الرئيسة/  مقالات وتحليلات

 ريفييرا ترامب الاستعمارية  " .. والثمن ! 

نشر بتاريخ: 2025-02-12 الساعة: 20:13



بقلم :موفق مطر 
الخمسون ولاية ، أكبر وأعلى من جبال هيمالايا ذهبا ، وبعدد حبات رمال صحراء نيفادا الأميركية لؤلؤا ، وماء المحيط الأطلسي المالح يصير عذبا ، وشد الشمس والقمر والكواكب بسلاسل من اقوى المعادن المعروفة ، وأن يشرب البحر الميت ، و فوق كل هذا عشرون الف مستحيل الفلسطيني توفيق زياد .. ثمنا لحبة رمل من تربة غزة فلسطين المقدسة ، فهل بمقدور دونالد ترامب دفع الثمن ؟!.
نعرف من يوسوس ويهمس في اذن الرئيس الأميركي بفكرة مشروع شراء غزة ، لكن الأمر اخطرمن البحث عن اسم مجهول أو معلوم ، فتاجر العقارات هذا ، منهجه شراء أراض وما عليها من بناء ، او حتى لو كانت ركاما أو مقابر ، ولا يفكر ولا يكترث لمصائر ألأحياء من الناس ، وهنا نستشعر ( الخطر) المداهم لمستقبلنا ووجودنا على ارض وطننا ، فمشاريعه وخططه ، هدفها تهجير مليوني مواطن فلسطين وأكثر من قطاع غزة ، وإن لم يقدر ، - ولن يقدر -، سيأمر نتنياهو ، بتطبيق تجربة اجداده ، في ابادة ( الهنود الحمر) في قطاع غزة  أولا ، ثم الضفة الغربية تاليا ، كما ان الرجل مفتون بأسطورة " معركة هارمجيدون " التي يعتقد أنه سيكون قائدها ، وفقا لعقيدة مخترعة ، دست كنصوص وتعاليم ، لدين جديد ! كما كرست أديان ومذاهب على امتداد بلاد الوطن العربي ، وشرق المتوسط وجنوبه ، واصطنعت كل اسباب  الصراعات ، الطائفية والمذهبية والقومية والعرقية ، دونها زعماء دول استعمارية نصا في " وثيقة كامبل 1905" حيث اختير " يهود " غير مرغوب فيهم في اوروبا ، لاحتلال واستيطان فلسطين ، واستخدامهم كوكيل استعماري ، لمنع نهوض شعوب المنطقة ! كما  جاء " اعلان بلفور 1917" الأميركي مضمونا ، البريطاني ظاهرا ، بعد سنة من اتفاقية "سايكس بيكو1916 " الاستعمارية ، فيما اسباب السيطرة على فلسطين قد هيئت ، باعتبارها المنطقة الجغرافية الاستراتيجية شرق قناة السويس ، ودائرة الوصل بين آسيا وإفريقيا ، التي يعتبر قطاع غزة مركزها ، علاوة على مكانة فلسطين  الدينية التاريخية لدى مليارات من شعوب العالم ، فهي " الأرض المقدسة " ومهد ميلاد " المسيح " عيسى عليه السلام ، ولقناعة تامة أن من يسيطر على فلسطين  بإمكانه السيطرة على منطقة الشرق الأوسط ، وليس مسموحا لإسرائيل ( الوكيل ) و( المُستَخْدَم ) احتكار السيطرة .  
اليوم تؤكد الولايات المتحدة الأميركية ، سيطرتها على مسارات مشروعها الاستعماري ، الذي ابتدئ بإعلان بلفور، وإنشاء أكبر قاعدة عسكرية متقدمة بعنوان ( دولة اسرائيل ) وتستخدم " الفيتو" في مجلس الأمن ، وتحاول اخضاع  الشرعية الدولية ، وتقويض العدالة الدولية ( ( المحكمة الجنائية ) وتكريس التمييز العنصري بديلا لحقوق الانسان ، ومنع دولة فلسطين من مكانها الطبيعي كعضو دائم في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ومساندة  حملة الابادة  الدموية المدمرة ، التي منحت حماس ذرائعها لوكيلها " نتنياهو " ، ليتوجها ترامب بعد حوالي سنة ونصف السنة ، بخطة التهجير ، والحديث عن " شراء ارض القطاع " !! وخطط اعمار( استعمار ) ولكن بدون مواطنين اصليين !! كتحويل غزة الى " ريفييرا الشرق الأوسط " بإدارة المستوطنين العنصريين ! أي استعادة منطق دول سايكس بيكو " دول الانتداب " الاستعمارية ، التي اسست لإنشاء دولة احتلال واستيطان ( اسرائيل ) . 
اليوم يسابق نتنياهو الزمن لمنع قيام دولة فلسطينية ، بعد اعتماده لمدة 17 سنة على حماس ، في تقويض مبدأ وحدة العمل والموقف الوطني الفلسطيني ، ومع انتهاء صلاحية مهمة الاخوان المسلمين ، بما فيهم حماس ، ويسابق ترامب الشرعية الدولية ، ليس لتفريغ قطاع غزة من المواطنين الفلسطينيين وحسب ، بل لتفريغ مضمون الدولة الفلسطينية من جوهره ، وليس مستبعدا اعادة احياء خطته السابقة ( صفقة القرن ) ظنا منه انها قد تقبل فلسطينييا وعربيا  ، اذا قورنت بخطته الحالية ، ومشاريع شراء وتملك غزة ! يحدث هذا بالتزامن مع تصريح  نتنياهو :" إن موضوع قيام دولة فلسطينية لم يعد مطروحا بعد 7 اكتوبر 2023 " وهنا يظهر التناغم والانسجام بين المتذرع ( اسرائيل ) ، ومانح الذرائع حماس المعجب بشخصية ترامب السياسية ، المستعد للتفاوض معه ! وربما تتدحرج حماس سريعا لإبداء رغبة بالتفاوض مع نتنياهو ،  وما شعار حماس :" نحن الطوفان ..نحن اليوم التالي " إلا اشارة ذات دلالة ، بإمكانية التفاوض مع ترامب على الثمن !.
 

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2025