عندما يحارب الفن السلبية
نشر بتاريخ: 2017-12-31 الساعة: 13:41نابلس- وفــا- من وحي تجاربها، وتجارب آخرين، ومن خلال جولات ومقابلات عدة مع الكثيرين، استمدت "زينب عمير" فكرة لوحاتها الفنية في محاربة أمور سلبية في المجتمع.
ست لوحات رسمت بتدرجات ألوان القهوة، عالجت أمور سلبية كما يراها البعض، كانت مشروع تخرج الطالبة عمير من قسم تصميم جرافيك في كلية الفنون الجميلة في جامعة النجاح الوطنية،
وأطلقت عمير على مشروعها اسم "كعدة فنجان"، لأنه وحسب رأيها باتت كل أمورنا تحل بهذه "القعدة".
ويطرح المشروع حلولا لبعض الثقافات التي تراها، ويراها من حولها عيبا عن طريق الفن والرسم، لترسخ الفكرة في الأذهان سريعا، حسب رأيها.
وتقول عمير التي تقطن قرية بلعا بطولكرم، إن الفن يجب أن يحمل رسالة سامية وهدفا، ويصل الى الآخرين بطريقة أو بأخرى، ليغير رأيا لديهم.
وعمير التي بدأت الرسم منذ صغرها أعادت رسم الكثير من الرسومات التي رأتها، ومن خلال سنوات الدراسة، اضافة الى البحث الفردي عن ذاتها في الفن، استطاعت أن تخرج بمشروع تخرج يحارب أمورا سلبية كثيرة حولها، وهذه المرة الفكرة كانت ابنة التجربة.
وتقول عمير إن الفكرة في البداية كانت انجاز المشروع بطريقة أخرى، عن طريق الرسم بالقهوة ذاتها التي تتقن، ولكنها لم تجد المجال لذلك كما ذكرت.
وتشير عمير إلى أن تخصصها سمح لها تتعلم الكثير، مثل: الرسم على الورق، والزجاج، والنحت بالسيراميك، والرسم بالنحاس، وعام عن عام خلال الدراسة ازدادت المهارة.
وتعود عمير لتشير إلى أن الفكرة نابعة نتيجة أمور تحصل مع الشخص، فثقافة العيب يمر بها الجميع، فإذا ما نريد انجاز أمر ما، ماذا سيقول عنا الآخرون؟ فبات الآخر هو من يسير حياتنا.
وأضافت: هدفي كان أن أعرض حلولا، ولكن ووجهت بردة فعل أساتذة الجامعة، بأن أمورا مرّ عليها آلاف السنين لا يمكن أن تجدي لها حلا بلوحة واحدة، والثقافة موجودة منذ زمن، ومغروسة فينا.
وتؤكد: "أمام الفن لا يوجد عائق، علينا أن نحاول دائما، ودائما.. تحدثت مع الكثيرين في مدينتي نابلس ورام الله، أبناء البلد والعائدين أيضا، عما يتمنون لو تغير في ثقافة مجتمعهم، ووقفت عائقا أمام تقدمهم".
قمت ببحث شامل منحني الكثير من الأفكار، لكن لخصتها في ستة محاور، كل لوحة تناولت محورا معينا: دينيا، واقتصاديا، وقانونيا، وتأثيريا، وتربويا، وفكريا، وكل لوحة لها رسمتها بعد بحث واستطلاع.
وتشير إلى لوحة المحور التربوي الى أب يمسك يد طفله، ويمضي، في التركيز على دور الأهل في ترسيخ ثقافة العيب دون ذكر الأسباب لذلك، حيث يسمع الطفل حتى يكبر بأن ذلك عيبا دون أن يعلم الأسباب الحقيقية وراء ذلك.
فالتربية الأسرية لها دور كبير، فأي أمر جيدا كان أم سيئا مرجعه الى العائلة، ويعود الى التربية الصحيحة أو الخاطئة، فالأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع، فإذا ما خرج الشخص من الأسرة صالحا سيبقى صالحا.
ولوحة أخرى تطالب فيها عمير من سائقي التاكسي دراسة 4 سنوات، وأعطت مثالا كما في العاصمة البريطانية لندن، يدرس سائق التاكسي سنوات قبل أن يمنح تلك الشهادة التي تخوله سياقة التاكسي.
فبعد انهاء مساقات خاصة في خرائط المدينة، ويكون على دراية بجميع شوارعها وبناياتها، يأخذ مساقات في طريقة التعامل مع الآخرين والأخلاق، حتى أصبحت مهنة سائق التاكسي لديهم من أسمى المهن، ويحصل على راتب مرتفع.
وتقول: هدفي كان أن نرفع من قيمة أصحاب المهن الحرة هذه في المجتمع، وأن نغير النظرة اليهم.
وتتمنى عمير أن تمضي في ذلك الفن الذي يحارب ثقافات سلبية في المجتمع، لتكون رسالة واضحة وسامية.
amm