بتعاليم وسلاح وجيش الصهيونية الدينية يُقتل أطفال فلسطين
نشر بتاريخ: 2025-03-01 الساعة: 06:19
موفق مطر
من لم يصدق الرواية الفلسطينية، وتصده بعض قناعات عن بلوغ اليقين ، فليس عليه إلا رؤية رأس هرم ساسة منظومة الاحتلال والاستيطان العنصرية (اسرائيل) ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب ( يسرائيل كاتس) وهما يقتحمان مدينة ومخيم طولكرم، بعد بضع ساعات على اطلاق جنود جيشهما الرصاص الحي على طفلين فلسطينيين في كل من مخيم جنين، وفي مدينة الخليل، اذ يثبت هذا الاقتحام المحمي بقوات عسكرية من جيش الاحتلال، مدى تأصل التعاليم التلمودية (العنصرية) في ثنايا أدمغة ساسة المنظومة وجنرالاتها ، فقتل الأطفال الفلسطينيين بالنسبة لهم ، يعني اغتيال المستقبل، عبر الحد من الوجود العربي الفلسطيني، وقد لا يحتاج العاقل الى ادلة وبينات اصدق من جريمة الابادة الجماعية التي كان ضحيتها اكثر من (17 الف طفل) ما بين جنين ورضيع ودون سن السادسة عشرة من السابع من اكتوبر 2023 وحتى اليوم، أما بالنسبة للطفلة (ريماس عموري) من مخيم جنين ، والطفل (ايمن الهيموني) من مدينة الخليل، فقد قتلا برصاص اطلقه جنود في جيش (اسرائيل)، مشبعون بالتعاليم التلمودية، أو أنهم عبارة عن كتل أحقاد وكراهية، مسيرون بتعاليم وتعليمات تتجاوز المعلوم والمعروف من الجرائم ، المصنفة تحت بند الارهاب والعنصرية، ونعتقد أن الفكر الانساني ليس عاجزا عن تفكيك شيفرتها ! إذا وضع المنظومة برمتها تحت المجهر، ليتفحص مكونات هذه الخلية السرطانية، التي ستنشر عدوى محتويات، بمتحورات وصيغ اخرى ، بسرعة تفوق سرعة انتشار أي وباء قاتل عرفته البشرية أضعاف المرات، إذا لم تسارع الأمم والشعوب والدول والحكومات المعنية بالحفاظ على النوع والرقي الانساني، بإحكام سيطرتها، وفرض قوانينها وقراراتها ، ومواثيقها ، وتطبيق مبادئ العدالة، فالخطر لا يتهددنا نحن الشعب الفلسطيني وحسب ، بل شعوب الدنيا ، فالسماح لمنظومة ترتكب جريمة الابادة الجماعية، باسم ( دولة ) يعني أن كل شعب يناضل لنيل حريته واستقلاله، وكل دولة تعتنق السلام عقيدة ودستورا وفعلا مكرسا بسياستها الانسانية ، سيجتاحها هذا الوباء عاجلا أو آجلا ! خاصة في ظل هيمنة استعمارية (امبريالية) محدثة، تعلن على الملأ مخططاتها وبرامج عملها ، لتحريف قيم الحرية والعدالة، إن لم يكن شطبها من قاموس الانسانية، بقصد إعادة تكريس الاستعباد.
ما زال علماء النفس المختصون بقراءة الجريمة – يبحثون علميا عمن يتحمل رأس المسؤولية عن الجريمة، سواء كانت جنائية أو جريمة حرب، او ضد الانسانية ، فمنهم من يحمل منفذها المباشر ومنهم من يحمل المحرض، ومنهم من يحمل اصحاب التعاليم المشبعة بالحض على القتل، لمجرد الاختلاف باللون، او الجنس، او العرق، أو العقيدة الدينية، أما نحن الضحايا فبإمكاننا الاثبات لهم، وإقناعهم بتركيز ابحاثهم على اركان منظومة الاحتلال العقائدية ( التلمودية ) والسياسية، و العسكرية، وسيحصلون على النتائج بأسرع مما يتوقعون ، فالتعاليم والمحرضون والمنفذون موجودون على ارض واقع منظومة الاحتلال والاستيطان العنصرية، وتحديدا في دائرة الذين التقوا عند مصالح مشتركة، وقرروا وأد فكرة السلام في مهدها، أما ميادين الجرائم وضحاياها والأدوات التي سفكت بها الدماء، وأزهقت الأرواح فموجود ومتكررة على ارض وطن الشعب الفلسطيني (فلسطين) منذ حوالي مئة عام ، وكذلك في اقطار عربية، طالتها جرائم أركان دولة المنظومة العنصرية، فلا احد نسي جريمة (مدرسة بحر البقر ) بحق اطفال مصر، ولا جريمة ( قانا ) بحق اطفال لبنان، لذلك لا نريد معرفة اسم الجندي القاتل، ولماذا قتل، وكيفية القتل، وما دوافعه، ولا حيثيات اللحظة التي جعلته يضغط على زناد بندقيته ، فهذا المدجج بالعتاد والسلاح الذي يمكنه من التمييز بين طفل ومسلح ، وبين صغير وكبير، لا يملك مبررا واحدا، فقادة رأس هرم هذه المنظومة نظموا وصمموا خطط القتل والإبادة سلفا، ثم استغلوا ذرائع وصنعوا اخرى، للبدء بالتنفيذ، فهذا بنيامين نتنياهو يعلن أن ( الكابينت) وهو مجلس وزاري مصغر قد قرر اطلاق الحملة العسكرية التدميرية على جنين ومخيمها، وقال في تصريح آخر:" نتحرك بشكل منهجي وحازم ضد المحور الإيراني أينما يرسل أسلحته، في غزة ولبنان وسوريا واليمن والضفة الغربية، وما زلنا مستمرين". فيقتل جنوده مدنين فلسطينيين ابرياء، منهم اطفال ونساء، أحدثهم في القائمة بمخيم جنين الطفلة ريماس. اما بتسلئيل سموتريتش رئيس (الصهيونية الدينية) وزير المالية الاسرائيلي، فقد قال:"بدأنا اليوم بتغيير مفهوم الأمن في الضفة الغربية أيضا وهذا جزء من أهداف الحرب التي أضيفت بناء على طلب حزب الصهيونية الدينية إلى الكابينت".. ومن كل هذا نستخلص ان الجريمة ضد الانسانية التي اصبحت منهجا لدى المنظومة، وبمحرضها ومنفذها ، تكمن في الصهيونية الدينية، التي ارهصت للصهيونية السياسية التي خدعت العالم الى حين اعادة تكوين الصهيونية الدينية، لتبعث عناصر القوة للمشروع الاستعماري الدولي الصهيوني من جديد، ولإعادة تشكيله على حساب وجود الشعب الفلسطيني، ومن هذا المنطلق نعرف لماذا يقتلون اطفالنا.
mat