الصفقة.. ورقة اعتماد الخضوع لترامب !!
نشر بتاريخ: 2025-01-18 الساعة: 02:50
موفق مطر
محترفون بصناعة دين ينسجم مع رغباتهم الذاتية الفردية ، والجمعية السلطوية ، ، يزورون ، يحرفون ، يشوهون ، ثم يأتون بالباطل ليحتل مقام الحق ، والكذب والنفاق ليبدد الحقائق ، ويبثون دخان دعايتهم لتعمية أبصار الناس عن الواقع والوقائع ، إنهم ( مستخدمو الدين ) ، على تنوع الوانهم وأشكالهم ، ومراجعهم المؤلفة بأبجدية ( الهوى والأنا ) الجامعة بين رؤوس جماعتهم ، إنهم جماعة الاخوان المسلمين ، والمثال الحي على مذهبهم الفئوي ، فرعهم المسلح في فلسطين المسمى ( حماس ) .. فهؤلاء يسوقون انتصارا ، ليس موجودا إلا في أذهانهم الهلامية ، فقدراتهم وقدرات دول وقوى اقليمية ، وأجهزة استخبارات بغطاء اعلامي ، تسيرهم وتسند منطقهم المخالف للموضوعية والواقعية ، والمنطق ، والمبادىء والقيم الانسانية وتفتح فضاءها ، لترويج النكبة الأفظع في تاريخ الشعب الفلسطيني ، والإبادة الصهيونية العنصرية الدموية التدميرية بحق الشعب الفلسطيني وذروتها في قطاع غزة ، على أنها انجاز وانتصار ، وأن الثمن المدفوع حتى اللحظة ، مقابل مقامرتهم الفاشلة في السابع من اكتوبر سنة 2023 ، التي جسدوا فيها نظرتهم الحقيقية لمكانة الوطن اللا موجود اصلا في كتبهم ، ومكانة الشعب الفلسطيني في ( تعاليمهم ) التي نخجل من وصفها بالسياسية ، فالوطن والشعب والمقدسات عندهم بما فيها نفس الانسان ، ليست إلا ( أسهم استثمار ) يوظفونها للتكسب في بورصات الدول الاستعمارية ، والإقليمية بأبعادها السياسية والمذهبية الطائفية ، ولتسهيل تمرير مشاريعها في منطقة في الشرق الأوسط ، وبمركزها ( فلسطين ) ، صحيح ان الحرية مقدسة لكن نفس الانسان اقدس ولاانظر ، بصفقة حماس مع حكومة الصهيونية الدينية لدى منظومة الاحتلال ( اسرائيل ) إلا كورقة نوعية ، قدمتها قيادة حماس للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ، لتكون على رأس الأوراق التي قدمتها جماعة الاخوان المسلمين ومنظماتهم وجمعياتهم في الولايات المتحدة الأميركية اثناء الانتخابات الرئاسية والنيابية نهاية السنة الماضية 2024 ، إوقد اكد باسم نعيم القيادي في حماس ، اصطفاف جماعته مع ترامب ضد بايدن ، بتصريحاته لفضائية العربية : " لولا ترامب لما حصل الاتفاق وبايدن لم يفعل شيئا !! " وهنا نقول أنه لايوجد أي مبرر لقبول حماس الصفقة الحالية ، وهي ذات البنود التي رفضها قادة حماس عدة مرات قبل حوالي سنة ! ، ألأمر الذي ضاعف قائمة الشهداء والجرحى والأسرى ، التي تفيد الأرقام الحقيقية ببلوغها حوالي 200 الف مواطن ، معظمهم اطفال ونساء ، وبالتوازي المعاناة المأساوية لمليوني نازح على قيد الحياة حتى الآن ، ومساحة الدمار في قطاع غزة ، الذي بلغت حالي 80% بما فيها قطاعات الحياة الصحية والتعليمية والاقتصادية ، ، والمنظمات الاجتماعية والجمعيات ، والبنية التحية التي انشأتها حكومات السلطة الوطنية الفلسطينية منذ العام 1994...فهل نفس الانسان الفلسطيني رخيصة الى هذا الحد ليعبثوا بها ؟!
شكك قادة حماس وغيرهم في صلابة وإخلاص ومصداقية موقف الرئيس محمود عباس ابو مازن ، وتحديدا تجاه صفقة القرن وتهديدات دونالد ترامب بفرضها بالقوة ، خلال فترة رئاسته السابقة ، فنقع صهره كوشنير الصفقة وشرب ماءها ، أما رئيس الشعب الفلسطيني ، فبقي متمسكا بالثوابت الفلسطينية ، وبحق قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية ، وحل نهائي يحفظ للاجئين الفلسطينيين حقوقهم ، ويضمن للأسرى حريتهم ، لكنهم ( قادة حماس ) خضعوا لأول تهديد اطلقه ترامب ، وانقلبت وتقلبت ، حتى رضي قادتها المهددة رؤوسهم بالجحيم بما كانوا قد رفضوه ، ولم يكترثوا لنيران جحيم الابادة الصهيونية ، التي تأكل عشرات آلاف المواطنين الفلسطينيين ..التي اعتبرها كبيرهم خالد مشعل مجرد خسائر تكتيكية ، أما موسى أبو مرزوق فقد أحرق بلسانه مقولة " المقاومة لحماية الشعب " بقوله :" حفرنا الأنفاق لحمايتنا ، أما المواطنين فمعظمهم لاجئين وهم بمسئولية الاونروا ودولة الاحتلال " !! ..فإطلاق المحتجزين الاسرائيليين لدى حماس وشركائها ، ذوي الجنسيات المزدوجة (الأميركيين أولا ) يبقى المحور الواضح بالتفاصيل في الاتفاق على ايقاف اطلاق النار لتنفيذ الصفقة ، حتى أن الصفقة اخرجت لتنسجم مع هدف نتنياهو ، لمنع تمكين الشعب الفلسطيني، وقيادته الشرعية الوطنية المعترف بها دوليا ، من الحل السياسي الشامل ، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ، الذي بات محل اجماع دولي وعربي ، فالصفقة تتعلق بقطاع غزة فقط ، وتفصلها جغرافيا عن الضفة الغربية والقدس ، ولا يتضمن الاتفاق ولو اشارة ، لوحدة أرض دولة فلسطين ، كما جاء في بيانات قيادات حماس العسكرية والسياسية ، يوم 7 اكتوبر2023، وإيقاف الحملات العسكرية على مدن ومخيمات الضفة ، أي أن مبتدع شعار " وحدة الساحات " قد اسقطه ! أما القدس والمقدسات ، وانتهاكات المستعمرين للمسجد الأقصى ، الذي زج في مسمى عملية ( 7 اكتوبر ) الذريعة ، فقد اغرقت بطوفان دماء الفلسطينيين ، المسفوكة بآلة الابادة الاسرائيلية ، وما تركيز حماس على طلب ضمانات أميركية بعدم ملاحقة قادتها و مسلحيها فقط ، وإغفال سلامة وأمن المواطنين في قطاع غزة ، إلا محاولة لإخفاء اتفاق ، قد لا يكون مكتوبا – حسب تقديراتنا – حول ابقاء حماس القوة ألأساسية على ألأرض في القطاع ، لمنع استنهاض مؤسسات حكومة دولة فلسطين في المحافظات الجنوبية ، والقيام بواجباتها في اليوم التالي.