الرئيسة/  الأخبار

وداع رسمي وشعبي لجثمان شهيد الواجب الوطني المساعد اول ساهر ارحيل في طولكرم 

نشر بتاريخ: 2024-12-24 الساعة: 14:51

 

اعلام فتح / من وفا- شيعت جماهير شعبنا وبمشاركة شعبية ورسمية وبمراسم عسكرية جثمان شهيد الواجب الوطني المساعد أول من مرتبات حرس الرئاسة الشهيد ساهر فاروق جمعة ارحيل، والذي ارتقى شهيدا على أرض جنين مدافعا عن الوطن، لتطبيق القانون والحفاظ على الأمن والأمان.

وانطلق موكب التشييع من مقر قيادة الأمن الوطني في طولكرم، بعد وصول جثمانه من محافظة نابلس، وصولا الى ضاحية شويكة لمنزله لإلقاء نظرة الوداع عليه من ذويه واقاربه، ومن ثم الصلاة على جثمانه الطاهر في مسجد شويكة القديم ومواراته الثرى في مقبرة الضاحية.

وشارك في التشييع عدد من المحافظين، والقادة الأمنيين ورؤساء ومدراء أجهزة أمنية ومدنية، وممثلي قوى وفعاليات وطنية.

ونقل محافظ طولكرم مصطفى طقاطقة، تعازي الرئيس محمود عباس لذوي الشهيد ارحيل، والمؤسسة الأمنية وابناء شعبنا في كل مكان، مبرقا رسالة لمن توشح لحماية الوطن، مدافعا عن ثرى فلسطين، بعقيدة وطنية ونضالية وثورية، مشددا على أن الجميع تتلمذ على ثقافة الصبر، لأننا نمضي نحو المشروع الوطني، مشروع التحرر والخلاص من الاحتلال، وصولا إلى إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. 

وقال طقاطقة: "نخوض معركة مقاومة مسؤولة، يقودها رفاق درب الشهداء والأسرى والقادة المناضلين، فيما أن جنين كانت وما زالت تنتصر للوطنية الفلسطينية، وفيها رجال يحافظون على إرث الشهداء والأسرى".

وتخلل مراسم التشييع كلمة باسم وفد فعاليات ومؤسسات محافظتي جنين وطوباس، مترحمين على روح الشهيد ساهر ارحيل، معبرين عن التعازي والمواساة لذوي الشهيد وعائلته وأسرته، ولحرس الرئاسة وكافة تشكيلات المؤسسة الأمنية. 

كما ألقى فيصل سلامة كلمة باسم اقليم حركة فتح بطولكرم وفصائل العمل الوطني، مؤكدا على أن أبناء المؤسسة الأمنية، هم إخوة الشهداء والأسرى، والمناضلين، مترحما على روح شهيد الوطن والواجب، ابن المؤسسة الأمنية، هذا العسكري الفتحاوي ابن الحركة الوطنية، والذي مضى إلى جانب رفاق دربه بتطبيق القانون والحفاظ على الأمن والأمان.

حكاية البطل ساهر ارحيل: قصة جندي رسم حدود الوطن بدمائه

كتبت /  هدى حبايب

في زاوية بيت متواضع بضاحية شويكة شمال طولكرم، تجلس والدة الشهيد ساهر فاروق جمعة ارحيل، عيناها غارقتان في دموع الحزن والفخر. فقدت ابنها الذي رحل وهو يؤدي واجبه الوطني، لكنها تدرك أن روحه أصبحت جزءاً من حكاية الوطن.

ساهر، ملازم في جهاز أمن الرئاسة، ابن 36 عاما، لم يكن مجرد جندي يحمل السلاح، بل كان عنواناً للشجاعة والتضحية. حلم منذ طفولته أن يكون جزءاً من القوة التي تحمي الوطن، وفي كل خطوة من حياته كان يؤكد أن الوطن أغلى من الروح.

قبل أسبوعين، زار ساهر عائلته مودعاً إياهم دون أن يدركوا أنها ستكون زيارته الأخيرة. تقول والدته: "جهز حقيبته والتحق بعمله في جنين. لم أتمكن من التحدث معه كثيراً، لكنه أرسل لي رسالة يخبرني أنه مشغول". بعدها جاء الخبر المؤلم: ساهر استشهد أثناء تأدية واجبه الوطني بعد هجوم غادر على مجموعة من أفراد الأمن قرب مخيم جنين.

تستذكر شقيقته الكبرى رولا اللحظات الأخيرة مع شقيقها. كان ضحوكاً، محباً للحياة، حنوناً على الجميع، وخصوصاً على ابنه الوحيد زياد، ابن 13 عاماً. تقول: "جمعنا في بيت العائلة في إجازته الأخيرة، كان يضحك ويلعب مع الأطفال كأنه يشعر أن هذه اللحظات لن تتكرر".

ورغم مطالبات العائلة له بالزواج مجدداً بعد انفصاله، رفض لأنه كان يرى في زياد مستقبله الذي يسعى لرعايته.

زملاؤه في جهاز أمن الرئاسة يصفونه بالجندي المخلص، الشجاع الذي لم يعرف التردد أو الخوف. كان دائماً في الصفوف الأمامية، مقداماً في مواجهة أي خطر.

على جدار سور المنزل، علقت صورة ساهر، يحيط بها الأطفال، يتحدثون عنه كرمز للوطنية. يرددون اسمه بفخر، ويتحدثون عن الشجاعة التي غرسها في نفوسهم.

ساهر ارحيل لم يكن مجرد اسم في سجل الشهداء، بل قصة بطل خط بدمائه حدود الوطن وحفر مكانه في ذاكرة شعبه للأبد.

وكانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، قد بدأت حملة "حماية وطن"، لفرض الأمن وتطبيق القانون في مخيم جنين في الرابع عشر من الشهر الجاري.

 وتستند الحملة إلى رؤية أمنية وسياسية فلسطينية، لحماية مصالح شعبنا وقضيتنا الوطنية.

يذكر أن الشهيد ارحيل، ارتقى أمس الأحد، أثناء أداء واجبه الوطني، إثر تعرضه وزملاءه لإطلاق نار غادر من قبل الخارجين على القانون في مخيم جنين.

Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2025