البابا فرانسيس يصف الوضع في غزة بالخطير والمهين والأمم المتحدة تعلن استشهاد 74 طفلا خلال الاسبوع الفائت وخطر المجاعة
نشر بتاريخ: 2025-01-09 الساعة: 22:21
اعلام فتح / من وفا- صعّد البابا فرانسيس بابا الفاتيكان اليوم الخميس، انتقاداته للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واصفا الوضع الإنساني في القطاع بأنه "خطير ومخزٍ للغاية"، في إشارة منه إلى الوفيات الناجمة عن برد الشتاء في غزة، حيث لا توجد كهرباء تقريبا.
وأضاف في خطابه السنوي الذي ألقاه نيابة عنه أحد مساعديه،: "لا يمكننا قبول تجمد الأطفال حتى الموت بسبب تدمير المستشفيات أو قصف شبكة الطاقة".
وتطرق البابا خلال لقائه مع السلك الدبلوماسي المعتمد لدى حاضرة الفاتيكان لمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، إلى عدة قضايا دولية، ووجه إلى ضيوفه خطابا مسهبا ركز فيها على القضايا الدولية والازمات والتحديات التي يواجهها العالم، مركزا على أهمية الدبلوماسية، آملا أن يكون عام اليوبيل 2025 عاما يسود فيه الأمل والعدل والسلام في أرجاء المعمورة.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، جدد البابا النداء من أجل وقف إطلاق النّار، إذ يوجد وضع إنسانيّ مهين وخطير جدًّا، وطلب أن يحصل الفلسطينيّون على كلّ المساعدات اللازمة. وأعرب عن أمله في أن يتمكّن الجانبان من إعادة بناء جسور الحوار والثقة المتبادلة، حتّى تتمكّن الأجيال القادمة من العيش جنبًا إلى جنب في الدّولتَين، بسلام وأمن، وتكون القدس "مدينة اللقاء"، حيث يعيش معًا المسيحيّون واليهود والمسلمون في وئام واحترام.
كما استذكر البابا الذّكرى السّنويّة العاشرة للصّلاة من أجل السّلام في الأرض المقدّسة في حدائق الفاتيكان، والتي شهدت في ٨ حزيران ٢٠١٤ حضور رئيس دولة إسرائيل آنذاك، شمعون بيريز، ورئيس دولة فلسطين، محمود عبّاس، وقد شهد هذا اللقاء أنّ الحوار ممكن دائمًا، ولا يجوز أن نستسلم للقول إنّ العداء والكراهية لهما اليد العليا بين الشّعوب.
وفي هذا السياق، أشار أيضًا إلى أنّ الحرب يغذّيها الانتشار المستمرّ للأسلحة المتطوّرة والمدمّرة بشكل متزايد. وقال: "أكرّر هذا الصّباح هذا النّداء: "بالأموال التي تُستخدم في الأسلحة والنّفقات العسكريّة الأخرى، لِنُنشِئْ صندوقًا عالميًّا للقضاء نهائيًّا على الجوع ولتنمية البلدان الأكثر فقرًا، حتّى لا يلجأ سكانها إلى حلول عنيفة أو خادعة، ولا يُضطَرُّوا إلى ترك بلدانهم بحثًا عن حياة أكثر كرامة". الحرب دائمًا هزيمة! قتل المدنيين، وخاصّة الأطفال، وتدمير البنى التّحتية ليس فقط هزيمة، بل يعني أنّ المنتصر الوحيد بين المتنازعَيْن هو الشّرّ. ولا يمكننا أن نقبل على الإطلاق أن يتِمَّ قصف السّكان المدنيين أو مهاجمة البنية التّحتية اللازمة لبقائهم على قيد الحياة. لا يمكننا أن نقبل رؤية أطفال يموتون من البرد بسبب تدمير المستشفيات أو تدمير شبكة الطّاقة في بلد ما. ويبدو أنّ المجتمع الدّولي برمته يوافق على احترام القانون الإنسانيّ الدّوليّ، إلّا أنّ عدم تنفيذه بشكل كامل وعملي يثير تساؤلات. إذا نسينا ما هو أساس وجودنا، وقدسيّة الحياة، والمبادئ التي تحرّك العالم، فكيف يمكننا أن نفكِّر في أن يكون هذا الحقّ مضمونًا".
بدوره، نقل السفير عيسى قسيسية تحيات الرئيس محمود عباس للبابا وهنأه لمناسبة الأعياد الميلادية ورأس السنة الجديدة، مذكرا إياه بالاستمرار للصلاة من أجل العدل والسلام في المدينة المقدسة والوصول إلى حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وشكره على الاستقبال الدافئ للرئيس ب 12/12/2024 وبركته لمغارة بيت لحم المهداة من مؤسسات وعائلات مدينة الميلاد.
وكانت مصادر طبية، قد أفادت بوفاة سبعة أطفال إضافة إلى مواطن في القطاع، متأثرين بالبرد القارس والظروف المناخية الصعبة، وذلك في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال على قطاع غزة منذ 461 يوما.
