولكن الاهم ان نكتب دون التحلل من المسؤولية، ولنا فيما سبق عبرة ولنا فيما يجري من حولنا عبر، فهل سنعتبر؟ .

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024