"ها نحن هنا لا طعام ولا علاج".. "ملعب اليرموك" في مدينة غزة أول مخيم للنازحين من شمال القطاع
نشر بتاريخ: 2024-11-01 الساعة: 02:41
اعلام فتح / من وفا- ريم سويسي
تحت وطأة حرب الإبادة الجماعية والخوف والجوع والدمار، اضطر آلاف المواطنين من شمال قطاع غزة على ترك منازلهم وراءهم، بسبب وابل النيران والقصف المتواصل لليوم الـ27 على التوالي، لتحط قدامهم المنهكة، وأجسادهم النحيلة، مدينة غزة، بحثا عن مكان آمن، رغم عدم وجوده.
آلاف النازحين افترشوا الأرض في ملعب اليرموك وسط مدينة غزة، ليصبح أول مخيم للنازحين من شمال القطاع، واجهوا ضعفهم، وأنين أجسادهم النحيلة، ما تعرضوا له، يكابرون لحماية ما تبقى لهم من أطفالهم وعوائلهم، ليستطيعوا العيش، وسط ظروف حياتية تفوق استيعاب البشر.
نزوح نحو "المجهول"، ومحفوف بالمخاطر، هكذا هو حال النازحين من الشمال، لتبدأ فصول جديدة من المعاناة، وسط شح كبير في مقومات الحياة.. فالمكان أشبه بمخيم لجوء يضج بالأطفال وعائلاتهم وطوابير من المواطنين، يصطفون للحصول على جردل ماء، كما يتم توفير الأكل عبر "تكيات" يتم التبرع بها، من مبادرين داخل غزة أو خارجها.
مراسلة "وفا" زارت المكان لتسليط الضوء أكثر عن حال النازحين هناك في ظل ما يعانيه القطاع من حرب إبادة وتطهير عرقي لم تشهده البشرية من قبل.
يقول المسؤول عن هذا المخيم إدارياً محمود ناصر "منذ ما يقارب الأربعين يوما كان هناك مقترح لتحويل الملعب إلى مخيم لجوء، وفي غضون أسبوع تم تجهيزه ليصبح أول مخيم للنازحين من بلدات بيت لاهيا، وجباليا، وبيت حانون".
ويضيف "تم توفير الخيام في هذا المخيم من قبل وزارة التنمية الاجتماعية، ووزارة الأشغال العامة والإسكان، بالتعاون مع مؤسسات أخرى، فتم توفير 23 خيمة تحوي 300 أسرة، كما تم توفير الطعام والماء، بالإضافة إلى الإنارة وبعض مستلزمات الفراش".
"أغلب النازحين الذين توجهوا إلى الملعب كانوا من النساء وأطفال، وذلك بعدما قام جنود الاحتلال باعتقال الرجال في بعض مناطق شمال القطاع، حيث تركوا بلا معيل أو حامي"، وفقا لحديثه.
يشار إلى أن ملعب اليرموك مملوك لبلدية غزة منذ عام 1956 كأحد مرافقها، وهو عبارة عن ملعب لكرة القدم مقام على مساحة 5 دونمات، وقد سمحت البلدية باستعمال هذا المرفق، كأحد مراكز الإيواء منذ بداية الحرب.
يذكر أن مساحة الخيمة 16 مترا (4*4) مصممة لإيواء عائلة واحدة فقط، لكن وفي ظل الوضع الكارثي هنا، اضطرت أكثر من عائلة البقاء في الخيمة الواحدة، وسط ضيق شديد سواء في المساحة، أو في الخصوصية، وهي الأهم إنسانياً.
وفي حديث مع عدد من النازحين في المكان، تقول أم محمد (نازحة من جباليا) "تم نسف بيتي وتدميره عن بكرة أبيه، جباليا أصبحت لا تصلح للسكن، هي عبارة عن كومة من الأنقاض، ليس إلا".
وتضيف "استشهد ابني أثناء هروبنا من آلة القتل وها نحن اليوم نقترش الأرض ونلتحف السماء لقد رأينا الموت والجحيم بتفاصيله".
أما أبو بشار رب أسرة تتكون من 9 أفراد، فهو الآخر آلت به الظروف إلى النزوح في خيمة، يقول وهو طريح الفراش، نتيجة شظية أصيب بها أثناء النزوح، أدت إلى بتر قدمه اليسرى "أنا نازح من الشجاعية شرق مدينة غزة بعد العملية البرية المجنونة والمخيفة، وبعد أن مكثنا في مركز نزوح في جباليا اضطررنا للنزوح مرة أخرى خارج الشمال، وتوجهنا إلى هنا بعدما لاحقتنا كلاب بوليسية ليلاً".
ويضيف، وهو يبكي "ها نحن هنا لا طعام ولا علاج".
وينهي حديثه بالقول "أتمنى أن تتوقف هذه الحرب، ونعود إلى بيوتنا المدمرة في خيمة، تكون على أنقاض بيتي".
mat