وكانت "الأونروا" قد قالت في بيان: "الطقس البارد وانعدام المأوى يتسببان في وفاة الأطفال حديثي الولادة في غزة، فيما يفتقر 7700 طفل حديث الولادة إلى الرعاية المنقذة للحياة".
وفي وقت سابق، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني، إن أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى، وإن الأغطية والإمدادات الشتوية ظلت عالقة منذ أشهر في انتظار الموافقة على دخولها إلى قطاع غزة.
كما حذرت مسؤولة الاتصالات الرئيسية في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في غزة روزاليا بولين، من صعوبة الوضع مع حلول فصل الشتاء على غزة، حيث الأطفال يشعرون بالبرد والرطوبة، فيما لا يزال الكثير منهم يرتدون ملابس الصيف، وأن الأطفال يبحثون بين الأنقاض عن قطع بلاستيكية ليحرقوها، في ظل انتشار الأمراض مع انعدام الخدمات الصحية وتعرض المستشفيات للهجوم بشكل مستمر.
الأمم المتحدة: أزمة المجاعة في غزة تتفاقم وسط نقص حاد في الإمدادات
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اليوم الخميس، بأن أزمة الجوع في جميع أنحاء قطاع غزة تستمر في التفاقم، وسط نقص حاد في الإمدادات، وقيود شديدة على الوصول، ونهب مسلح عنيف.
وقال المكتب في تقريره اليومي، إن الشركاء في المجال الإنساني استنفدوا في وسط غزة جميع الإمدادات في مستودعاتهم حتى يوم الأحد، في الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفض معظم الطلبات لإدخال المساعدات الغذائية من معبر بيت حانون (إيريز) غربا، إلى المناطق الواقعة جنوب وادي غزة، مشيرا إلى أنه لا يزال حوالي 120 ألف طن متري من المساعدات الغذائية- وهو ما يكفي لتوفير الحصص الغذائية للمواطنين بالكامل لأكثر من ثلاثة أشهر- عالقة خارج غزة.
ويحذر الشركاء الإنسانيون، من أنه إذا لم يتم استلام إمدادات إضافية، فإن توزيع الطرود الغذائية على الأسر الجائعة سيظل محدودًا للغاية، كما أن أكثر من 50 مطبخًا مجتمعيًا تقدم أكثر من 200 ألف وجبة يوميًا للمواطنين في وسط وجنوب غزة معرضة أيضًا لخطر الإغلاق في الأيام المقبلة.
وأفاد برنامج الغذاء العالمي، أنه حتى يوم الاثنين، لا يزال خمسة مخابز فقط من أصل 20 مخبزًا يدعمها البرنامج تعمل في جميع أنحاء القطاع- وكلها في محافظة غزة، وحيث أن المخابز وللاستمرار في العمل تعتمد على استمرار تسليم الوقود من قبل الشركاء من جنوب غزة.
وفي هذا الصدد، يحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من أن نقص الوقود لتشغيل المولدات يشل أيضًا النظام الصحي المدمر في غزة، مما يعرض حياة المرضى للخطر.
وقال المكتب، إن العدوان المستمر على محافظة شمال غزة أدى إلى تعطيل الخدمات الصحية للناجين المتبقين هناك بشكل خطير، فيما أن الوصول إلى مستشفى العودة في جباليا- المستشفى الوحيد في محافظة شمال غزة الذي لا يزال يعمل جزئيًا - محدود للغاية.
وأضاف المكتب، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل رفض الجهود التي تقودها الأمم المتحدة، بما في ذلك المحاولة الأخيرة أمس، للوصول إلى محافظة شمال غزة.
"اليونيسف": 74 طفلا استُشهدوا في قطاع غزة خلال الأسبوع الأول من 2025
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أن 74 طفلا على الأقل استُشهدوا في الأيام السبعة الأولى من عام 2025، بسبب العنف المستمر في قطاع غزة، بما في ذلك الهجمات على منطقة آمنة تم تحديدها من جانب واحد.
وقالت المديرة التنفيذية لـ"اليونيسف" كاثرين راسل، عبر منشور على منصة "إكس"، إن ثمانية أطفال رضع وحديثي ولادة توفوا منذ 26 ديسمبر، بسبب انخفاض حرارة أجسامهم، في حين يعيش أكثر من مليون طفل غزاوي في خيام مؤقتة غير قادرة على تحمل درجات الحرارة المنخفضة".
وأضافت: "لقد حذرنا منذ فترة طويلة من أن المأوى غير الكافي، وانعدام القدرة على الحصول على التغذية والرعاية الصحية، والوضع الصحي المزري، والآن الطقس الشتوي، كل ذلك يُعرِّض حياة جميع الأطفال في غزة للخطر، فالأطفال حديثو الولادة والأطفال الذين يعانون ظروفا صحية مُعرَّضون للخطر بشكل خاص".